ممثلات و فنانات و راقصات ذرفن الدموع على مبارك في التحرير للمطالبة بمنع الاستبداد !


أحمد منصور ... جلست امام شاشة ' الجزيرة مباشر مصر ' لاتابع الحشود و المظاهرات التي انطلقت يوم الثلاثاء الماضي من عدة اماكن من القاهرة الي ميدان التحرير للتظاهر ضد الاعلان الدستوري الذي اعلنه الرئيس المصري محمد مرسي يوم الخميس الماضي , وكان مراسلو ' الجزيرة مباشر مصر ' يتجولون بين المتظاهرين ويسالونهم عن الاسباب التي دفعتهم للخروج , وكانت المفاجاة في ان معظم الذين كان يجري استطلاعهم كانوا لا يعرفون السبب الحقيقي ولم يطلعوا علي الاعلان الدستوري ولا يعرفون محتواه , و المضحك ان بعض الذين كان يبدو عليهم انهم متعلمون كانوا يطلبون الاستعانة بصديق مرافق لهم بينما انصاف المتعلمين يرددون ما يتكلم به شخص يقف خلفهم او جوارهم لا يظهر في الصورة , وقد اعد اكثر من برنامج تليفزيوني في قنوات مختلفة استطلاعات كان المؤيدون للرئيس مرسي فيها يصلون الي 90 في المائة من المشاركين .


بعد ذلك حاولت تحليل التظاهرات واماكن انطلاقها و الرموز المشاركة فيها , فوجدت رموز ما يسمي جبهة انقاذ الثورة علي راس التظاهرات واذا كان بعضهم قد شارك في الثورة وكان ياتي لالقاء خطابات من علي المنصات في ميدان التحرير ثم ينصرف , الاكثر تعجبا ان احد رموز النظام السابق وهو السيد عمرو موسي الذي ظل رفيقا لمبارك يدافع عن نظامه ويمثله في كل محفل طيلة ثلاثين عاما حُمل علي الاكتاف كاحد الابطال المدافعين عن الثورة , ايضا كان علي راس التظاهرات المناوئة للرئيس مرسي الممثلات و الفنانات و الراقصات اللائي كن يذرفن الدموع علي مبارك في ميدان مصطفي محمود في المهندسين بينما كان الثوار يموتون علي يد البلطجية وقوات الامن في التحرير وفي شارع قصر العيني وميادين مصر الاخري , اما مظاهرة شبرا فكان من الواضح توجهها الديني ونسبة المشاركين العالية فيها وهؤلاء من حقهم ان يعارضوا ولكن ليس بهذه الطريقة المفضوحة و المثيرة التي اظهرت ان الكنيسة ضالعة في المعارضة للرئيس في الوقت الذي ينبغي فيه الا تتم المشاركة في تقسيم البلاد بهذه الطريقة , وقد شكل هؤلاء نسبة لا باس بها من الحضور في الميدان , بل ربما شكلوا النسبة الاكبر من الحضور بينما شكل العمال الذين جلبهم رجال الاعمال الموالون للنظام السابق و الفلول من المصانع في الباصات الجزء الثاني من الحضور , وقد اكدوا علي ذلك علنا في المؤتمر الذي عقدوه مساء الاثنين في معهد اعداد القادة بل ان احد دعاة حماية الثورة الذي يشتبه في علاقته بدول تسعي لافشال الثورة اكد علي ضرورة ترتيب الدعم اللوجستي للذين سوف يعتصمون في الميدان لمساعدتهم علي الاستمرار و البقاء وكما تظهرهم الكاميرات معظمهم من الصبية و المراهقين , النسبة التي تلت هؤلاء من الحضور كانوا من الفلول الذين كانوا يساندون مبارك علانية وضعوا ايديهم الآن مع اليسار و الناصريين وكل المناوئين من اجل اسقاط الرئيس مرسي الذي جاء به الشعب و الثورة , وبعد ذلك جاءت نسبة المخلصين الذين يحبون مصر لكنهم يندفعون بالعاطفة ضد كل ما يهدد الثورة دون ان يتعمقوا في المشهد وما وراءه , اما الاعداد فقد سعيت للتعرف علي حجمها من خلال عدة اطراف مختلفة , فاخبرني احد المتخصصين الذين كانوا معنا في الميدان خلال الثورة ويجيد قراءة الاعداد من خلال التقسيمات ان عدد الحضور لا يزيد علي سبعين الفا بينما اكد لي مصدر شبه رسمي ان عدد الحضور في حدود المائة الف ثم سالت طرفا محايدا فقال ان العدد لا يزيد علي مائة وعشرين الفا , ورغم ان العدد يبدو كبيرا لكن مع الحشد الاعلامي و النفسي و السياسي الضخم الذي اُعد لهذه التظاهرة فانا اعتبرها تظاهرة فاشلة لان هؤلاء تجمعهم مباراة كرة قدم وليس ثورة شعب , لقد كانت المليونيات التي اعقبت الثورة تصل للمليون بحشد ودعاية اقل , انني لا اقلل هنا من اهمية المعارضة وحق المعارضة ولكني اسعي لوضع النقاط علي الحروف لمعرفة من الذين خرجوا وكيف تم حشدهم , وحسنا فعل الاخوان و السلفيون حينما اجلوا مليونيتهم حقنا للدماء ومنعا للمواجهة وتقسيم البلاد , لكن هذا الحجم الذي ظهر في الميدان هو الحجم الحقيقي للمعارضين ونحن ننتظر اليوم الذي يظهر فيه المؤيدون للرئيس ونامل ان يكون قريبا حتي نعرف اين يقف الشعب رغم كل ما يملكه الآخرون من امكانات ودعايات وانا لمنتظرون .

ليست هناك تعليقات :