صور من جزيرة رائعة لكنها منسية : مصيرة العمانية


هل تحلم برحلة بحرية شبيهة بجزر الهاواي؟ وبتكلفة أقل بكثير، وبمميزات أخرى مشجعة كـ" المسافة ، واللغة ، والعادات ..الخ ؟؟
إذن تعّرف على هذه الجزيرة الرائعة ، إنها ( مصيرة ) الواقعة جنوب شرق سلطنة عمان، والتي سميت اشتقاقاً من مصير الإنسان، ولأن " صيرة " يعني المكان المرتفع من البحر، وهي تقع على بعد 19 كيلومترا من الساحل الشرقي لسلطنة عمان.



تطل "مصيرة" على المحيط الهندي من جهة، وعلى البحر العربي من جهة أخرى، المياه التي تحيط بالجزيرة متضاربة نسبيا، و تكثر فيها الصخور البارزة الخطيرة.
لا يتعدى عرض الجزيرة 14 كيلومترا، ويبلغ تعداد سكانها المحليين 9500 فقط !!

تكثر في وسط الجزيرة التلال والجبال الصخرية مثل جبل مضرب، ورأس الجزيرة، وراس كيدة و هناك غيرها المزيد من القمم الجبلية، أما أطراف الجزيرة فتغطيها السواحل الرملية النظيفة والخلابة، وفي بعض المناطق تكون الشواطئ صخرية.
كما تنقسم الجزيرة إلى نصفين أساسيين، أولهما قاعدة عسكرية قديمة، تستحوذ على النصف الجنوبي من الجزيرة... وتكسب هذه القاعدة العسكرية التي استخدمها البريطانيون في الحرب العالمية الثانية لتخزين الوقود للطائرات البحرية ميزة تاريخية عالمية تجعلها مقصداً لمحبي التاريخ والحضارات، خاصة أنه بعد ذلك أنشأ الجيش الأميركي قاعدته بجانب القاعدة البريطانية.

في عام 1977 استلمت القوات الجوية العمانية القاعدتين، وعليه تكثر على هذه الجزيرة مناظر السفن المتحطمة وكأنها سجل تاريخي يشهد للمنطقة بالحضور، ومن جهة أخرى لعب حطام هذه السفن دوراً كبيراً في إثراء الموارد البحرية وازدهار الثروة السمكية، ومنه صارت الحرف الأساسية على الجزيرة هي الصيد والصناعة التقليدية للأقمشة .

أما النصف الآخر فيحتوي على المناطق السكنية البسيطة، والميناء ومحطة البنزين وسوق السمك ومدرسة ومستشفى، وهذا الجانب أيضاً يكسب الجزيرة ميزة سياحية لكل من ينشد الهرب من صخب الحياة المدنية المتحضرة التي تكون خانقة في بعض الأحيان ، فيجد بغيته من الراحة والاستجمام والهدوء كل من يقصدها وذلك ليس فقط لهوائها العليل ومناظرها الطبيعية الخلابة وبحرها الذي يجدد الطاقات وينعش الخلايا بل أيضاً لمحدودية الحياة وبساطتها.. فالمناطق السكنية عبارة عن قرى تطل بيوتها على الشاطئ.

يرافق هذه البيوت فندقان 3 نجوم ومنتجع 5 نجوم كلها بعيدة نوعا ما عن المناطق السكنية. وعلى وجه العموم فإن الجزيرة تجسد حياة الناس القديمة ببيوتها القديمة ومينائها العريق وتقاليدها التراثية وطبيعة العيش والعمل للسكان... فكم ستكون مشدوداً حين تصبح مع اشعة الشمس الأولى لتشهد تدافع النساء المحتشمات ببراقعهن المميزة وكل واحدة منهن تحمل القربة في يدها لتملأها من البئر القريب لمسكنها المجاور له، نعم إذ تتواجد الآبار الممتلئة بالماء العذب في مناطق عدة حول الجزيرة الساحرة .

أما لعشاق الرياضات البحرية فالجزيرة حتماً هي الوجهة الأروع والأفضل لذلك ، فهي وجهة مغرية ومحفزة لهم مثل الغواصة "سكوبا" و الدراجات المائية "جيتسكي" والتزلج على الماء، بل حتى أن أجواءها رائعة جداً للهائمين بالطائرات الورقية .. وبإمكان الدراجين التمتع في أزقة الجزيرة بدراجاتهم النارية .. ففي النهاية أياً كانت هوايتك ستجد لها متنفساً على أرض هذه الجزيرة التي أنصح الجميع باستبدالها ولو لصيف واحد عن الوجهات الأوروبية، زرها وستبقى في ذاكرتك تدعوك كل مرة تفكر فيها بالسفر والاستمتاع.





ليست هناك تعليقات :