شفيق يكشف أسرار آخر أيام حكم مبارك : طنطاوي قطع الهاتف الرسمي عن عمر سليمان بعد التنحي


كشف الفريق احمد شفيق , ان الرئيس المخلوع حسني مبارك حاول عبثا بعد اندلاع الثورة , اقناع المشير حسين طنطاوي بتولي منصب نائب رئيس الجمهورية , لكن الاخير اعتذر باصرار , مفضلا الاحتفاظ بموقعه وزيرا للدفاع في وقت كانت البلاد تتجه نحو مرحلة شديدة الغموض . و روي قصة لقاء لم تغب عنه لهجة الحدة و العتاب , حين التفت مبارك الي طنطاوي و سأله : ' اين يا حسين رجالك الاشداء ؟ ' .

و سرد شفيق قصة الاجتماع الثلاثي الشهير الذي ضمه و سليمان و طنطاوي , و شدد على ان سليمان اتصل ثانية بمبارك خلال الاجتماع و قال له : ' نحن نعتذر منك مرة ثانية , و لكننا مضطرون ان نسرع الخطي في الامر , و ان نذيع خطاب التنحي سريعا , لان البلد حتولع في ثانية ' , و ان مبارك غيّر كلمة ' التنحي ' و فضل كلمة ' التخلي ' , و كان كل ما طلبه تاخير اذاعة البيان الي ما بعد اقلاع طائرة هليوكوبتر تقل عائلته من القاهرة الي شرم الشيخ .

و روي نقلا عن عمر سليمان كيف استنتج الاخير ان دوره كنائب للرئيس انتهي علي الفور , و قال انه خاطب طنطاوي قائلا : ' استاذنك بالذهاب الي مكتبي في قصر الاتحادية مكتب نائب الرئيس ' . و اضاف ان المشير امسك يده و اجابه : ' مكتبك ايه و اتحادية ايه يا عمر ؟ احنا عيش و ملح . انت تيجي تقعد جنبي هنا ' . و يقول شفيق ان سليمان استنتج ان دوره انتهي . و يضيف شفيق : ' قيل لاحقا انه عندما عاد عمر سليمان الي منزله اكتشف ان هاتفه الرسمي الذي يمكّنه من الاتصال باجهزة الرئاسة قد قطع . و نقل عن سليمان قوله بمرارة : ' لو تم تعييني قبل سنة لكانت الامور اختلفت ' . و لمّح شفيق الي تنافس قديم صامت بين طنطاوي و سليمان بدا يوم كان كل منهما يتطلع الي تولي منصب رئيس الاركان .

و اتهم شفيق جماعة ' الاخوان المسلمين ' بسرقة الثورة , التي انضموا اليها في اليوم الرابع , وبعد انسحاب الشرطة. وقال ان من سماهم ب ' الحمساويين ' نظموا عملية تحرير الرئيس محمد مرسي من سجنه , واعطوه هاتف ' الثريا ' للاتصال بقناة ' الجزيرة ' , معتبرا ان ' الحمساويين ' لعبوا دورا تدميريا , وان الحكم الحالي يشعر بانه مدين لهم.

واتهم ' الاخوان ' بانهم ' سرقوا الرئاسة عبر تزوير الانتخابات ' , بعد ان نجحوا في تضليل جهات كثيرة , بينها الولايات المتحدة.

وحمل بشدة علي تجربة الرئيس مرسي , قائلا ان مصر ' اصيبت بسرطان الاخوان , الذين لا يملكون اي خبرة في الامن او الاقتصاد او السياسة -- . وبرنامجهم الحقيقي هو انشاء امارة دينية ' . وشدد علي ان ' الاخوان ' سيرحلون اما بانتخابات او بثورة. وفي حين اعرب عن قلقه من محاولات وضع اليد علي القضاء و الاعلام , قال ان مخاوفه من ' اخونة ' الجيش تراجعت , لافتا الي العلاقة القوية التي تربط الجيش بالولايات المتحدة في ميادين المساعدات و التسليح و التدريب.

واهاب شفيق بالرئيس بشار الاسد قبول التخلي عن السلطة لحقن الدماء. ودعاه الي الاتفاق مع الدول الديمقراطية و الدول العربية المعتدلة علي اسس ديمقراطية لسورية الغد , ' لان سيطرة الاخوان علي سورية ستكون نكبة النكبات ' .

ليست هناك تعليقات :