روس يطالب الرئيس و الاخوان بالالتزام بالشروط الأمريكية من أجل ضمان استمرار المساعدات الاقتصادية الدولية


أكد المساعد الخاص السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط دينيس روس أن ' هناك واقعا جديدا و آخر بديلا يتجسد في مصر حاليا ' , لافتا في مقال له نشر في صحيفة ' الواشنطن بوست ' الأميركية , إلي أن ' الرئيس المصري محمد مرسي و جماعة الإخوان المسلمين سيطروا علي السلطة , و استغل مرسي حادثة مقتل الجنود علي حدود سيناء هذا الشهر للإطاحة بأبرز القادة العسكريين في المجلس الأعلي للقوات المسلحة , كما قام بتعديل الإعلان الدستوري الذي صدر في آذار 2011 و منح الرئاسة سلطات تشريعية و تنفيذية واسعة ' .


و أشار إلي أنه ' باختصار و دون أي مؤشر علي معارضة الجيش , قام مرسي بفرض القيادة المدنية علي البلاد ' , لافتا إلي أن ' كثيرين يقولون أن الإطاحة بقادة المجلس العسكري منحت الثورة أخيرا فرصة التخلص من فلول نظام الرئيس السابق و تحقيق وعودها الأخري , في حين يري آخرون معظمهم من غير الإسلاميين , أن خطوات الإخوان المسلمين ترمي إلي إزالة أي عقبات أمامهم نحو السلطة ' .


و أكد أن ' هناك بعض التحركات التي تبعث علي القلق , مثل تعيين صلاح عبد المقصود , و هو أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين , وزيرا للاعلام , بالإضافة إلي توجيه اتهامات ضد رئيس تحرير جريدة الدستور بالإساءة للرئيس مرسي ' .

و اعتبر روس أن ' هذه الخطوات لا تعني أن مسار التغيير في مصر محتوم , بل تعني أن الرئيس يحيط نفسه بعدد من الإخوان المسلمين أو المتعاطفين معهم للسيطرة علي كل مؤسسات السلطة في مصر ' , و أكد أنه ' من الصعب أن يتنصل مرسي و جماعة الإخوان من مسؤوليتهم عما يحدث في البلاد , إذ إنها تواجه تحديات اقتصادية صعبة تجعلها تحتاج إلي مساعدة خارجية ضخمة و استثمارات خاصة ' .

و اضاف ' مرسي و الإخوان يسعون للحصول علي الدعم الخارجي لتنفيذ ' خطة مشروع النهضة ' لإنعاش الاقتصاد , و هو ما دفعهم للموافقة علي الاقتراض من البنك الدولي بعدما كانوا يرفضون ذلك قبل قدومهم للسلطة ' , و أشار إلي أنه ' يبدو أن مرسي و جماعة الإخوان يدركون حقيقة الواقع , غير أنهم يتجاهلون الواقع في شأن آخر مهم للغاية ' .

و تابع ' يتعين علي مرسي و الإخوان الاعتراف بالواقع فيما يتعلق بتعاملهم مع إسرائيل , فقد أنكر مرسي إرسال برقية إلي الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بعد أن تسبب نبأ المراسلات بين الزعيمين عن إثارة مشاعر الاستياء الشديد في جماعة الإخوان , و كذلك سارع الإخوان المسلمون باتهام الموساد بالوقوف وراء تفجير سيناء الأخير , رغم علمهم بأن ذلك غير صحيح ' , لافتا إلي أن ' ذلك لا يدل علي شيء سوي أن الإخوان يعيشون في واقع آخر لا يسعهم فيه الاعتراف بالحقيقة , فمن الواضح أن الجماعة مؤمنة للغاية بفكرها و لا يمكنها الاعتراف بأي شيء يتعارض مع ذلك الفكر ' , و اعتبر أنه ' لا ينبغي علي الولايات المتحدة و غيرها من الدول قبول الواقع البديل للإخوان , فمن غير المقبول إنكار الواقع و تعزيز سياسات قائمة علي الأكاذيب و الحيل , و من ثم يتعين علي الرئيس مرسي و الجماعة و المصريين أن يعلموا أن واشنطن مستعدة لتعبئة المجتمع الدولي و المؤسسات المالية لمساعدة مصر , إلا أن ذلك مرتبط بمدي استعداد الحكومة المصرية للتعامل وفقا للقواعد و المبادئ الأساسية التي تحكم الواقع ' , مشيرا إلي أنه ' يجب احترام حقوق الأقليات و المرأة , و قبول التعددية السياسية و التنافس السياسي , و الالتزام بالاتفاقات الدولية , بما في ذلك معاهدة السلام بين مصر و إسرائيل ' .

ليست هناك تعليقات :