هي ضغوط الشعب بدأت تؤتي أكلها فرامي مخلوف امبراطور الأعمال السوري تمت التضحية به على مذبح بقاء النظام , و أعلن الرجل الذي يعد أخطبوطا ماليا انتقاله إلى الأعمال الخيريّة .
هو كبش المحرقة كما وصفه المعارضون , الذين استبشروا بالأمر خيرا و أكدوا أنه لن يكون كافيا كخطوة اصلاحية , فهؤلاء لا يجدون بديلا عن سقوط النظام , و يضيف هؤلاء المعارضين تساؤلا محقا , يحمل ردا على من قال أن النظام اصلاحي في الأساس , حيث قالوا كيف أن التضحية بمخلوف لم تتم حتى اليوم , والرئيس بشار الأسد استلم السلطة منذ سنة 2000، وتضحية النظام به الآن تثبت بما لا يقبل مجالا للشك أنها جائت نتيجة للثورة و لا فضل لأحد فيها , ثم منذ متى أصبح التوقف عن السرقة فضلا يجازى يضيف هؤلاء.
ان النهب المنظّم في البلدان العربيّة , وليس فقط سوريا , اتخد أشكالا متشابهة منها الاستيلاء على أراضي الدولة و الاحتكار و منع قيام مشاريع لا يدخل فيها النظام كشريك أساسي , و كما كانت عائلة زوجة بن علي في تونس و أفراد عديدون في النظام المصري , منهم أحمد عز و علاء مبارك و غيرهم , رموزا للفساد ففي سوريا كان رامي مخلوف الرمز الأساسي لتجاوز السلطة و المال , لكنه بالتأكيد ليس الوحيد و اسقاط باقي أركان الفساد أمر ضروري اذا أراد النظام تأكيد جدية خطواته الاصلاحية.
على أي حال قد تختلف قراءة المعارضين للخطوة لكنهم يتفقون أن تنحّي مخلوف هو بداية للتغيير , و النهاية ستكون بسقوط النظام الأكيد حسب هؤلاء , و أن من يحرك النظام حاليا هو ماهر و ليس بشار الأسد و التضحية ببشار نفسه ليس أمرا مستبعدا , رغم أنه واجهة مهمة للنظام أمام المجتمع الدولي, لكنه و حسب هؤلاء بدأ يفقد هذا الوهج , ويضيفون أن جنون العنف هو الذي يحرك ماهر ابن الأسد القوي في النظام منذ رحيل أبيه , وهذا الجنون أثبت مؤخرا أنه بلا حدود.
يأتي هذا التطور المفاجئ , حيث لم يكن أحد يتوقع أن يتخلى النظام عن أهم رموزه , وسط كلام قيل لبعض المعارضين حول ضرورة إمرار الجمعة بهدوء و إلا فان الرئيس السوري بشار الأسد لن يقدم أي تنازل آخر لأنه , و تحت ضغط أخيه ماهر , لا يمكن أن يخرج لإقرار الإصلاح في ظل استمرار المظاهرات , خصوصا أن مستشاري بشار الأسد يقولون له أن أي إصلاح في ظل الضغط سيكون بداية لسقوط النظام , تماما كما حصل في مصر و تونس , و يدلل هؤلاء على كلامهم , للرئيس , بأنه حتى في سوريا كانت المظاهرات تتزايد كلما تنازل النظام و تراجع .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق