وائل قنديل يكتب : الخائفون على وسامتهم من لقاء الرئيس مرسي


تخيل ان الكيان الصهيوني قرر ان يرتكب جريمة جديدة ويهاجم الاراضي المصرية -- او ان ازمة سد اثيوبيا شهدت تصاعدا دراماتيكيا ادي الي بروز شبح مواجهة عسكرية , وان رئيس الجمهورية دعا الاحزاب و القوي السياسية للتداول في شان تقوية الجبهة الداخلية وتامينها -- وقررت احزاب معارضة ان ترفض الدعوة وتعتبرها فرصة لسقوط الرئيس -- ماذا تقول عن هذه المعارضة في هذه الحالة ؟

بماذا يمكن ان تصف الخائفين علي وسامتهم من التقاط صورة لهم مع رئيس الجمهورية في اجتماع طارئ لمواجهة خطر خارجي يتربص بشريان الحياة في مصر ؟

ان رموز جماعة ' الحرب حتي يوم القيامة ' في الداخل , فروا من حوار قومي لمواجهة شبح حرب عطش قادمة من الخارج , واثبتوا سقوطا ذريعا امام اختبار فرضته ظروف تداهم الوطن باسره , شعبه قبل حكومته , فتفلتوا من فكرة الالتقاء حول مشترك وطني وقومي , مرددين الكلام المضحك ذاته عن انهم لن يمنحوا الفرصة للنظام لكي ينهل من وسامتهم الطاغية ويتجمل من خلال صورة فوتوغرافية معهم في القصر الرئاسي .

و باستثناء من عصم ربك من الغل و الاستعداد للقتال حتي آخر متظاهر طمعا في انتزاع السلطة من رئيس الدولة , واصل الكبار لعبة الفرار من الحوار , بعضهم علي متن طائرة وآخرون علي ظهور جياد من خشب مطلقين صيحات عبثية من نوعية ' لا جدوي من الحوار مع الرئيس الا بعد سقوط الرئيس ' فيما استبسل فريق ثالث بمواقعه وتمترس في خنادقه علي شبكة التواصل الاجتماعي .

و من ارتفع فوق الصغائر و المهارشات و المكايدات الصبيانية وجد نفسه في فوهة مدافع المزايدة و التخوين و الاتهامات و التعليقات العقور من كائنات تمرح علي الصفحات وفي الفضاء الالكتروني تنشب مخالبها وانيابها في كل من تمرد علي هذا الوضع المتناهي في التفاهة و الصغار .

و ازعم انه لا مفاجاة علي الاطلاق في هذه المواقف , فكيف لاهل المشتمة و المكلمة ان يتخلوا عن بضاعتهم بهذه السهولة ويجلسون في حوار محترم ومواجهة جادة لقضية حقيقية -- ولماذا يترفع الذين تضخموا علي موائد الهبوط بالسياسة الي قاع البذاءة و اخترعوا تصنيفات و جديدة للوطنية و الثورية .

لقد صك هؤلاء توصيفات مبتكرة وروجوها وجعلوا الثوري النموذجي كما قلت في مقال سابق هو ' من يشتم رئيس الجمهورية قبل الاكل وبعده بفاحش العبارات , و يتهم كل من يؤيد الحوار بالكلمات وليس اللكمات ب ' التاخون ' و ' الاخونة ' , و يعتبر كل المعترضين علي المحرقة السياسية و الاخلاقية المنصوبة قطيعا من ' الخرفان ' -- ويحرض الجيش علي الانقلاب , واذا رفضت المؤسسة العسكرية هذه الدعوات المجنونة لاشعال الجحيم فانها تصبح في دائرة الاتهام , وتاخذ نصيبها من السخائم و الشتائم ' ولا تثريب علي من اختاروا الاستمساك بالوسامة النضالية علي حساب التورط في حوار وطني جاد ومحترم حول ما يتهدد مصر من اخطار.

هنيئا لكم بمراياكم الخادعة .

ليست هناك تعليقات :