حملت أعلام إسرائيل و
أعلام أخرى جديدة يقال أنها ل ' دولة جنوب السودان' و لوح بها في فرحة عارمة
لمواطني كيان مصطنع , ذكرني تسارع اعترافات الدول به إلى مسارعة الدول للاعتراف بكيان آخر ,
فأمريكا اعترفت بعد 53 ثانية من إعلان الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين لكنها لم
تكن الأولى إذ سبقتها روسيا ب 37 ثانية , و المشهد نفسه يتكرر اليوم المهم أن هذه الدول الكبري تعودت المسارعة لإبداء
الفرحة لتمزيق شعوب لطالما أرقتها و هي موحدة.
هناك مشاهد غريبة جدا
في الصورة من جنوب السودان حيث أقيم الاحتفال بالكيان الجديد , سالفا كير رئيس هذا الكيان أعلن انفصال الدولة الجديدة عن السودان ، وانطلقت مراسم الاحتفال ب' النشيد الرسمي للدولة ' وسط حشد من الضيوف
من رؤساء دول ودبلوماسيين كان من بينهم رئيس و سبب نكسة السودان سيئ الذكر عمر البشير
والي السودان الذي وصل جوبا لتقديم التهاني , و الذي
آثر انقاد رقبته من ما يسمى العدالة الدولية , باعطاءهم جنوب بلده قربانا , و العدالة الدولية هذه و للمفارقة لا تتحرك الا
للمساهمة في اغراقنا و تفتتينا و الاساءة لنا , المهم أن الرجل وجد أن ثمن رقبته
غالي جدا فباع جنوب السودان مقابله لكنه نسي أن يغير اسمه من عمر الى لا شيئ و يترك فراغ أمام
خانة الاسم , فالتاريخ لن يذكره الا أنه والي عكا جديد.
لا أعرف لماذا و أنا أشاهد المشهد الكئيب لم
أتذكر الا الفنان الكبير رحمة الله عليه توفيق الدقن في رائعة يوسف شاهين ' صلاح
الدين الأيوبي ' , و ظلت صورة الرجل , الذي أدى دور والي عكا باتقان و براعة شديدين , تمر أمام عيني كلما لمحت
والي السودان لم أعرف أن التاريخ سيعيد نفسه في هذا اليوم الكئيب في تاريخنا و
يعيد خلق والي آخر لعكا , الأكيد أن العالم لن يذكر هذا المتآمر الذي لا يتقن حتى
الكلام الذي يكثر منه أمام الحشود بلغة استحضرها من زمن ما قبل والي عكا بكثير حاملا عصاه التي تدل على العمى السياسي الذي يغرق فيه هذا ' الرجل ' , هذا الذي لن
يذكره العالم الا أنه والي السودان الذي باع السودان ثمنا لعنقه , و لكن سؤالا خطر في بالي و بقي في
ذهني و لم يفارقني حتى و أنا أكتب هذه السطور من هو صلاح الدين في هذا المشهد ?
المؤكد أنه لم يكن شريكا في مشهد اليوم , و لعله يرضع حليب امه و يصرخ بدون معنى , و
الى أن يصبح لصراخه معنى انه زمن ولاة عكا.
حما
الله عكا و ناسها
حسن الشقاق - فلسطين
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق