هل تفعلها مصر و تقصف سد النهضة و تدخل في حرب على مياه النيل مع اثيوبيا ؟

هل تدخل مصر في حرب عسكرية مع اثيوبيا بسبب بناء سد النهضة ؟ و هل الخيار العسكري مطروح علي مائدة الحلول ؟ و ما مدي خطورة الموقف حاليا ؟ اسئلة تطرح نفسها علي الساحة السياسية , و لم تجد اجابة شافية من المسؤولين , ولا يزال الصمت الرسمي هو البطل في تلك المعركة علي الرغم من تهديد سد النهضة الاثيوبي للامن القومي المصري بالدرجة الاولي , لخطورته البالغة علي مياه النيل و الري و تعرض آلاف الافدنة الزراعية للبوار , و تهديد توليد الكهرباء مما قد يتسبب في ان تعيش محافظات كاملة في ظلام دامس بسبب نقص انتاج الكهرباء بنسبة تصل الي في المائة 25 .
الخبراء يؤكدون ان قضية مياه النيل تشهد الآن منعطفا خطيرا بالنسبة لمصر , بعد التقلبات و التحركات التي شهدها هذا الملف علي مدار الايام الماضية , و التي اضعفت الموقف المصري من وجهة نظر المراقبين لهذا الشان , ولعل آخرها كان اعلان دولة جنوب السودان التوقيع علي اتفاقية عنتيبي , ليصبح بذلك عدد الدول الموقعة 6 هي : رواندا وبروندي وتنزانيا واوغندا واثيوبيا واخيرا جنوب السودان , كما اعلنت اديس ابابا عن ارسالها للاتفاقية الاطارية الي البرلمان تمهيدا للتصديق عليها وبعدها تصبح سارية , ويتم انشاء المفوضية , هذا بالاضافة الي تحويل اثيوبيا لمجري نهر النيل في سبتمبر القادم لاستكمال بناء السد .
و حول الخيارات المطروحة من الجانب المصري لوقف تلك التهديدات توصلت دراسة اعدها مركز الدراسات الامنية البريطاني ' ميدل ايست نيوز لاين ' ان قيادات الجيش المصري حثت الرئيس مرسي علي توجيه ضربة جوية ضد سد النهضة الذي تبنيه اثيوبيا , و الذي سيقلل حصة مصر من المياه في حال فشل المفاوضات , خاصة في ظل التواجد الاسرائيلي داخل الاراضي الاثيوبية و الذي يهدد الامن المائي المصري .
و اكدت المصادر الاستخبارية في الدراسة التي نشرتها صحيفة ' ديلي اثيوبيا ' الرسمية ان الجيش المصري يستعد لخوض حرب ضد اثيوبيا للحفاظ علي حصة مصر من مياه النيل , و ان القيادة العسكرية في مصر تشعر بازمة مقبلة مع اثيوبيا يمكنها تهديد امدادات المياه لمصر و السودان , خاصة ان تامين حصة مصر من مياه النيل تعد من اهم و اكبر المشاكل الامنية لمصر حاليا .
و اوضحت المصادر الاستخباراتية انه من المتوقع ان يوجه مرسي تحذيرا شديد اللهجة الي اثيوبيا لاثنائها عن استكمال بناء السد خلال الدورة القادمة لاجتماعات اللجنة الفنية الثلاثية و المشكلة من خبراء مصر و السودان و اثيوبيا , بالاضافة لخبراء دوليين و الذين سيجتمعون في اواخر مايو القادم .
و اكدت الدراسة ان مرسي نجح بتشكيل تحالف عسكري مع السودان لمنع اثيوبيا من بناء السد , الذي سيحرم مصر من حصتها في مياه النيل , وان الجيش المصري يستعد لاحتمال صدور اوامر بالقيام بضربات جوية ضد اثيوبيا لوقف بناء السد او تدميره نهائيا .
و توقعت هذه المصادر _ حسب الدراسة و الموقع الاثيوبي _ ان تدعم الولايات المتحدة مصر في هذه الخطوة , فضلا عن ان مصر ستعتمد في هجومها علي السد علي طائرات امريكية حصلت عليها مؤخرا من واشنطن , نظرا لتمتعها بخزانات وقود كبيرة تمكن المصريين من تنفيذ هجمات علي السد الاثيوبي دون عوائق فنية .
و طبقا لمصادر مصرية رسمية مسؤولة فقد تم نفي ما جاء بالدراسة , مؤكدة ان القوات المسلحة لم تطلب من الرئيس محمد مرسي ضرب اثيوبيا عسكريا , خاصة ان القوات المسلحة ليست لها دولة عدائية و تؤمن بالحوار لحل المشاكل , لافتة الي ان هناك مخططا منظما من بعض الجهات الخارجية التي تريد ان تسوء العلاقة بين مصر و دول حوض النيل و علي راسها اثيوبيا حتي يتم تعطيل اي مفاوضات مع دول حوض النيل بشان تنظيم حصص المياه .
و من جانبه رفض الدكتور محمد بهاء الدين , وزير الموارد المائية و الري , ما تناوله مركز الدراسات الامنية البريطاني ' ميدل ايست نيوز لاين ' , حول استعداد الجيش المصري لضرب اثيوبيا , موضحا انه عار تماما من الصحة , ولم يتم مناقشته في الحكومة , ولم يتم التطرق الي هذا الحل بملف سد النهضة الاثيوبي , مشيرا الي ان هذا ليس عن ضعف ولكن نبحث دائما عن التفاوض , ولغة الحوار التي من المؤكد ان تؤتي بنتائج افضل بكثير.
واوضح بهاء الدين ان لغة التهديد و الحرب تاتي بنتائج سلبية , مشيرا الي ان هناك اتصالا دائما مع الجانب الاثيوبي , لبحث الآثار السلبية لسد النهضة , مضيفا : ' اننا في انتظار تقرير اللجنة الثلاثية المشكلة لتقييم السد ومدي تاثيره علي مصر و السودان ' .
واكد وزير الري ان هناك تحركا سياسيا علي اعلي مستوي لدراسة الاوضاع المختلفة التي تمر بها منطقة حوض النيل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا , وكذلك آخر التطورات , مشيرا الي ان مصر تسعي لوجود اتفاقيات رسمية مع دول حوض النيل.
واوضح بهاء الدين ان اي اتفاقية داخل دول حوض النيل ليس لها قيمة في حال عدم وجود اجماع عليها من دول المنبع و المصب , مشيرا الي ان انضمام جنوب السودان لاتفاقية ' عنتيبي ' لن ياتي بجديد في هذه القضية , نظرا لوجود اغلبية مسبقة من دول المنابع الست , ومصر تشجع علي الحوار و التعاون الثنائي وليست بمعزل عن اسرة حوض النيل.
وقال وزير الري ان سد النهضة مثل اي سد له آثار سلبية وايجابية , ومن الآثار السلبية حجز 74 مليار متر مكعب من المياه , موضحا ان حصة مصر ستظل كما هي , اثناء مراحل انشاء السد وخلال فترة ملء البحيرة اذا كان هناك فيضانات عالية متتالية , واكد بهاء الدين ان المجتمع الدولي سوف يرفض هذه الاتفاقية , وان مصر تعمل للحفاظ علي حقوقها التاريخية في مياه نهر النيل , و الخلاف في اتفاقية عنتيبي يمكن الوصول فيه الي صيغة نهائية , بشرط اعادة التفاوض , مشيرا الي وجود استثمارات مصرية خاصة بمقدار ملياري دولار في اثيوبيا , ويتم حاليا تمهيد الطريق لرجال الاعمال المصريين لمزيد من الاستثمارات هناك.
واتفق المراقبون مع وزير الري في استبعاد الخيار العسكري لحل تلك الازمة , مؤكدين ان الحديث عن الحرب كلام ' افتراضي ' و التدخل العسكري مضي عليه الزمن , ولم يعد يستخدمه احد في صراعات من هذا النوع , ومازال هناك دور كبير للدوائر القانونية الدولية , بالاضافة الي القنوات الدبلوماسية المستمرة بين البلدين.
واكدت احد المصادر المسؤولة بملف مياه النيل ان هذا الكلام اثير لاستفزاز مصر وجرها لحرب التصريحات , مشيرا الي انها مرفوضة تماما وتتسبب في احتقان الشعوب , وتزيد من حالة الاضطراب .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق