أعلن عدد من الخبراء السياسيين و الحقوقيين عن رفضهم لفكرة تشكيل حكومة ائتلافية في الوقت الحالي تزامنا مع بداية عهد الدكتور محمد مرسي , رئيس الجمهورية , خصوصا أن القوي السياسية غير مهيأة للتوافق فيما بينها علي إدارة البلاد .
و في هذا الاطار شدد الدكتور جمال سلامة , أستاذ العلوم السياسية على أنه يفضل ' أن تكون الحكومة القادمة إخوانية , علي أن تتحمل مسئولية الخسارة و النجاح ' , مبررا رأيه بأن ذلك سيخلق نوعا من التجانس في الحكومة الجديدة , و وصف فكرة تشكيل حكومة ائتلافية ب ' الخيلة الكذابة ' , و أشار إلي أن جميع الحكومات الائتلافية السابقة كتب لها الفشل و تعمل علي توسيع الفجوات و الانشقاقات بين القوي الحزبية داخل المجتمع .
و أضاف ' يجب علي المواطنين أن يعوا خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد في الفترة الحالية , و أن يقيموا دور من انتخبوهم لتمثيلهم سواء في السلطة التشريعية أو التنفيذية و يحاسبوهم إذا أخطأوا ' .
أما حافظ أبو سعدة , و هو رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان , فقد أكد أن الحكومة القادمة يجب أن تكون إخوانية , لأن أي ادعاءات بعمل ائتلاف محكوم عليها بالفشل خصوصا أن الرئيس و حزبه لديهم برنامج محدد و هذه هي الديمقراطية , و اضاف ' لازم نصدق و نؤمن بأن الديمقراطية هي تداول السلطة سلميا ' .
و تابع ' يجب أن نترك الفرصة للتجربة تكشف لنا و نقيمها بعد انتهاء عملها , لأننا لا نملك أن نمنع حزبا حصل علي الأغلبية من تشكيل الحكومة , و الأمور لم تعد كسابقاتها , و وعي الناس زاد ' , و ناشد القوي السياسية و الأحزاب بأن تشكل معارضة قوية و تستعد للانتخابات القادمة و إذا نجحوا في الحصول علي الأغلبية وقتها يشكلون حكومة تطبق برامجهم .
و أكد الدكتور رفعت سيد أحمد , أستاذ العلوم السياسية , أن هناك مأزقا حقيقيا تمر به البلاد بعد انقسام القوي السياسية حول تشكيل الحكومة الجديدة , و قدم روشته الخاصة للخروج من هذا المأزق , و التي تتلخص في بضرورة استمرار حكومة الدكتور كمال الجنزوري في تسيير الأعمال لمدة شهر علي الأقل , ثم يدعو رئيس الجمهورية لعقد مؤتمر مصالحة وطنية يدعي إليه جميع الفرقاء السياسيين مع جماعة الإخوان لوضع الشكوك علي طاولة المفاوضات .
و أشار إلي ضرورة توقيع جميع الحضور علي ما يعرف بوثيقة الجمهورية الثانية و الالتزام بالاتفاقات التي توصلت إليها القوي السياسية , و إذا لم يتوافق الجميع , يتولي الإخوان تشكيل الحكومة لأنه حقهم المكتسب بعد حصولهم علي الأغلبية في الانتخابات الأخيرة .
جمال عيد , مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان , يرى بدوره أنه من الأفضل تشكيل حكومة ' تكنوقراط ' من النخب المثقفة الأكثر علما و تخصصا في مجال المهام المنوطة بهم , و هم غالبا غير منتمين للأحزاب .
أما حزب النور , الجناح السياسي للدعوة السلفية , فقد طالب بالحصول علي حقائب من بين وزارات ' الصحة ' و ' التربية والتعليم ' و ' التعليم العالي ' و ' الزراعة ' , و ' الإدارة المحلية ' , و ' الأوقاف ' , في الحكومة الائتلافية الجديدة , مؤكدا أن لديه الكوادر القادرة علي تولي هذه المناصب .
و قال يسري حماد , المتحدث الرسمي لحزب النور , ' لدينا كفاءات عديدة قادرة علي المشاركة في الحكومة القادمة في مجالات التعليم و التعليم العالي و الصحة و الطاقة و الزراعة و الصناعة و التجارة و البترول و التعدين ' , و شدد على أن هذه الكوادر تتميز بالكفاءة و حسن الإدارة و الخبرة السابقة في هذه المجالات و أن لديهم إنجازات كبيرة فيها .
بينما أشار الدكتور يونس مخيون , عضو الهيئة العليا لحزب النور , عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية , الى أن هناك لقاءا مرتقبا بين الدكتور محمد مرسي , رئيس الجمهورية , و وفد من الحزب برئاسة الدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب لبحث مشاركة ' النور ' في الحكومة الجديدة .
و أكد أن الهيئة العليا للحزب اجتمعت مساء السبت لتحديد نسبة المشاركة في الحكومة الجديدة قبل لقاء رئيس الجمهورية , و أضاف ' لدي الحزب كفاءات في كل المجالات و سنقدمها إذا طلب منا الاشتراك في أي وزارة , مفضلا حصول الحزب علي الحقائب التي تقدم خدمات للناس لإجادة كوادر الحزب العمل الخدمي و المجتمعي ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق