عمرو حمزاوي يفضح فاشية جبهة الانقاذ


كتب عمرو حمزاوي في مقاله المنشور اليوم الأربعاء 12 يونيو ... ومصدر الافساد , اولا , هو الابتعاد عن الجوهر الديمقراطي و السلمي للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة بسبب انهيار الشرعية الاخلاقية للرئيس واستمرار غياب شرعية الانجاز و الانزلاق الي مطالب فاشية بالاقصاء المجتمعي و السياسي للاخوان ومؤيديهم وبقية تيارات اليمين الديني و الترويج لقمعهم و ' اعادتهم ' الي السجون , وكان الوطن ليس وطنهم هم ايضا وكان سبيل الانتصار للديمقراطية هو نزع المواطنة عن الاخوان و السلفيين وغيرهم وليس حملهم علي احترام حقوق وحريات الآخرين.

ومصدر الافساد , ثانيا , هو تورط بعض السياسيين و الشخصيات العامة من مدّعي الثورية او محدثيها في انتاج مقولات ' اما نحن او هم ' الفاشية و الترويج لها عبر استغلال المطالبة الشعبية بانتخابات رئاسية مبكرة وبالقفز علي حملة تمرد السلمية. هذه المجموعة من السياسيين و الشخصيات العامة هي ذاتها التي لم ترد للجيش خروجا من السياسة ولم تكف عن تجديد التوسل للعسكر لكي يعودوا الي الحكم منذ 1 يوليو 2012. هذه المجموعة , التي تتحمل بجانب انفرادية الاخوان وضيق افقهم مسئولية تعثر مسارات التحول الديمقراطي خلال العامين الماضيين , تعود اليوم لتنتج ذات البحث عن الجيش كملاذ اخير في بيانات للاحزاب وللجبهات ولتطل بذات الوجوه عبر شاشات الفضائيات داعية الجيش لحماية البلاد من الفوضي في 30 يونيو.

ومصدر الافساد , ثالثا , هو عسكرة 30 يونيو في المخيلة الجماعية للمصريات وللمصريين , وذلك عبر الحديث المتواتر لبعض السياسيين و الاعلاميين المؤيدين للتظاهرات عن ' مواجهات محتملة مع ميليشيات الاخوان ' , وعن ' استعداد الشباب لصد جميع الهجمات ' , وعن المشاركة في التظاهرات ' فاما يرتفع الصوت واما ينزل الموت ' , وغيرها من الصياغات التي تستدعي احتمالية العنف وتصنع بطولات استشهاد زائف. وبالقطع يتورط في العسكرة ايضا المتشددون و المتطرفون ومتقمصو ادوار جنرالات الحرب في مساحة اليمين الديني وكتاب بيانات التهديد و الوعيد لمتظاهري 30 يونيو.

ومصدر الافساد , رابعا , هو طرح بعض الاحزاب و الجبهات المؤيدة ل30 يونيو لتصورات ل ' اليوم التالي ' تتناقض بوضوح مع الجوهر الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المبكرة. اعادة تدوير مطلب المجلس الرئاسي المدني , و الدعوة الي تعطيل الدستور و القوانين , وبكل تاكيد حث الجيش علي التدخل ' للحماية وليس للحكم ' تعد جميعا خروجا علي الديمقراطية. وفي التحليل الاخير , تمثل هذه المطالب انقلابا علي الحياة السياسية الطبيعية التي نسعي للانتصار لها عبر صندوق الانتخابات , ومقدمات فشل حتمي تماما كما فشلت ذات المطالب من قبل.

ومصدر الافساد , خامسا , هو غياب رؤية واضحة لادارة مرحلة ' ما بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة ' علي امل نجاح الضغط الشعبي في فرضها.

الاجدر باحزاب وجبهات المعارضة , عوضا عن انتاج مقولات فاشية و الانقلاب علي الجوهر الديمقراطي وعسكرة 30 يونيو في المخيلة الجماعية , هو صياغة رؤية محددة باجراءات مجتمعية واقتصادية وسياسية لمباشرة انقاذ مصر بعد الانتخابات المبكرة. ودون صياغة هذه الرؤية واعلانها علي الراي العام نعرض بلادنا لمخاطر عظيمة ونباعد بين الكثير من المواطنات و المواطنين و المشاركة السلمية في 30 يونيو.

ليست هناك تعليقات :