الدعوة السلفية تتخوف من اندلاع اشتباكات دامية في 30 يونيو و تقول : الشعب يعاني أكثر من أيام مبارك


حذر الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس مجلس ادارة الدعوة السلفية من الاستهانة بسفك الدماء خلال فاعليات 30 يونيو القادم , مؤكدا انه مازالت هناك فرصة لحوار سياسي حقيقي مع كافة الاطراف. واكد ' برهامي ' ان النخبة في الاعلام وعلي الارض تستفز الناس وتذعرهم من الاسلاميين , مؤكدا ان مواجهة العنف بالعنف لن يجدي.

وقال نائب رئيس مجلس ادارة الدعوة السلفية في بيان له حمل عنوان ' اياكم وسفك الدماء ' : ' نعيش في مصر جميعا حالة من التوتر بانتظار ما يسفر عنه يوم ' 30/ 6 ' وما يحمله من مخاطر علي كيان الدولة المصرية وليس فقط علي منصب الرئيس وشخصه , ومع وجود طرق متباينة في التفكير وصور معروضة من قِبَل البعض للتعامل مع الموقف . فلابد من اعمال العقل السليم في ضوء النظر الشرعي للمصالح و المفاسد ومآلات الامور '

وحدد ' برهامي ' عدة مسائل مستدلا بآيات قرآنية ودروس من التاريخ لعمل بها خلال الفترة الراهنة , مستدرك : ' ان الاستهانة بسفك الدماء من قِبَل اي طرف هو جهل منه بادلة الشرع وجراة غير محمودة يذم صاحبها عند الله ثم عند الناس , قال الله _تعالي_ : ' وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنا مُتَعَمِّدا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَاَعَدَّ لَهُ عَذَابا عَظِيما ' ' النساء : 93 ' , و الجراة علي التكفير لتبرير ذلك اشد وافظع . لانه يجمع الي الذنب بدعة , وليس كل من خالف في المواقف السياسية يكون ملحدا او ماجورا او زنديقا , وقال النبي _صلي الله عليه وسلم_ : ' لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَما حَرَاما ' .

واضاف نائب رئيس الدعوة السلفية : ' ان الدماء ' هي وقود الثورات ' , وربما بدا الامر ببضعة آلاف يُقتل منهم آحاد فترعد لهم وتبرق ملايين ' وعلي هذا يراهن اعداء هذه الامة ' , فانتبهوا لهذا المخطط الذي فشل عدة مرات ويحاولون مرات متتابعة بلا ياس , واياكم وحماسة الاندفاع بعواطف غير محسوبة.

وقال : ' ان خروج بضعة آلاف او حتي عشرات الآلاف _وهذا غير متوقع_ لا يتغير به واقع علي الارض ' وان نفخ فيه الاعلام المعلوم توجهه ' , فترك الامر يمر ثم يموت كما ماتت محاولات سابقة , و الاكتفاء بحماية الاجهزة الامنية المسئولة للمباني و القصور الحكومية و الرئاسية مع تامين شخص الرئيس في مكان آمن _ امر سهل , مع التاكيد علي عدم التعامل بعنف مع الخارجين . لان سفك الدماء سيجر مئات الالوف الغاضبة اصلا , المبغضة ابتداء بسبب كثير من الممارسات التي افقدتنا كاسلاميين جزءا كبيرا من شعبيتنا ' .

و أضاف قائلا : ' النخبة في الاعلام وعلي الارض تستفز الناس وتذعرهم علينا , واما خروج ملايين او حتي مئات الالوف _وهو امر مستبعد_ فان مصادمتهم ببعض مئات من المسلحين الذين يقولون : ' سنواجه العنف بالعنف ' لن يجدي , ولا ينبغي ان ننسي ان جهاز الشرطة في عهد ' مبارك ' مع الولاء التام من قياداته الي مستويات من الاكبر الي الاصغر _كان عدده نحو المليون ونصف_ لم يستطع المقاومة امام الملايين , ولن يقبل الناس دعوي انها جهاد وحرب مقدسة دفاعا عن دولة اسلامية لم تقم بعد.

وقال : ' ان وضع الاسلاميين جميعا في بوتقة واحدة ضد الشعب الساخط المنهوك اقتصاديّا الذي يعاني معاناة اشد من معاناته ايام ' مبارك ' وليس عند الكثير منه نفس درجة التحمل من اجل قضية كما هي عند الاسلاميين _مع التحفظ علي الاصطلاح_ يعرِّض العمل الاسلامي ذاته و الدعوة الي الله لخطر عظيم . خصوصا مع اعلام ' يُسمي باسلامي ' يجعل مخالفة جماعة او شخص او حتي الرئيس معاداة للدين او حتي محاربة للمشروع الاسلامي! ولربما دفع هذا بعض الناس دفعا لمحاربة الدين بالفعل طالما انه علي الصورة التي تزعمون , فالدعوة الي الله لابد ان تظل باقية ومحفوظة المنزلة في النفوس ' .

واضاف : ' ما زالت هناك فرصة لحوار سياسي حقيقي _لو صدقنا الرغبة في ذلك_ مع كافة الاطراف , و المرحلة الحالية _عند العقلاء_ ليست مرحلة مواجهة مع الجميع في الداخل و الخارج , ولنتذكر ان النبي _صلي الله عليه وسلم_ اول ما قدِم المدينة عقد عهدا مع اليهود _وهم اليهود_ يتضمن مسئولية مشتركة للدفاع عن المدينة , مع ان المواجهة معهم حتمية وآتية ولابد , كما انه ظل مستوعبا للمنافقين امثال ' ابن سلول ' مدة حياته . ليحافظ علي وحدة المجتمع المسلم الناشئ , و المشكلة فيما سبق من حوارات تحولها الي ' مكلمة ' . دون طرح حلول حقيقية واستعداد لائتلافٍ وطني حقيقي ' .

و أضاف : ' اسلوب الخطاب في الاعلام لابد ان يتخذ اسلوب التهدئة في مواجهة التهييج العلماني , وترك البذاءة الرخيصة التي هي في الحقيقة سبب عظيم لكسب تعاطف الشعب المصري مع مَن يُسب ويُؤذي وفقد تعاطفه , بل وحصول العداوة مع الساب المؤذي , ولنحذر من تصدير شخصيات بالخطاب الانفعالي حتي ولو نالت اعجاب شريحة محدودة من الاسلاميين ' مضيفا : ' الدعاء من اعظم الوسائل التي يُدفع بها البلاء ' .

ليست هناك تعليقات :