فيلم عبدة موتة حين يتحول الفن الفاسد الى الاساءة للأديان و اثارة الغرائز الجنسية


هاني صلاح الدين ... لا يختلف اثنان علي اهمية الفن وخطورته في تشكيل المزاج العام للمجتمع , لانه يتصل بشكل مباشر بوجدان الشعوب , ويعمل علي تكوين ميولها واذواقها واتجاهاتها النفسية , وذلك لتنوع ادواته والوانه , لذا وجدناه عبر التاريخ الانساني يمثل ترمومتر ارتفاع او انخفاض الذوق العام , ولعل ما وصف به العلامة الشيخ القرضاوي الفن خير دليل علي اهميته , حيث قال ' اذا كان روح الفن هو الشعور بالجمال و التعبير عنه , فالاسلام اعظم دين غرس حب الجمال و الشعور به في اعماق كل مسلم ' .


و بعد قيام الثورة تطلعنا جميعا لفن راق بعيد عن لغة الجسد , ومترفع عن العري و الفساد الاخلاقي , ومعزز لقيم المجتمع , وساع لتقديم ما يحض علي الفضيلة , ومنير لشبابنا من اجل بناء مصر الجديدة , وذلك بخلاف احترامه للاديان السماوية , ورموز اامتنا , وكنا نتطلع لفن يحدد المشاكل ويناقشها بواقعية , ويضع لها الحلول.

لكن للاسف ما نراه اليوم من افلام واعمال فنية , نجدها تغرق في اثارة الغرائز , فلا يخلو فيلم او مسلسل من الكلمات الخادشة للحياء , و اللقطات الساخنة التي اصبحت تحض علي الرذيلة , ووصل الامر في بعض افلام العيد الي انها تحولت الي دعارة فنية , وتعتمد مشاهدها في علي الجنس الفاضح.

وليت الامر وقف عند هذا الحد , بل وصل الامر بهذه الاعمال الفنية الهابطة الفاسدة , الي ازدراء الاديان و النيل من رموز امتنا , ولعل ما حملته مشاهد فيلم ' عبده موتة ' خير دليل علي ذلك , فالراقصة دينا صاحبة فضيحة ' فيديو ابوالفتوح ' , و التي تسببت بسبب مشاهدها اللااخلاقية في احد افلامها ' علي الطرب بالثلاثة ' عام 2006 , في قضية التحرش الجماعي في نصف البلد , منذ بضع سنوات , وايضا فيلمها الفاضح ' شارع الهرم ' الذي تسبب ايضا في تحرش جماعي , وجدناها تظهر علينا في ' عبده موتة ' وهي تتراقص شبه عارية , علي انغام اغنية عن السيدة الزهراء فاطمة بنت الرسول صلي الله عليه وسلم , وابنيها الحسن و الحسين , ضاربة بقيمنا الدينية و المجتمعية عرض الحائط , ومتحدية مشاعر عامة الشعب , ولا ادري كيف للرقابة ان تسمح بمثل هذه الجرائم , التي تثير غضب المصريين و المسلمين في العالم , واين نقابات الفنية التي ملات الدنيا ضجيجا عندما صدر حكم ضد احد الفنانين , اليس من واجبها ان تقف ضد هذه الاعمال الهابطة , الفاسدة للاخلاق العام و المثيرة لغرائز شبابنا.

ومن هنا ادعو جميع الكتاب و الفنانين و النقاد , ان يتصدوا لمثل هذه الاعمال الفاسدة , وان يشاركوا في التاسيس لفن راق , يبني ولا يهدم , يدفع شبابنا للامام ويعزز لديهم قيم الانتماء للوطن , ويحمي المجتمع من الفن المثير للغرائز , فهذه مسؤوليتهم امام الله و الشعب.

ليست هناك تعليقات :