الحقيقة في حادث الحمامة المتهمة بالجاسوسية


حسن المستكاوي ... هذا ليس انفرادا , وليس نتائج التحقيقات التي اجرتها النيابة مع الحمامة المشتبه فيها , التي القي القبض عليها في شبرا متلبسة برسالة من زكي رستم رئيس العصابة في فيلم رصيف نمرة 5 -- ويقال انها ضبطت ايضا وفي احدي ساقيها ميكروفيلم او حلقة معدنية.

_ _ القبض علي الحمامة قصة وقعت في مصر , في القرن 21 . لكن نحن ننفرد بخلطة لا مثيل لها. يمتزج فيها الخيال بالمؤامرة , و الهزل بالجهل -- واذكر انه عندما هاجمت اسماك القرش شواطئ شرم الشيخ في عام 2010 خرجت تصريحات من مصادر مسئولة بانها مؤامرة اسرائيل لمحاربة السياحة في مصر. واستدعت السلطات خبراء اجانب لدراسة المشكلة , ولماذا تهاجم اسماك القرش البشر بقرب الشواطئ؟

_ _ استقبلت قصة الحمامة المشتبه فيها بالشك و الهزل , فهو قد يكون مقلبا من مقالب الشياطين -- الا ان هناك بلاغا , وهناك نيابة , وتحريز للمضبوطات , وندب خبراء لمعرفة ماهية الحلقة المعدنية. بالاضافة الي البحث عن معمل يكشف ما يوجد في الميكروفيلم , لعله يجد محمود المليجي -- ' عفوا ' يختلط عندي الهزل بالجد -- فمازلت لا اصدق ان هناك امة تتعامل مع فرد حمام زاجل ضل طريقه او سقط مريضا بهذه الصورة -- و الحمد لله ان الخبر لم يكن : ' حمامة ملثمة مجهولة تعتدي علي فرد امن في شبرا الخيمة ' .

_ _ سالت المهندس محمد حسن عبده رئيس اتحاد سباقات الحمام الزاجل السابق عن بعض التفاصيل , فقال : ' الحلقة المعدنية التي في ساق الحمامة , هي الدبلة , ويكتب عليها ارقام السنة , و المسلسل. وبتلك الارقام يمكن التعرف علي صاحبها. وكل جمعية من جمعيات مربي الحمام لها ارقام مسلسلة. وهذه الدبلة توضع في ساق الحمامة وهي في عمر ايام ولا يمكن ازالة الدبلة ' .

واضاف : ' اثناء السباقات توضع دبلة كاوتش , لتحديد ساعة وصول فرد الحمام. وهناك الآن دبل ممغنطة وساعات الكترونية بديلة للساعات التقليدية. وفرد الحمام الذي يقال ان رجل امن امسك به , قد يكون مريضا. او كان في حاجة الي شرب الماء اثناء طيرانه , في سباق او اثناء تدريب. فالحمام المخصص للسباقات يتدرب بانتظام , وافضل انواعه تاتي من بلجيكا وهولندا , ويصل ثمن الفرد الجيد الي سبعة آلاف يورو. السباق القصير مسافته من 150 الي 200 كم. واطول السباقات في مصر يبدا من اسوان وينتهي بالقاهرة ' .

انتهي كلام الرجل

_ _ نرجو ان نعرف الحقيقة. فالمتهمة هذه المرة حمامة -- مجرد حمامة. لكن في صراع الجواسيس و المخابرات قصص معروفة استخدمت فيها حيوانات , ومنها قصة المخابرات الامريكية المركزية التي انفقت 20 مليون دولار لتدريب قط علي التجسس علي السوفييت ايام الحرب الباردة -- وبعد تدريبات طويلة وشاقة لقي القط مصرعة عندما صدمه تاكسي -- فخسرت المخابرات الامريكية قطها الجاسوس المدرب بغباء وباهمال , حيث لم يوضع القط في قفص او تخصص له وحدة كوماندوز لحراسته وحمايته من شقاوته --

_ _ القصة حقيقية علي فكرة -- وهو ما يعني ان موضوع الحمامة قد يكون عملا من اعمال مخابرات الوالي في زمن المماليك -- الصبر يا رب.

ليست هناك تعليقات :