البلتاجي : الثوار منقسمون بين اتجاهين متضادين و احترابهما في 30 يونيو سيؤدي للخسارة أمام العدو الحقيقي

قال الدكتور محمد البلتاجي , القيادي بجماعة الاخوان المسلمين , ' مع اقتراب 30 يونيه تتوزع قوي الثورة ' الاصلية ' و تتفرق في اتجاهين متضادين : الفريق الاول يطلب التغيير الفوري , ويري ان النظام القائم , وان شارك في الثورة وجاء بالديمقراطية , الا انه غير قادر علي تحقيق آمال الجماهير وطموحاتها , فضلا عن استئثاره دون الباقين بالسلطة.
و أضاف : بينما يري الفريق الآخر ان النظام القائم هو ثمرة اول تجربة ديمقراطية حقيقية ومن ثم فهو اولي بالتعبير عن الثورة , وان القوي الداعمة للنظام السابق بكل اطرافها الداخلية و الخارجية هي من تسعي لتعويقه ومحاربته ووضع الازمات في طريقه ومن ثم فهو يحتاج لمن يدعمه في مواجهتها_ لا لمن يخذله_ وفي كل الاحوال فمن حقه ان ياخذ فرصته في التجربة قبل الحكم له او عليه.
واضاف البلتاجي , عبر تدوينة له نشرها الأربعاء عبر حسابه علي ' فيسبوك ' , ان الفريق الاول يقول ان عاما من تولي السلطة كاف للحكم علي التجربة , واننا لا يجب ان نجرب في الوطن اكثر من هذا وقد اتضح لنا عدم كفاءة اصحاب التجربة , فضلا عن انفرادهم , و الفريق الثاني يري ان استحقاقات الديمقراطية تعطيهم الحق في اكمال تجربتهم , خاصة ان خصومهم قد بادروا باعلان هذا الفشل قبل ان تبدا التجربة التي سعوا لافشالها طوال الوقت ' مما ينفي حسن القصد ' , ولم يثبت بالتجربة ان هؤلاء الخصوم اقدر علي القيام بالمهمة او انهم اكثر كفاءة في تجاوز عقباتها , خاصة ان كثيرا منهم كان موضع التجربة في وزارات او محافظات اثناء حكم المجلس العسكري , ولم يؤثر عنهم اية نجاحات.
واضاف البلتاجي ان الفريق الاول يقول ان شعبية الرئيس قد تراجعت كثيرا ومن حقنا ان نذهب لانتخابات رئاسية مبكرة او علي الاقل استفتاء علي انتخابات مبكرة و الفريق الثاني يقول لقد ذهبنا لانتخابات رئاسية منذ عام ' وسط هذا الانقسام و الرفض للرئيس ' , ورغم استمرار الخلاف و الانقسام ذهبنا للاستفتاء علي الدستور منذ ستة اشهر ' والذي تضمن ايضا استفتاء علي اكمال الرئيس لمدته كاملة ' وقد جاءت خيارات الشعب عكس ما تطلبون فلماذا لا ترتضون نتائج الديمقراطية؟ , كما ان امامكم الآن فرصة الانتخابات البرلمانية وهي تتيح لكم ' ان كانت الاغلبية الشعبية معكم كما تقولون ' ان تشكلوا الحكومة وان تعدلوا الدستور وان تحاسبوا الرئيس , فلماذا تعدلون عن الآليات الديمقراطية المستقرة الي آليات غير ديمقراطية تدفع بالبلاد للفوضي .
و أضاف البلتاجي : آن الاوان ان يدرك الفريقان المتناحران انه لا بديل لهما عن الحوار الجاد و ان المعركة الحقيقية منذ بدء الثورة هي مع فريق ثالث ' ضد الثورة اصلا و ضد التغيير عموما سواء علي يد هؤلاء المستعجلين او اولئك المتباطئين ' , و ان هذا الفريق الثالث ' المضاد للثورة و المحارب للتغيير ' هو المستفيد وحده من تلك المبارزة و التناحر و التهديد و الحشد المتبادل و الاشتباك الحاصل و المتوقع بين الفريقين الاولين , و انه يستعد بكامل قواه ليقفز علي السلطة في اللحظة المناسبة ليتخلص من كلا الفريقين .
و انه ان كان قد استطاع ان يعبئ ضد الرئيس المنتخب رغم الشرعية الانتخابية و الدستورية ليقلل من التفاف الجماهير حوله , و من ثم يضعفه و يوهنه في معركته ضد الثورة المضادة , فانه سيكون اقدر علي التعبئة ضد غيره ممن لا يستندون للمشروعية الشعبية و الدستورية , و هكذا سيضعف الجميع لصالح قوي النظام السابق , التي ليس عندها ما تخسره , خاصة هي تلعب في الظلام ' من وراء ستار القوي المتخاصمة ' و تبدو و كانها بعيدة عن صدارة المشهد , رغم انها احيانا تكون هي الموجهة الرئيسية لاتجاه المعركة و كثيرا ما تكون الحاسمة لنتيجتها .
واردف : علينا ان ندرك اننا سنخرج جميعا من هذا الاحتراب خاسرين , وبالتالي لا مفر من الجلوس للحوار و التفاهم لصالح الوطن وعلي من يرفض هذا الحوار ' او يتعالي عليه او يهرب منه خوف الابتزازات/ او يفشله ويفقده جدواه وموضوعيته ' ان يتحمل المسئولية التاريخية , لا اقول فقط في دفع البلاد للفوضي او استمرار الازمة السياسية بل اشد ما اتخوفه ' هو هذا الاحتراب المجتمعي الذي يوشك عموم المجتمع ان يقع فيه ' , ادعو هذه الدعوة رغم الحملات الشرسة , التي تصف تلك المحاولات و الدعوات للتفاهم و الحوار بالخوف و التراجع و الخيانة , وكان الوطنية فقط هي اعلان الحرب بين الفريقين لصالح الفريق الثالث .
واختتم : مرة ثانية هي صرخة اتمني ان يتجاوب معها الحكماء الغيورون علي الوطن في الفريقين لتدارك الامر عسي ان ينجحوا في وقف طبول الحرب التي بدات تدق لغير صالح الوطن .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق