كتب وائل قنديل اليوم السبت ... إذن --- صارت أزمة الشهيدة إلهام شاهين هي قضية حرية الفن و الإبداع , وصار ذلك الكائن الطافح علي الفضائيات مدخلا لقضية حرية التعبير --- أي بؤس هذا الذي تعيشه مصر !
لقد كنا نتصور أن الثورة حررتنا من زمن الفوتوشوب , ذلك الزمن الذي كانت تتلون فيه الحقائق وتتبدل الوقائع علي هوي من بيده لوحة المفاتيح , فكان يمكن أن تري الفأر جبلا وكشك السجائر هرما , فتبتذل المعاني و المفاهيم وتغرق المصطلحات في أمواج الإسفاف.
إن ذلك الذي ظهر في هيئة الشيوخ وأهل الفتوي و الفقه وفتح صنبور الشتائم و السخائم علي الممثلة إلهام شاهين قدم لها ما لم تستطع ماكينات النقد الفني و التلميع , المجانية منها و المدفوعة , أن تسديه لها طوال مسيرتها الفنية , فنقلها من منطقة ممثلات السينما التجارية , إلي البطولة المطلقة في فيلم هابط ومبتذل اسمه ' حرية الفن و الإبداع ' وتحولت بين يوم وليلة إلي شهيدة لهولوكست الفتاوي و الآراء الخادشة للحياء , حتي وإن حاولت التمسح بالدين و الحديث باسمه.
ليس بعيدا عن المبالغة أن ساقط القول الذي طال إلهام شاهين و اتهمها بأحط وأبشع الاتهامات لا يقل عريا ولا إسفافا عن أعمال تنتمي للفن الهابط و الرخيص , ويمكنك تصنيفه تحت بند فتاوي الإثارة التجارية , التي تفسد أكثر مما تصلح , وتضر أكثر مما تفيد , وتأتي بنتائج عكسية , وهو ما حدث , حيث أصبحت قضية مصر و العرب المحورية الآن هي ترضية إلهام شاهين ورد اعتبارها , من رأس الدولة حتي قاعدتها.
والحاصل أن هذا الكلام الفاحش الذي سمعه كثيرون عبر التليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي جاء بمثابة طوق النجاة لكارهي هذه الثورة و المحبطين و الحزاني من أيتام وأرامل الجنرال ' طويل العمرة ' الهارب في دبي , نقلتهم من وضعية الدفاع إلي وضعية الهجوم , وأظهرتهم في ثوب الحملان الوديعة وضحايا معركة الصمود دفاعا عن الدولة المدنية و الحريات وحقوق الإنسان , إلي آخر هذه المفاهيم المحترمة التي صارت تجري علي ألسنة الكذبة و المزيفين ممن اندمجوا في هذه الأدوار لدرجة التقمص.
ولن تكون بعيدا عن الحقيقة أبدا لو قلت إن السيدة إلهام وكائنها الفضائي المفضل ومن لف لفهما مدينون بالفضل لهذا النوع من الدببة الجديدة , و الذي صنع منهما ضحايا وشهداء , بما يشار الىك بما كان يجري في بدايات التسعينيات عندما كانت دعاوي الحسبة و التكفير المجاني وغير المجاني علي أشدها , حتي إن بعضهم كان يكتب عملا أدبيا ويبلغ عنه المصنفات الفنية قبل نشره مستدعيا شيوخ المصادرة لمهاجمته , كنوع من الدعاية المسبقة.
والمفارقة أن معالجة موضوع استشهاد إلهام شاهين في محرقة شيوخ الفضائيات طغت علي قضايا شهداء الثورة الذين تتواصل عمليات تدبيج براءات قاتليهم بدمائهم حتي الآن , ولا يمكن بحال من الأحوال أن تمنع شقيقا أو صديقا أو زميلا لشهيد من شهداء محطات الدم في مسيرة الثورة من المقارنة بين وقوف مصر كلها علي ساق و احدة غضبا من أجل إلهام , وبين هذا الصمت المطبق أمام ما يتم في ملف شهداء الثورة ومصابيها ومعتقليها.
ويبقي أن أحدا لا يمكن أن يقبل بالطعن في شرف مواطن أو مواطنة مصرية , سواء كان من أهل الفن و الإبداع , أو من أهل العرق من طافحي الكوتة وراء ما يقيم الحياة , غير أن حسم هذا الموضوع يكون أمام منصات القضاء , ذلك أن ما أتي به الذي تحدث عن الممثلة عبر قناة فضائية يصلح كنموذج لقضايا السب و القذف يمكن أن تستعين به كليات الإعلام لكي تدرسه لطلابها علي طريقة ' صح وخطأ ' .
غير أنه قبل ذلك وبعده لا إلهام شاهين هي الفن و الإبداع , ولا من سبها وشتمها هو الإسلام , ولا هذه هي أجندة أعمال مصر بعد الثورة.
لقد كنا نتصور أن الثورة حررتنا من زمن الفوتوشوب , ذلك الزمن الذي كانت تتلون فيه الحقائق وتتبدل الوقائع علي هوي من بيده لوحة المفاتيح , فكان يمكن أن تري الفأر جبلا وكشك السجائر هرما , فتبتذل المعاني و المفاهيم وتغرق المصطلحات في أمواج الإسفاف.
إن ذلك الذي ظهر في هيئة الشيوخ وأهل الفتوي و الفقه وفتح صنبور الشتائم و السخائم علي الممثلة إلهام شاهين قدم لها ما لم تستطع ماكينات النقد الفني و التلميع , المجانية منها و المدفوعة , أن تسديه لها طوال مسيرتها الفنية , فنقلها من منطقة ممثلات السينما التجارية , إلي البطولة المطلقة في فيلم هابط ومبتذل اسمه ' حرية الفن و الإبداع ' وتحولت بين يوم وليلة إلي شهيدة لهولوكست الفتاوي و الآراء الخادشة للحياء , حتي وإن حاولت التمسح بالدين و الحديث باسمه.
ليس بعيدا عن المبالغة أن ساقط القول الذي طال إلهام شاهين و اتهمها بأحط وأبشع الاتهامات لا يقل عريا ولا إسفافا عن أعمال تنتمي للفن الهابط و الرخيص , ويمكنك تصنيفه تحت بند فتاوي الإثارة التجارية , التي تفسد أكثر مما تصلح , وتضر أكثر مما تفيد , وتأتي بنتائج عكسية , وهو ما حدث , حيث أصبحت قضية مصر و العرب المحورية الآن هي ترضية إلهام شاهين ورد اعتبارها , من رأس الدولة حتي قاعدتها.
والحاصل أن هذا الكلام الفاحش الذي سمعه كثيرون عبر التليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي جاء بمثابة طوق النجاة لكارهي هذه الثورة و المحبطين و الحزاني من أيتام وأرامل الجنرال ' طويل العمرة ' الهارب في دبي , نقلتهم من وضعية الدفاع إلي وضعية الهجوم , وأظهرتهم في ثوب الحملان الوديعة وضحايا معركة الصمود دفاعا عن الدولة المدنية و الحريات وحقوق الإنسان , إلي آخر هذه المفاهيم المحترمة التي صارت تجري علي ألسنة الكذبة و المزيفين ممن اندمجوا في هذه الأدوار لدرجة التقمص.
ولن تكون بعيدا عن الحقيقة أبدا لو قلت إن السيدة إلهام وكائنها الفضائي المفضل ومن لف لفهما مدينون بالفضل لهذا النوع من الدببة الجديدة , و الذي صنع منهما ضحايا وشهداء , بما يشار الىك بما كان يجري في بدايات التسعينيات عندما كانت دعاوي الحسبة و التكفير المجاني وغير المجاني علي أشدها , حتي إن بعضهم كان يكتب عملا أدبيا ويبلغ عنه المصنفات الفنية قبل نشره مستدعيا شيوخ المصادرة لمهاجمته , كنوع من الدعاية المسبقة.
والمفارقة أن معالجة موضوع استشهاد إلهام شاهين في محرقة شيوخ الفضائيات طغت علي قضايا شهداء الثورة الذين تتواصل عمليات تدبيج براءات قاتليهم بدمائهم حتي الآن , ولا يمكن بحال من الأحوال أن تمنع شقيقا أو صديقا أو زميلا لشهيد من شهداء محطات الدم في مسيرة الثورة من المقارنة بين وقوف مصر كلها علي ساق و احدة غضبا من أجل إلهام , وبين هذا الصمت المطبق أمام ما يتم في ملف شهداء الثورة ومصابيها ومعتقليها.
ويبقي أن أحدا لا يمكن أن يقبل بالطعن في شرف مواطن أو مواطنة مصرية , سواء كان من أهل الفن و الإبداع , أو من أهل العرق من طافحي الكوتة وراء ما يقيم الحياة , غير أن حسم هذا الموضوع يكون أمام منصات القضاء , ذلك أن ما أتي به الذي تحدث عن الممثلة عبر قناة فضائية يصلح كنموذج لقضايا السب و القذف يمكن أن تستعين به كليات الإعلام لكي تدرسه لطلابها علي طريقة ' صح وخطأ ' .
غير أنه قبل ذلك وبعده لا إلهام شاهين هي الفن و الإبداع , ولا من سبها وشتمها هو الإسلام , ولا هذه هي أجندة أعمال مصر بعد الثورة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق