عن عام الحنظل ' 2012 ' يكتب عبد الرحمان يوسف


في آخر العام الميلادي تَعَوَّدَ تذكُّرَ لحظات السعادة التي مرت عليه , فهو شخص متفائل , لا يحب ان يملا قلبه بالطاقة السلبية قبل بداية العام الجديد .

تَذَكَّرَ كيف نال شهادته الجامعية , وشهادة تقدير من احدي جمعيات حقوق الانسان لانه ساهم في مراقبة الانتخابات .

تذكر كيف كانت شهادته علي الاحداث الدموية التي شارك فيها كانت فارقة , وكيف ان شهادته تلك قد تغير مجري الاحداث , ومن الممكن ان يدخل بسببها بعض من يظنون انهم من ' كبار الشخصيات ' قفصا حديديا مثل قفص الرئيس الملهم الذي صار الرئيس المخلوع .

لقد مر هذا العام مرور اللئام , مَرَّ مُرّا , بل مَرَّ شديد المرارة , انه عام الحنظل !

لقد فاز المرشح الذي عمل معه في الحملة الانتخابية , صحيح ان البرلمان قد حلته محكمة قضاتها لا ينتمون لجيله , ولا يعتنقون افكار ثورته , ولكن النتيجة واحدة , لقد حُلَّ البرلمان , وفي ذلك الوقت تعجب من زملاء له كانوا في حملة المرشح نفسه وهم سعداء بهذا الحل.

شهادته الجامعية ما زالت مجرد لوحة تذكارية علي حائط صالون المنزل , تدل علي انه ' ابن ناس ' , و الجامعة التي منحتها له تدل علي انه ' ابن ناس اغنياء ' , وهو يشعر بان الفقر مصيره , وبان القادم اسوا , وغير أنه يقاوم ياسه , ويتذكر ان العام الجديد علي الابواب , وان السعادة لا تاتي دفعة واحدة , وانما ' بالتقسيط ' , وان السعادة ليست شعورا غامرا يفاجئ الانسان , بل هي مجموع لحظات الرضي التي يمنح تراكمها شعورا بان الانسان قد ادي ما عليه.

كان يقول لنفسه منذ عامين ' ما زلتُ صغيرا ' , و اليوم وبعد ان شارك في كل تلك الاحداث العظام اصبح يقول لنفسه ' اين تلك الايام -- حين كنت صغيرا ' !

لقد خاض تجارب اغنته عن قراءات كثيرة , وغير أنه اصبح يقرا اكثر , وراي بعينيه احداثا اغنته عن اسفار كثيرة , وغير أنه اصبح يسافر اكثر , وصارت لديه تجربته الخاصة التي سيحكيها وينقلها لابنائه , ابنائه الذين لم ياتوا بعد , وكان خجِلا منهم لانه لا يملك شيئا يحكيه لهم سوي مباريات الكرة التي حضرها!

لقد اصبح عالما بطبائع كثير من الاشياء , واصبح يفهم كثيرا من غرائز الانسان السفلية , وهو الآن مؤهل ليبدا رحلة القيادة.

انه جيل جديد , يعلم ان السعادة شعور مؤقت , يداهمك من حين لحين , و حين تموت  وانت تناضل من اجل سعادة شعب كامل , يدخل معك الشعور بالسعادة الي قبرك , و يبقي معك الي الابد .

ليست هناك تعليقات :