لماذا أصيح التعديل الوزاري مهما في عهد مرسي ؟ أحمد منصور


بعدما يقرب من ثلاثة اسابيع علي اعلان الرئيس المصري محمد مرسي عن اجراء تغيير وزاري وتغييرات و تعديلات في مناصب المحافظين في مصر اعلن الثلاثاء الماضي عن التغيير الوزاري و كان من الطبيعي ان يثير ردود افعال كثيرة و ان يعكس المعاناة التي ولد فيها هذا التغيير و الظروف السياسية التي دفعت الكثيرين للاعتذار عن المشاركة في هذه المرحلة الضبابية و الصعبة التي تمر بها البلاد , فالتغييرات الوزارية في عهد المخلوع مبارك لم يكن يحفل بها احد لانها في النهاية كانت مكافآت لهذا و امتيازات لذاك , اما التغييرات الوزارية الآن فان الكل يترقبها و ينتقدها او يبدي الرضا عنها وسط معركة ضارية تشارك فيها وسائل الاعلام و الايدي الداخلية و الخارجية من اجل تقويض دعائم التجربة و النظام القائم عليها , و قد اثبت التغيير الوزاري الذي جري في شهر يناير الماضي 2013 ان الوزير اذا كان صاحب رؤية و مشروع و قرار فانه في خلال اشهر وجيزة يستطيع ان ينجز كثيرا من الامور التي بقي غيره في المنصب سنوات طويلة و لم يحرك فيها ساكنا , و قد برزت اشكالية الوزراء المرتعشين او الضعفاء او الفلول الذين كانوا يعملون من خلال مواقعهم ضد اي مصلحة للشعب او الدولة و اصبح الوزير الذي يعمل يكشف الوزير الذي لا يعمل , من ثم فان المنصب الوزاري في هذه المرحلة مغرم لا مغنم و مسئولية لا حدود لها .

الامر الآخر و المهم ان الحكومة عبارة عن منظومة , فوزير التموين مثلا لا يستطيع ان يحقق اي نجاحات في عمله دون مشاركة و دعم من وزير الزراعة و وزير التجارة و وزير الصناعة و وزير البترول او غير ذلك من الوزراء , لذلك حينما عمل باسم عودة قام بتعرية الوزراء المرتعشين و الفلول في باقي الحكومة و ظهرت ازمات استدعت تغيير الوزراء الذين يعرقلون المسيرة او يعجزون عن تقديم الحلول , لكن ليس معني ذلك ان الذين جاءوا هم الاكفا بل انهم جميعا تحت الاختبار من احسن منهم نقول له احسنت و سوف يصنع لنفسه مكانة سياسية و موقعا مميزا لدي الشعب لانه خادم للشعب , و من اساء نقول له اسات و نطالب بتغييره و لن يكون له موقع او مكان يذكره الشعب له , من ثم لا ينبغي ان ننتقد او نمتدح اي وزير او مسئول الا بعد ان نري ماذا سيحقق من انجازات و ما هي رؤيته خلال الاشهر القادمة لنقل الي نهاية العام في وزارته , و اتمني من كل وزير جديد ان يفعل مثل ما فعل وزير النقل الحالي حينما تولي الوزارة ان يخرج علي الشعب خلال ايام و يخبره بالحال التي تسلم عليها وزارته و رؤيته للانجازات التي سيقوم بها و المدة التي سيحقق من خلالها هذه الانجازات و الوزارات المعنية المرتبطة بوزارته حتي يكون النجاح جماعيا و ملموسا من الشعب وحتي يعرف الشعب علي اي شيء سوف يحاسب كل وزير و الحكومة بشكل عام اما ان نقف عند التصنيفات السياسية لهذا و الانتماءات الايدلوجية لذاك فاننا بذلك لن نخرج من دائرة النقد و الانتقاد التي عادة لا تقود الا الي الحالة المذرية التي اوصل الاعلام الهابط المجتمع المصري اليها .

ليست هناك تعليقات :