وضاح خنفر يحذر : التحالف بين المعارضة و الفلول سيدفع مصر نحوى الفوضى

حذر وضاح خنفر , المدير العام السابق لشبكة قنوات الجزيرة الفضائية , من ان ' تحالف المعارضة المصرية مع فلول النظام السابق سيؤدي الي تهميش الديمقراطية ' , واصفا الاحتجاجات المقررة في 30 يونيو الحالي بانها ستؤدي الي ' انقلاب علي العملية الديمقراطية ويمكن ان يجر مصر الي دائرة العنف و الفوضي ' .

و اضاف ' خنفر ' في مقال بصحيفة ' جارديان ' البريطانية , الاربعاء , انه ' ينبغي علي المصريين الا يسمحوا بانزلاق بلادهم الي الفوضي , فالرئيس محمد مرسي سيكمل عامه الاول في الحكم , وبدلا من اعتبارها مناسبة للاحتفال , فهو اول رئيس منتخب , يخشي الجميع من ان تكون تلك المناسبة بداية انهيار النظام السياسي المصري ' .

و قال ' خنفر ' ان اداء مرسي وسلوك الاخوان المسلمين عليه انتقادات كثيرة , منها ' عدم قدرتهم علي اجراء حوار جاد مع القوي المعارضة , واتخاذ قرارات احادية في عدد من القضايا التي كان يجب التوافق عليها قوميا ' , الا انه عاد لينتقد اداء المعارضة , خاصة ' محاولات المعارضة المستمرة في رفض نتائج الانتخابات الحرة , واعاقة الرئيس و الاسلاميين , ومحاولات تغيير قوانين اللعبة الديمقراطية ' .

و أضاف انتقاداته للمعارضة قائلا انها ارتكبت فعلين خطيرين ممنوعين سياسيا , الاول في المطالبة باستقالة مرسي , فقد عزلت نفسها في نفس الخانة مع فلول النظام السابق ومجموعات وكالات الامن المنحلة , مستشهدا بحوار محمد البرادعي , رئيس حزب الدستور , مع صحيفة ' الحياة ' اللندنية , و الذي قال فيه ان كلمة ' فلول ' يجب ان تصبح شيئا من الماضي , كما استشهد بما قاله حمدين صباحي , المرشح الرئاسي السابق , عندما وصف هؤلاء الذين يرفضون اي تحالف مع فلول النظام السابق بانهم ' مراهقين سياسيين ضيقي الافق ' .

و قال ان الفعل الثاني كان في ' مطالبة قادة المعارضة للجيش بالتدخل و الاطاحة بالرئيس المنتخب ' , مضيفا انه ' اذا كان لمرسي انجاز ديمقراطي حقيقي يحسب له , فسيكون ذلك في ابعاده الجيش عن السياسة و الاطاحة بعدد من اعضاء المجلس العسكري السابق , كما انه اقنع قيادة الجيش الحالية بعدم التدخل في العملية الانتقالية , وبالتالي من المثير للسخرية , ان المعارضة التي كانت جزءا في الماضي من الثورة علي حكم العسكر , تطالب الآن الجيش بالتدخل , بينما يرفض الجيش التدخل في السياسة ' .

و وصف ' خنفر ' المشهد بانه ' منقسم وجامد سياسيا ' , فمؤيدي مرسي مصممون علي مقاومة المحاولات للاطاحة بالرئيس , ومن الواضح ان الاسلاميين يريدون استعراض قدرتهم علي التاثير علي الشارع , وبانه اذا ارادت المعارضة الاحتكام للتظاهرات , فسيفوز الاسلاميون بسهولة في سباق الحشد .

و قال انه علي الجانب الآخر , ليس لقادة المعارضة الذين يصفون انفسهم بالليبراليين و اليساريين وجود واسع في الشارع , وقد اثبتت صناديق الاقتراع ذلك اكثر من مرة , ويريدون الاستعانة بفلول النظام السابق ليعطوا انفسهم القوة و التاثير اللازم , مضيفا ان الفلول و النظام السابق مازال لديهم تاثير علي عدد من قطاعات الدولة الاساسية , واهمها القطاعات الامنية و القضاء و رجال الاعمال , فضلا عن سيطرتهم علي وسائل الاعلام .

و اختتم بالتحذير من ان ' سقوط مصر في دائرة الفوضي سيزيد من خطورة و عدم استقرار المنطقة باكملها , و بالتالي يجب علي المصريين عدم السماح بذلك , و لا بديل عن الحوار الوطني الجاد مع كل الاطراف و ان يلتزم الجميع بالديمقراطية حتي لو كانت ضد رغباتهم ' .