الجيش التركي ينتفض و أردوغان ينتصر سريعا



أردوغان ينتصر في جولة لكن المعركة طويلة لبسط يد السياسة على الجيش التركي حامي العلمانية و المتمرد على القيادة السياسية دوما خصوصا أنها مع أردوغان إسلامية
هذا بالفعل ما حدث بالأمس حيث عاشت تركيا هزة سياسية كبرى بعد الاستقالات المفاجئة التي تقدم بها رئيس هيئة الأركان التركي  وجميع أعضاء القيادة العسكرية , و جاء الأمر بعد خلاف مع الحكومة حول ترقيات جنرالات معتقلين بتهم التآمر للإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان سنة 2003 , و الخطوة التي تعد غير مسبوقة عكست حجم التوتر بين المؤسستين العسكرية والسياسية في تركيا و الذي لا يتوقف عادة .


و أفادت التلفزيونات الرسمية التركية أن الجنرالات قدموا طلبات تقاعد مبكر , غير أن كل  الأخبار تحدثت عن استقالة فعلية لكل من رئيس الاركان التركي وقادة القوات البرية والجوية والبحرية , دفعة واحدة و لأول مرة في تاريخ تركيا الحديث .

عادة جنرالات الجيش ينفذون الانقلابات العسكرية على الحكام لكن في تركيا حدث العكس , رجب طيب أردوغان و بضربة واحدة وضع خارج الجيش جميع القادة المعارضين لحكم حزبه الإسلامي , و تأتي الخطوة بعد رفض أردوغان ورفاقه الحزبيين و الرئيس التركي توقيع لائحة الترقيات للجنرالات المتمردين على حكمه , فما كان من الجنرالات الأربعة إلا طلب الاستقالة أو التقاعد , فسارع أردوغان إلى تنفيذ خطته الانقلابية معينا بسرعة البرق قائدا جديدا لسلاح البر سيصبح اليوم و في غضون ساعات رئيسا لأركان الجيش , و الجنرال المعين هو قائد الشرطة الجنرال نجدت أوزل و الذي يتوقع أن يكون متعاونا مع أردوغان , بدليل أن أوزل كان الجنرال الوحيد الذي رفض التقدم بطلب الاستقالة أو التقاعد شأنه شأن زملائه الأربعة الذين انقلبت عليهم خطوتهم و لابد أنهم يشعرون بندم شديد في هذه اللحظات .

ليست هناك تعليقات :