الكل يذكر المشهد الكوميدي التقليدي في الأفلام حيث تصدم البطل سيارة فينزل من سيارته و يتوجه إلى السيارة الأخرى فإذا به يجد السائق مفتول العضلات و ضخم الجثة , و يتأكد بما لا يقبل الشك أنه سيوسعه ضربا لا محالة, فينظر إلى المقعد الجانبي بجانب السائق فيجد شخصا آخر هزيل يمكنه التغلب عليه , فيتجه إليه و يبدأ بكيل الشتائم و الألفاظ النابية و لا يقف الأمر عند هذا الحد فيصل إلى الضرب , و هذا المشهد الكوميدي الذي شاهدناه مرارا يكون مضحكا دائما لكن مع كثرة استعماله في السينما مل منه المشاهد , لذا عندما قام به مدير تحرير جريدة الأهرام نصر القفاص لم يجده أحد مضحكا و لا مثيرا للاهتمام خصوصا من رجل لطالما ساند المخلوع مبارك.
نصر القفاص هذا الذي لم يكن يجرأ أن يقول كلمة في زمن مبارك , يجول هذه الأيام على التلفزيونات و برامج التوك شو التي تسمح لأمثاله بالظهور , لأنه ربما كان مثلها و مثل أغلب مقدميها داعما لمبارك و نظامه , مهاجما أداء الدكتور عصام شرف و حكومته ، ووصفها بأوصاف نابية وكال لها جميع أنواع الذم و قال أنها تخلق نوع من الكراهية و أنها خلقت حالة من الفوضى و أضاف أن الجرائم ازدادت في عهدها , بعكس ما كان سائدا في عهد مبارك الذي كانت جرائمه أقل بكثير حسب قوله.
الأمور قد تبدو عادية , شخص مصري يبدي عدم رضاه عن حكومة بلاده و هذا من مكتسبات الثورة , لكن الغير العادي أن الحكومة عينها مجلس عسكري هو المسئول عنها و عن قراراتها و كذلك عن تسيير أمور البلاد حتى انتخاب رئيس جديد لمصر , فلماذا هذا الهجوم على شرف و حكومته و تحييد المجلس العسكري , هذا و للتذكير فقط شبيه بما كان يتم في عهد مبارك من هجوم على حكومة نظيف و السكوت عن مبارك و القول أنه غير مسئول و أن الحكومة لا تقوم بواجبها .
أظن أن الثورة غيرت أشياء كثيرة في نفوس الأحرار و لم تغير شيئا يذكر في نفوس تعودت المهانة , لكن هذا لا يمنع من القول أن بعد الثورة يجب أن يذهب الشخص أي شخص أي مواطن مصري الى السائق مهما كان مفتول العضلات و يقول له ما في خاطره بدون خوف , فبعد الثورة لا عضلات يجب أن تخيفنا .
بقلم ياسر محمد منصور
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق