اسرار مكالمة الرئيس مرسي الهاتفية التي أدت الى الاقالة المفاجئة للواء جمال الدين من وزارة الداخلية


كشف مصدر امني رفيع المستوي بوزراة الداخلية عن اسباب اقالة اللواء احمد جمال الدين وزير الداخلية السابق , و رحيله عن منصبه الذي تولاه خلفا للواء محمد ابراهيم بشكل مفاجئ .


و قد ذكر المصدر ان ' جمال الدين ' عاني من حالة نفسية سيئة للغاية , قبل معرفته بانه احد الاشخاص الذين سوف يتم الاطاحة بهم , و انه كان علي علم باقالته من حكومة د. قنديل , قبل سماعه عن التغيير الوزاري الجديد .


و اضاف المصدر ان وزير الداخلية كان قد تلقي اتصالا هاتفيا من جهة سيادية قامت ' بتوبيخه ' علي ما وقع في الاحداث الاخيرة من تهاون لاداء دور الشرطة , خاصة خلال احداث قصر الاتحادية , و اكد ان الخطاب الموجه للوزير كان شديد اللهجة , الامر الذي جعله يتاهب لمغادرة منصبه , و التعامل مع الموقف بشكل طبيعي .


و اشار المصدر الي ان ثمة اقاويل ترددت في الفترة الاخيرة عن نية الداخلية القيام بقمع المظاهرات السلمية , و بدا ذلك واضحا مما اسفرت عنه نتائج المواجهات التي شهدها شارع محمد محمود و احداث السفارة الامريكية , و تهاون الوزارة في التعامل مع احداث الاتحادية الاخيرة و التي ادت الي مصرع العشرات و اصابة المئات من مؤيدي و معارضي الرئيس محمد مرسي , و حرق مقار حزب الحرية و العدالة و التي لم تقم الوزارة بحمايتها بالرغم من ورود معلومات لدي القيادات الامنية بوقائع حرق المقار بعدد من المحافظات التي شهدت احداثا ساخنة في الفترة الاخيرة , الا انهم اكتفوا بالمشاهدة .


و ترجع الاسباب الحقيقية لاقالة وزير الداخلية للخطا الفادح في التعامل مع احداث الاتحادية و هي الليلة التي اعلن فيها بعض قوي المعارضة نهاية حكم الرئيس محمد مرسي , في تلك الليلة اخلي جمال الدين محيط المنطقة من رجال الداخلية , و عندما اتصل به رئيس الجمهورية ليساله عن الوضع و يطالبه بالقيام بدوره في دعم الحرس الجمهوري لم يرد عليه , و ظل رئيس الجمهورية يحاول الاتصال بوزير داخليته اربع ساعات متصلة بدون رد , و عندما رد في النهاية , طلب من الرئيس تفويضا كتابيا موقعا منه باستخدام الذخيرة الحية و هو ما رفضه الرئيس قطعيا , و قاطع الوزير بعدها عدة ايام .


و كان اختيار اللواء احمد جمال الدين , البالغ من العمر 60 عاما , لتولي مهام الوزارة في اغسطس من عام 2012 , قد لاقي اعتراضا واسعا لدي العديد من النشطاء السياسيين و كانت اسباب اعتراضهم هي ان جمال الدين كان مدير مصلحة الامن العام ابان احداث محمد محمود , التي راح ضحيتها عشرات المتظاهرين في عهد اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية الاسبق , كما انه احد شهود النفي في قضية قتل المتظاهرين , و اقتحام اقسام الشرطة , حيث ادلي في شهادته ان الضباط لم يطلقوا النار علي المتظاهرين , الا بعد هجوم علي اقسام الشرطة , كما انه كان احد رجال العادلي الذي تولي ملف سيناء و هو من اخطر الملفات في ذلك الوقت , فضلا عن انه كان مديرا لامن اسيوط , و قام بانشاء مجلس للحكماء , ضم تيارات و قوي سياسية مختلفة و رجال دين , لحل مشاكل المحافظة .


و في الوقت الذي قال فيه مؤيدوه انه نجح في اجراء المصالحات بين القبائل المتخاصمة في سيناء , فان البعض اكد ان اسلوبه اتسم بالعنف في التعامل مع المواطنين .

ليست هناك تعليقات :