وداعا يا دكتور محمد البرادعي نهايتك في 30 يونيو


طه خليفة .... احدث مطالب محمد البرادعي ان يستقيل الرئيس مرسي لتحقيق اهداف الثورة! لست من اعداء البرادعي , بل كنت من محبيه وداعميه , لكن مسيرته منذ عاد للقاهرة وحتي اليوم مرورا بالثورة واحداثها لا تقول انه يصلح زعيما , او يمكن الاتكاء عليه , هو مثل الحائط المائل لا يحمي من يجلس وراءه , بل قد يسقط فوق راسه. كنت وآخرون نراهن عليه ليكون قائدا للتغيير , وقوة دفع للامام خلال الفترة التي قضاها في عهد مبارك قبل سقوطه , لكن البداية القوية للجمعية الوطنية للتغيير التي اسسها انتهت نهاية دراماتيكية بانسحاب ابرز اعضائها من الشخصيات السياسية الكبيرة من حوله , لانه رحالة خارج مصر غير متفرغ لقيادة نضال وطني , واسلوب ادارته ينزع للفردية و الفوقية , كما ماتت اثار فكرة التوقيعات , لان مسيرتها لم تكتمل , وهي التوقيعات التي جمع معظمها الاخوان الذين لا يتوقف عن الهجوم عليهم , و التحريض ضد الرئيس الخارج من صفوفهم , تحريض الليبرالي الاكبر للجيش للعودة للسياسة و الاطاحة برئيس منتخب وفق آليات الديمقراطية الغربية التي لا يتوقف عن تعليمنا اياها , وتحريض الوطني الاكبر ل اوباما و الاتحاد الاوروبي للضغط علي مرسي و التدخل في شئون مصرية داخلية. لا يخجل البرادعي عندما يطالب الرئيس بالاستقالة , وهو من انسحب , او بالادق تهرب من دخول الانتخابات , و النزول للشارع , و التعرف علي المصريين عن قرب بحجج واهية , كما سبق وتهرب من تشكيل حزب سياسي بعد الثورة لدخول معترك العمل السياسي علي الارض من خلال الانتخابات البرلمانية , وليس من القصور و الفنادق , ولما زاد الضغط عليه شكل حزب ' الدستور ' , لكن الازمات و الانسحابات تعصف به منذ اليوم الاول احتجاجا علي الادارة الفردية التي تنزع للاستبداد من ليبرالي يحارب استبدادا مزعوما للرئيس , وفرضه شخصيات بعينها في ادارة الحزب الملاكي من دون انتخابات , واخيرا ترحيبه بالفلول في الحزب الذي تدكه الازمات , وسنري حظوظه في الانتخابات البرلمانية القادمة لو تجرا وشارك فيها , واذا كان البرادعي غير قادر علي الادارة الديمقراطية داخل حزب من مائة فرد , او الف , فكيف سيقود بلدا من 90 مليونا؟ وكيف سيحقق اهداف الثورة التي يري ان مرسي لم يحققها؟ تلك الثورة المظلومة التي صار لها مليون اب , ومليون زعيم , ومليون متحدث باسمها , ومليون متاجر بها. سيكون مقبولا ان يطالب الثلاثة الكبار الخاسرون : شفيق وصباحي , وابو الفتوح , وحتي موسي , الرئيس مرسي بالاستقالة لانهم كانوا شجعانا , وخاضوا السباق الانتخابي وخسروا بشرف , اما البرادعي فقد جبن , وواصل الهرب الي الخارج في سياحة المؤتمرات و الندوات عن الانخراط في تحمل مسئوليات وطنية بشكل عملي , لذلك لا يحق له اليوم ان يطالب رئيس شجاع واجه الاعتقال و التنكيل ثم يترشح ويفوز ويتعرض للاهوال خلال اول عام له في الحكم. البرادعي يفر من معارك طرح الثقة في الشارع , يريد ان ياتيه المنصب وهو جالس في بيته , ثم يقرر هل يتنازل ويقبل , ام لا؟ يريد ان يمارس السياسة بالشوكة و السكين دون ان تتعفر قدماه في تراب القري , او تتسخ ملابسه برذاذ مياه الصرف في الاحياء الشعبية. اتذكر الراحل فؤاد سراج الدين ابن الباشوات الذي زارنا في قريتنا في مناسبة انتخابية قبل رحيله , وقال انني جئت قريتكم هذه ايام الملكية , وخطبت في اهلها وانا اقف علي ' كوم تراب ' , لذلك كان سياسيَا حقيقيا , ومن بعده دخل ' الوفد ' في التيه , ولم يخرج. وداعا يا دكتووور.

ليست هناك تعليقات :