اسراف كأس العالم يشعل الغضب في البرازيل مظاهرات و احتجاجات و عنف يسبب صدمة للرئيسة القوية

احتلت حركة الاحتجاجات في البرازيل مساحة واسعة علي صفحات الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاربعاء .

فقد ذكرت صحيفة ' الجارديان ' البريطانية ان الساسة البرازيليين يبدو انهم في خضم صراع بشان كيفية التعاطي مع حركة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد مؤخرا .

و اشارت الصحيفة البريطانية , في تقرير اوردته علي موقعها الالكتروني اليوم الاربعاء , الي تحذير السياسيين من ان تكون تلك الاحتجاجات ' علي الجانب الخاطئ من التاريخ ' , و ذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة الغضب في انحاء البرازيل بسبب حالة البلاد و الاسراف المتزايد علي كاس العالم .

و لفتت الصحيفة الي ان هذه التظاهرات بدات باعداد قليلة من اجل التعبيران رفض الزيادات في تعريفة وسائل النقل , ثم تفاقمت ليحتشد الآلاف في اكبر المدن البرازيلية في مشهد لافت من اجل التعبير عن زيادة الغضب عند البرازيليين جراء ارتفاع تكاليف المعيشة علي المواطنين , وعدم المساواة وتفشي الفساد , وعمليات القمع من قبل الشرطة , اضافة الي اهتمام الدولة المتزايد بمشاريع ملاعب كرة القدم الفخمة و التحضيرات لنهائيات كاس العالم في العام القادم .

و تابعت قولها : ' وسعت رئيسة البرازيل ' ديلما روسيف ' التنسيق بين كبار المسئولين , الذين دخلوا في حالة من الذهول بسبب حجم الاحتجاجات المتزايد , لتهدئة المحتجين , خاصة بعد وقوع اشتباكات دامية في الشوارع , عندما اطلقت الشرطة الرصاص المطاطي علي المتظاهرين و الصحفيين ' .

و اوضحت الصحيفة ان تزايد الدعوات للخروج الي الشوارع في الايام القادمة يضيف المزيد من الضغط علي القادة , حيث طالب انطونيو ' اوجوستو اناستاسيا ' , حاكم ولاية ميناس جيريس البرازيلية , الدولة بتوفير افراد من القوة الوطنية لتعزيز الامن العام في مواجهة الاضطرابات , وقد وافقت الحكومة علي ايفاد 150 فردا .

و نقلت الصحيفة عن ' لوسيو فلافيو رودريجز دي الميدا ' , وهو استاذ علم الاجتماع في الجامعة الكاثوليكية في ' ساو باولو ' , قوله : ' ان السلطات لم تستجب حتي الآن سوي باتخاذ المزيد من الاجراءات القمعية ضد الاحتجاجات التي تحولت في طابعها و حجمها , و التي بدا تنظيمها من خلال شبكات المواقع الاجتماعية بدلا من الاحزاب السياسية ' .

و اضاف بان عمليات القمع الوحشية , خاصة في ساو باولو , ادت الي زيادة القوة و التعاطف مع حركة الاحتجاج التي قارنت بنجاح عمليات الانفاق علي البنية التحتية لكاس القارات وكاس العالم مع الاستثمارات الصغيرة في وسائل النقل العام .

و نوهت الصحيفة البريطانية الي انه من المقرر خروج مظاهرات اكبر يوم غد الخميس في ريو دي جانيرو وساو باولو وعدد اكبر من البلديات من اي شيء رايناه حتي الآن .

و في سياق متصل , رات صحيفة ' الاندبندنت ' البريطانية ان ما بدا باعتباره رد فعل عنيف جراء ارتفاع اسعار وسائل المواصلات يبدو انه اشتعل بفضل تكلفة بطولة كاس القارات وكذلك الانفاق علي بطولة كاس العالم التي تستضيفها البرازيل العام القادم .

و لفتت الصحيفة البريطانية , في تعليق اوردته علي موقعها الالكتروني اليوم الاربعاء , الي ان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ' الفيفا ' كان يتوقع ان تكون استضافة البرازيل لكاس العالم العام القادم ذات تاثير اجتماعي وثقافي علي البلاد , الا ان ما حدث كان العكس , حيث احتشد مئات الآلاف من البرازيليين في الشوارع للتعبير عن غضبهم بشان الاهتمام المتزايد بتنظيم البطولة , جنبا الي جنب مع ارتفاع الضرائب و الاسعار , سوء الخدمات العامة وتفشي الفساد ووحشية الشرطة .

و اعتبرت الصحيفة ان الاحتجاجات هذه تعد الاكبر منذ انتهاء الدكتاتورية العسكرية في البلاد في عام 1985 , وقد جاءت بمثابة صدمة للسلطات , غير المعتادة علي وجود معارضة شعبية واسعة , لافتة الي ان هذه الاحتجاجات تاتي قبل شهر من زيارة البابا فرانسيس المقررة في شهر يوليو القادم .

و رجحت صحيفة ' الاندبندنت ' البريطانية ختاما ان عزم ثلاث مدن برازيلية هي : ريسيفي , بورتو اليجري وكويابا الغاء زيادة في اجور الحافلات لن يكون كافيا لتهدئة حالة الغضب العارمة التي تجتاح البرازيل حاليا .