حين تشمت اسرائيل في أردوغان و تتمنى رحيله أحمد منصور


بدا من تناول وسائل الاعلام الغربية و الاسرائيلية شماتتها في رئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوغان وبدا واضحا ان الهدف هو اسقاط اردوغان نفسه واسقاط صورته التي رسخت لدي الاتراك بانه الرجل الذي اعاد بناء تركيا الحديثة و الذي انعش اقتصادها وجعلها في مصاف الدول الاقتصادية السبعة عشر في العالم , واستعاد قوة عملتها , وضاعف دخل الفرد التركي اربعة اضعاف عما كان عليه قبل عشر سنوات.

وهو الرجل الذي جعل المنتجات التركية تصل الي 180 دولة في العالم وجعلها المنافس الرئيسي للمنتجات الاوروبية حتي وصلت صادرات تركيا خلال العام الماضي 152 مليار دولار , وهو الرجل الذي بني 26 مطارا خلال عشر سنوات , ومد 2600 كيلو متر من الطرق السريعة في انحاء البلاد , ومد خطوطا جديدة للسكك الحديدية بمئات الكيلو مترات , وجعل 76 مليون تركي يعالجون في ظل التامين الصحي , وقضي علي الامية , وبني في كل مدينة جامعة.

وبينما كان اردوغان يهيئ نفسه بعد سبعة اشهر ليتخلي عن رئاسة الحكومة ويرشح نفسه لرئاسة الدولة , اذا بوسائل الاعلام التركية المناوئة لاردوغان و الغربية و الاسرائيلية تضخم المشهد و الاحداث وتحول اردوغان من باني تركيا الحديثة الي ديكتاتور صاحب نزعة فردية تجب اقالته , ولم تخل صحيفة غربية من اننقادات الي اردوغان التي لا تحظي سياساته باي رضا من القوي الغربية.

فقد قالت عنه صحيفة واشنطن بوست ' ان اردوغان يقدم دليلا علي ان المرء يمكن ان يكون منتخبا ومستبدا في آن واحد ' , وقالت عنه صحيفة الجارديان البريطانية ' ان المظاهرات القائمة في تركيا انذار ضد الشكوي و المظالم المتراكمة التي ارتكبتها حكومة رجب الطيب اردوغان '

وقالت صحيفة نيويورك تايمز ' ان الازمة الحالية تبرز الجانب الاستبدادي لحكم رئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوغان ' , اما فورين بولسي الامريكية فقالت ان ' الاتراك يقاتلون من اجل استرجاع تركيا من اردوغان ' , وذكرت مجلة ' تايم ' الامريكية ان هذه الاحتجاجات ليست سوي سبب لبيان حجم المظالم التي تشعر بها المجموعات المعارضة لحكومة اردوغان

اما وسائل الاعلام الاسرائيلية فاني احيل القاريء الي المقال الرائع الذي كتبه الاستاذ فهمي هويدي في صحيفة ' الشروق ' يوم الاثنين الماضي تحت عنوان ' اسرئيل تصلي من اجل متظاهري اسطنبول ' ليدرك حجم الفرحة التي عمت اسرئيل من وراء التظاهرات ضد اردوغان , هذه الشماتة وهذا النقد الغربي الاسرائيلي الموجه لاردوغان بشكل مباشر يعكس حجم الانزعاج الغربي من بروز قائد تركي يتعامل بندية مع الغرب و هو ما لم يحدث منذ ان اسس اتاتورك الدولة العلمانية علي انقاض الخلافة العثمانية .

كما ان استهداف شخص اردوغان واضح للغاية في كل ما يجري , فالرجل الذي اهان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ورفض ان تضرب العراق من الاراضي التركية في العام 2003 , واصر علي ان تعتذر اسرائيل عن حادث السفينة مرمرة , ونهض ببلاده وجعلها قوة مناوئة , اصبح هو الهدف المباشر لكل ما يجري , لكن اردوغان العنيد لازال يصر علي التحدي و المواجهة .

ليست هناك تعليقات :