أزمة الغاز الطبيعي تفجر الغضب في اسرائيل ضد نتانياهو و الأخير يصف معارضيه بالجهل

في الوقت الذي سوف تصادق فيه الحكومة الاسرائيلية , اليوم الاحد , خلال جلستها الاسبوعية علي تصدير 40 في المائة من احتياطي الغاز الطبيعي الموجود قبالة السواحل الاسرائيلية , شهدت الشوارع الاسرائيلية بالقدس المحتلة و العديد من المدن الاخري حالة من الغليان الشديد و المظاهرات الغاضبة ضد هذا القرار.

ونظم المئات من الاسرائيليين مساء امس بمدينة القدس المحتلة مظاهرات ضخمة ضد هذا القرار , واوقفت الشرطة عشرات من المتظاهرين علي ذمة التحقيق , واقام المحتجون خيمة اعتصام قرب منزل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقالت صحيفة ' يديعوت احرونوت ' الاسرائيلية , ان عدة جمعيات بيئية واجتماعية اعلنت انها ستقدم التماسا الي محكمة العدل العليا الاسرائيلية في حال تمرير مشروع تصدير كميات الغاز المستخرجة من حقول التنقيب عن البترول لدول خارجية.

واوضح اعضاء بارزون بحركات الاحتجاج ان الهدف من المظاهرات هو التعبير عن رفضهم لقرار نتانياهو الذي وصفوه بغير المدروس و الخالي من استشارة الجهات المختصة , مضيفين ان انعكاسات القرار ستكون علي المواطن الذي يعيش داخليا في ظل زيادة معدل الاستهلاك.

فيما قال موقع ' ميجافون ' الاخباري الاسرائيلي ان المتظاهرين تجمعوا مساء امس السبت , بميدان ' صهيون ' في تمام التاسعة , ومن ثم تحركوا في مسيرة حاشدة نحو المقر الرسمي لنتانياهو , واعرب منظمو التظاهرة عن استنكارهم الشديد لقراراته التي لا تراعي احتياجاتهم.

واضاف بعض منظمي المظاهرة انهم جمعوا نحو 40 توقيعا من اعضاء الكنيست من اجل مناقشة القرار داخل الكنيست قبل بت الحكومة فيه رسميا , معتبرين ان قرار نتانياهو الذي اتخذه في غرف مغلقه علي حد تعبيرهم , هو انتهاك صريح للوعود التي قطعها نتنياهو علي نفسه قبل الانتخابات.

وتساءل منظمي المظاهرة لماذا تتخذ حكومة نتانياهو هذه القرارات العامة التي تخص الاسرائيليين في تكتم وتستر غير مبرر , موجهين انتقادات لقرارات الحكومة وسياستها المتبعة اثناء اتخاذ هذه القرارات المصيرية.

وفي المقابل رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي اليوم الاحد , الانتقادات التي وجهت اليه امس خلال المظاهرات و الايام الماضية علي خلفية قراره السماح بتصدير 40 في المائة من احتياطي الغاز الطبيعي الذي تم اكتشافه قبالة سواحل اسرائيل , موضحا خلال جلسة مجلس الوزراء انه اذا لم يتم تصدير الغاز فلن يتم تسويق الغاز في الاسواق المحلية.

واعرب نتانياهو عن اعتقاده بان عدة دول ارتكبت خطا برضوخها لاعتبارات شعبية واتخاذ قرار بالحفاظ علي مخزون الغاز دون تصديره , مضيفا ان اسرائيل وضعت صيغة تتمثل بالدمج بين الاستهلاك المحلي و التصدير , مؤكدا تصميم الحكومة علي الوقوف ما وصفه بالموجه الشعبية ' الجاهلة ' و الجهات التي لا تدرك كيف يجب ادارة الشئون الاقتصادية.

ومن المتوقع ان يصادق مجلس الوزراء الاسرائيلي اليوم علي السماح بتصدير كمية الغاز المتفق عليها بين نتانياهو ووزير المالية ووزير الطاقة من الغاز الطبيعي الاسرائيلي.