جدل داخل أروقة الدولة بسبب حوار سد النهضة و الرئاسة تنفي شائعات اقالة مرسي للشرقاوي

بعد نحو اسبوع من اذاعة لقاء الرئيس محمد مرسي مع بعض رؤساء الاحزاب و الشخصيات العامة لمناقشة تداعيات سد النهضة التي تتحرك اثيوبيا بجدية نحو انشائه , تتضارب اقوال العاملين في دوائر الحكم حول حقيقة ما وقع يومها , بين من يري ان الامر كان خطا غير مقصود تم الاعتذار عنه لبعض مشاركين اغفلت الرئاسة اخبارهم بالبث المباشر لوقائع اللقاء , وبين من يري ان الامر كان مقصودا لتوجيه رسالة واضحة لاثيوبيا حول مدي الغضبة المصرية من قرار تحويل مجري النيل الازرق.
ويقول مسئول في المخابرات انه اصابته صدمة وهو يتابع مجريات الحديث علي التليفزيون , وانه اجري اتصالا ببعض المعنيين في الرئاسة للمطالبة بوقف البث فورا , لكنهم ابلغوه ان الرئيس في داخل قاعة الاجتماعات مع الدكتورة باكينام الشرقاوي , وانه ستجري محاولة للوصول لاحمد عبدالعاطي مدير مكتب الرئيس او الدكتور عصام الحداد مساعد الرئيس لشئون السياسة الخارجية.
ويقول مصدر حكومي انه اثناء بث الحديث تلقي اتصالات هاتفية من شخصيات دبلوماسية معنية نقلت القلق مما يجري بثه , وتوقعت ان تكون له تبعات مؤسفة ' لكن احدا لم يكن يعرف ماذا يفعل لان طريقة التعامل مع مثل هذه الامور كانت تتم عبر قنوات معينة وبطريقة ممنهجة لكن الآن الامور تدار بصورة مختلفة , في ناس بعينها بتقرر ده صحيح لكن طريقة اخذ القرار مش مفهومة بالنسبة لنا ' . ويضيف : انه لم يكن معلوما للجميع من المعنيين اذا ما كان البث العلني مقصودا ام لا وما السبب وراء القرار اذا ما كان مقصودا بالفعل.
والي جانب التضارب حول حقيقة قرار اذاعة الحوار علي الهواء , فهناك ايضا تضارب حول موقف الرئيس من الضجة التي اثارها الامر. كثيرون ينقلون عن مرسي , بلغة تكاد تكون متطابقة قوله ان الضجة هي ' صنيعة الاعلام اياه ' , وان البعض من الاعلاميين ' بيصطاد في الميه العكرة ' , بينما يقول قليلون ان الامر اثار فعلا توجس رئيس الدولة خشية ان يضيف ملفا جديدا الي ملفات ترفع في وجهه بادعاء سوء الاداء وصولا الي 30 يونيو , ذكري مرور عام علي توليه الحكم و الموعد المقرر لمظاهرات تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة.
التضارب يمتد لموقف الرئيس من المسئولين , فيقول احدهم ان الدكتورة باكينام الشرقاوي اعربت له عن اسفها للازمة , وقالت انها ستعرب عن هذا الاسف علنا لانهاء الجدل فاقرها علي ذلك ثم قلل من اهمية الضجة بوصفها ' تهييجا واثارة رخيصة ' , واعرب ايضا عن تقديره للجهد الكبير الذي تبذله , بينما يقول البعض الآخر ان الرئيس انصت باهتمام لمن اقترح عليه في تادب انه ينبغي ان يكون هناك من يدفع ثمن هذا الامر بالاقالة دون اشارة مباشرة للدكتورة الشرقاوي لتفادي اظهار الرئاسة في موقع التخبط وسوء الادارة.
صباح الخميس الماضي نفي مصدر رئاسي بصورة قطعية ان يكون قرارا قد صدر , حسبما تناولت بعض وسائل التواصل الاجتماعي , باعفاء الشرقاوي من مسئولياتها وقال انها مازلت تجري اتصالات مع عدد من الشخصيات العامة و المسئولين لتشكيل فريق عمل يتابع ملف المياه.
مصدر آخر في الرئاسة كان قد المح في اليوم التالي لبث لقاء الرئيس حول السد الي ان الشرقاوي ستذهب عن قصر الاتحادية , وقال ' خلاص ماشية بس هيستنوا بعد 30 يونيو علشان الظروف ' .
مصدر ثالث قال ' لا احد يعرف شيئا , اصلا قائمة الناس اللي كانت مدعوة للاجتماع كانت تتغير كل لحظة ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق