العلاقة بين الشرطة والشعب لم تكن على هذا الحد من التوتر منذ نجاح الثورة و ربما ستظل متوترة للأبد مع الانعدام الشديد للثقة , و السبب أحداث التحرير و القمع الوحشي للمتظاهرين من طرف وزارة العيسوي الذي أصبح عدو الشعب الأول , فقد أصبح الجميع يطالب باستقالته , الا الاعلاميين نفسهم الذين أخدوا مواقف مخزية أثناء الثورة و أمثالهم , حتى أن المشير طنطاوي أصيب بحالة من الإحباط بعد سماع شعار الشعب يريد اسقاط المشير بردد بشكل كبير في الميدان بعد أن قامت وزارة الداخلية بقمع المحتجين مما دفعهم للمطالبة باسقاط المشير شخصيا.
و يعد اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية والأجهزة الأمنية من أهم رموز النظام السابق في الوزارة و لا يتوقع منه أن يقوم بتغيير القيادات والأفراد والسياسات التي كان جزءا منها ، أو حتى معالجة ضعف ووهن الأجهزة الأمنية غير القادرة على ضبط حالة الإنفلات الأمنى فضلا عن التخبط السياسي التي تعانيه الوزارة بسبب ضعف شخصية العيسوي و تحكم مساعديه في مجرى الأمور في الغالب , و لهذه الأسباب و غيرها يؤكد خبراء أمنيون أن استقالة اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية من منصبة و بدأ استئصال العناصر المشبوهة و التي مازالت تدين بالولاء للنظام السابق كالعيسوي نفسه , أصبح أمرا لابد منه للخروج من الأزمة الراهنة.
فأحداث التحرير ليست نتاج ضعف الإجهزة الأمنية ولا البلطجية و لا الخارجين عن القانون فقط , بل هي نتاج رعونة سياسات الوزير و مساعديه الذين لم يجدوا ما يفسرون به تصرفاتهم العدوانية اتجاه المواطنين الا بالقاء اللوم على البلطجية في استحدار غريب للغة النظام البائد , المشاكل الكثيرة ستحل فقط اذا بدأنا البداية الصحيحة و أقدم رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف باتخاد موقف تاريخي و إقالة العيسوي الذي سيغرق الوطن ان لم يوضع له حد ويحول للتحقيق لمعرفة خلفيات قراراته التي لا تختلف عن قرارات حبيب العادلي وزير داخلية سجن طره المحمي أمنيا و سياسيا في عهد تلميذه الوفي الذي آن له أن يرحل قبل أن يحدث ثورة أخرى لن تبقي و لن تذر .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق