استعادة السيسي للثقة

عماد الدين حسين ... بعد نهاية اوبريت ' حبيبي يا وطن ' علي مسرح الجلاء في الحادية عشرة من مساء الاحد الماضي , اصطف المطربون مدحت صالح ولطيفة وحكيم وحسين الجسمي وآمال ماهر ومحمد فؤاد وهاني شاكر , علي خشبة المسرح , ومعهم الفنان احمد بدير وبقية المشاركين في الاوبريت.

هؤلاء امسكوا علم مصر وبداوا يقبلونه بطريقة مؤثرة , وامامهم مئات الضباط و الجنود وطلبة الكليات العسكرية واعلاميون , ثم دوي هتاف هادر في المسرح ' الجيش و الشعب ايد واحدة ' .

في هذه اللحظات وقف الفريق اول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع و القائد العام للقوات المسلحة , وخاطب الحضور قائلا : ' عايز اقول لزملائي كلمتين صغيرتين ' , فقاطعه الطلاب و الضباط ' ولادك يا افندم ' , فقال : ' زملائي وولادي : الجيش المصري وطني وعظيم وشريف وصلب وصلابته جاية من شرفه ' .

قبل هذه الكلمة واثناء الاستراحة التقي بعض الاعلاميين لدقائق مع الوزير , ويبدو ان السؤال الذي وجهه غالبيتهم للرجل همسا كان خلاصته ' الي اين نحن ذاهبون؟ ' .

الاجابة قدمها السيسي للجميع علنا في المسرح حيث قال : ' علي الجميع الا يقلق ابدا علي بلده , رغم الشوشرة الموجودة , وان ايدينا تقطع قبل ان تمس اي مصري ' .

لاعب الكرة السابق مصطفي يونس قاطع الوزير سائلا : لا تنسوا شهداء رفح , فرد : لن ننساهم.

لكن اكثر المشاهد المؤثرة عندما امسك المطرب محمد فؤاد بالميكروفون منخرطا في نوبة بكاء متحدثا الي السيسي قائلا : ' الشهيد ابراهيم فؤاد شقيقي بيقولك خلي بالك من مصر , فرد الوزير : مصر محفوظة بالمصريين جميعا ' .

في هذه اللحظة فوجئت ان المطربة مي كساب وكانت تجلس بجواري تبدا في نوبة بكاء حارة , ليتبعها كثيرون تاثرا.

انتهي كلام الوزير بعبارة ' بكره هتشوفوا مصر ام الدنيا قد الدنيا ' , لتشتعل القاعة مرة اخري بتصفيق هستيري وهتافات ' الجيش و الشعب ايد واحدة ' .

نعود الي بداية الحفل الذي قدمته جامعة المستقبل واوبريت ' حبيبي يا وطن ' اشعار عبدالرحمن الابنودي ونادر عبدالله واخراج خالد جلال.

الملاحظة الرئيسية هي ان القوات المسلحة تمكنت من استعادة سيرتها الطيبة بسرعة قياسية في نفوس غالبية المواطنين.

هل تتذكرون هذه الصورة حتي يوم 12 اغسطس الماضي؟! --

وقتها كان الهتاف الاكثر دويا ' يسقط يسقط حكم العسكر ' .

الجيش لعب الدور الابرز في نجاح الثورة , لكن المجلس الاعلي للقوات المسلحة ارتكب اخطاء كارثية في ادارة البلاد بحسن نية , ثم حدث الصدام الكبير بين المجلس وغالبية القوي الثورية , وهو صدام استفادت منه جماعة الاخوان بمهارة فائقة.

في يوم 12 اغسطس احال الرئيس مرسي المشير حسين طنطاوي و الفريق سامي عنان للتقاعد , وفي صمت بدا الوزير الجديد عبدالفتاح السيسي يعيد ترميم الصورة المكسورة , ونجح الي حد كبير في هذا الامر لدي النخبة التي هتفت ضد الجيش ولدي المواطن البسيط.

في بداية الحفل ايضا غني كورال جامعة المستقبل الاغنيات الوطنية مثل ' بسم الله ' , و ' عاش جيل الثورة عاش ' , و ' انا الشعب ' , و ' خلي السلاح صاحي ' , و ' يا حبيبتي يا مصر ' , و ' فيها حاجة حلوة ' .

في الاوبريت غني مدحت صالح ' ان قولت اقول ' , ولطيفة ' شرف ليا ' , وحكيم ' يا مصر يا بلد الامل ' , وآمال ماهر ' انا من بلادي ' , ومحمد فؤاد ' حبيبي يا وطن ' , ونبيل شعيل عبر الصوت فقط ' مسك الختام ' , , وحسين الجسمي ' في حب مصر ' , وهاني شاكر ' اراهن بعمري ' .

كلمات الاغاني موجهة بالطبع جميعها الي عدونا الاساسي وهو الكيان الصهيوني الذي يعربد في المنطقة , لكن ما لفت نظر كثيرين اغنية لآمال ماهر اداها الكورال بعنوان ' يا مصريين ' , وفيها مقطع يقول : ' بلدنا بتضيع مننا -- . الحقوها قبل ما يفوت الاوان ' .