ملك المغرب لم يفهم رسالة 20 فبراير

ضهر على الشاشة و نضر في ورقته و لم يرفع رأسه عنها حتى أنهى كل كلامه , مع ما حمله من أخطاء لغوية و غير لغوية , و مع كلامه أنهى حلم جيل مغربي كامل في الحرية , و كما يقال تمخض الجبل شهرا فولد فأرا , غير أنه في حالة ملك المغرب فثلاثة شهور كانت كفيلة بايجاد دستور يحمل نفس الروح غير الديمقراطية للدستور القديم بتعبير و بنود مختلفة و براقة. 

اذن و في خطاب مخيب للآمال خرج محمد السادس على المغاربة بمشروع دستور لا يختلف عن الحالي الا في أمور شكلية , فالبنود ازدادت و سيطرة الملك على الدولة كرست و المطلوب أن يفرح المغاربة بهكذا دستور , الملك عوض القداسة المفروضة في الدستور السابق بالاحترام , رغم أن الدستور لا يفرض هذا الاحترام لوجه الله   الكريم لكنه يفرضه للملك ثم يقول أن دين الدولة هو الاسلام.

ببساطة اذا قام مواطن أو سياسي أو صحفي مغربي بوصف خطوة ملكية بغير الصحيحة , سيعد هذا اخلالا بالاحترام الواجب للملك و يرمى في السجن , هذا ان قال أنها غير صحيحة أما ان وصفها بالغبية مثلا فالأكيد أنه لن يرى الشمس لمدة طويلة نتيجة دستور كهذا. 

ملكي غير العزيز , وأنا لا أنتهك حرمتك و خصوصا بعد أن أصبح الملك مثلنا يبلغ سن الرشد في 18 سنة و هذا تقدم كبير في مسار دمقرطة  سن البلوغ , ان مشروع الدستور الجديد يعطيك سلطة مطلقة على الجيش و القوى الأمنية و الدولة و الحكومة , فهنيئا لك كل هذا , لكن الدستور المغربي لا يعطيك حق قهر شعب بأكمله , و لا يعطيك الحق في احتكار الحق الذي لم و لن تمتلكه ما دمت في قصورك بعيدا عن شعبك .