مشهد الاستفتاء في المرحلة الثانية وسط حالة من اليأس بين قواعدها المعارضة تحاول تحقيق المستحيل بتحويل نعم الى لا


تختتم القوي السياسية المؤيدة و المعارضة تحركاتها لحسم معركة الاستفتاء , و تبذل جماعة الاخوان و القوى الاسلامية جهدها لاقناع الناخبين للتصويت بنعم , من خلال حملة في النجوع و القري و العزب لحسم الاستفتاء بنسبة كبيرة -- و اصدرت جماعة الاخوان و الحزب تعليماتهما للاعضاء بالنزول للشارع للحديث مع الناس و توزيع المنشورات و المطبوعات لاقناعهم بالدستور .

و تواصل القوي المدنية و المعارضة حملاتها لرفض الدستور , و اقناع المزيد من المواطنين للتصويت ب ' لا ' . من خلال المسيرات و التحركات الجماعية لحملة ' دستوركم باطل ' , وسط حالة من اليأس بين قواعدها الشعبية بسبب نتائج المرحلة الأولى .

و قد واصلت جبهة الانقاذ الوطني حملتها ' لا مش دستورنا ' لحث المواطنين علي رفض الدستور في المحافظات ال17 التي يجري فيها الاستفتاء , و تتوزع بين محافظات تجمع بين الحضر و الريف , بينما نظم ' الحرية و العدالة ' وقفات للتصويت ب ' نعم ' .

ومن بين السبع عشرة محافظة , التي من المقرر ان تخوض المرحلة الثانية من عملية الاستفتاء علي الدستور الجديد , توجد 8 محافظات , يمكنها حسم معركة الدستور , بسبب كتلتها التصويتية العالية , التي تزيد في مجملها علي ال15 مليون صوت , وهي محافظات الجيزة , و المنوفية , و القليوبية و كفرالشيخ , و بني سويف , و الفيوم , و المنيا , وقنا , و بما ان محافظات المرحلة الثانية للاستفتاء , لا تتعدي نسبة ال 38 في المائة , فان النتيجة تعد محسومة لنعم لكن النسبة هي الأهم .


و تعد الجيزة من كبري الكتل التصويتية في المرحلة الثانية , حيث يزيد عدد من لهم حق التصويت بالمحافظة علي اربعة ملايين صوت , و بذلك تشكل في المائة 8.7 من اجمالي الناخبين في مصر , و في نتيجة الانتخابات الرئاسية السابقة , جاء الرئيس محمد مرسي في المرتبة الاولي , و تبعه حمدين صباحي بفارق طفيف .
كما لا يجب الاستهانة بالكتلة التصويتية لمحافظة القليوبية , التي تصل اصوتها الي مليوني و 606 آلاف صوت , و كانت من المحافظات التي شهدت تقدما لاحمد شفيق , المرشح السابق لرئاسة الجمهورية , بما يزيد علي 38 الف صوت , في حين جاء ترتيب حمدين صباحي في الجولة الاولي في الترتيب الثاني , غير ان الفروق بين شفيق و صباحي و مرسي لم تكن كبيرة , و كثفت الدعوة السلفية بالمحافظة مؤتمراتها في الايام الاخيرة , لاقناع الناخبين بالتصويت بنعم , و في المقابل فان المعارضة للاخوان و السلفيين قوية ايضا , حيث تضم القليوبية تيارات ناصرية وليبرالية وينشط اعضاء حزب الدستور , كما تتركز الجماعات و الائتلافات الثورية ممثلة في الشباب الذين نظموا مظاهرات في بنها وغيرها ضد الدستور , و الاعلان الدستوري.

اما محافظة كفر الشيخ فهي تضم تضم مليونا و 863 الف ناخب , و هي مسقط المرشح السابق للرئاسة حمدين صباحي , زعيم التيار الشعبي , و التي شهدت تقدما ملحوظا للمرشح السابق للرئاسة , و المحافظة بوجه عام تشهد حركة سياسية قوية للصيادين هناك , الذين يعانون من تردي الاوضاع المعيشية , و قد نجحوا في تاسيس اول نقابة مستقلة لهم عقب قيام الثورة المصرية , بدعم من صباحي. ولم تشهد المحافظة ايا من المشادات بسبب الدستور حتي الآن , و ان كانت تضم حركة قوية للقوي المعارضة في مقابل قاعدة شعبية للاخوان و السلفيين .

و تصل الكتلة التصويتية في محافظة المنوفية الي مليوني و 211 الف ناخب , و تلقب المحافظة ببلد الرئيس و هي مرتع الفلول , لكونها مسقط راس الرئيس الراحل , محمد انور السادات , و من بعده الرئيس المخلوع , محمد حسني مبارك , وقد شهدت المحافظة تصويتا مكثفا لاحمد شفيق , خلال انتخابات الرئاسة السابقة , بفارق 382 الف صوت , عن منافسه الرئيس محمد مرسي , في حين حصل حمدين صباحي , المرشح السابق علي كرسي الرئاسة , علي اقل نسبة تصويت علي مستوي المحافظة .

و في محافظة بني سويف , يبلغ عدد من لهم حق التصويت مليونا و 427 الف ناخب , و قد شهدت اقبالا ملحوظا للتصويت لصالح الرئيس محمد مرسي , الذي جاء في المقدمة , و تبعه الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح , المرشح السابق للرئاسة , الامر الذي يعكس توجها عاما لناخبي المحافظة تجاه الاسلام السياسي , علي اختلاف تياراته , و في الايام التي سبقت الاستفتاء , شهدت المحافظة مشادات بين جماعة الاخوان المسلمين , و التيار الشعبي , علي خلفية محاولة اقناع الناخبين للتصويت لصالح او ضد الدستور .


و يكتسح الاخوان جميع المنافسات الانتخابية التي يخوضونها في محافظة الفيوم , صاحبة الكتلة التصويتية الكبيرة , التي تتعدي مليون صوت و نصف المليون , و خلال الانتخابات الرئاسية السابقة , شهدت المحافظة تصويتا كثيفا لصالح الرئيس الحالي محمد مرسي , فاقت المرشح المنافس وقتها احمد شفيق ب214 الف صوت , لذلك تجد حملة بالدستور العجلة تدور , و التي اطلقتها جماعة الاخوان المسلمين , رواجا بين الناخبين بالمحافظة .

و تاتي محافظة المنيا , كاكبر كتلة تصويتية في الوجه القبلي , حيث تضم مليوني و 668 الف ناخب , و مرة اخري كانت المحافظة من ضمن المحافظات التي حاز فيها الرئيس محمد مرسي علي النصيب الاكبر من الاصوات , و يبلغ عدد من لهم حق التصويت في محافظة قنا مليونا و 604 آلاف ناخب , و قد تفوق الرئيس محمد مرسي علي منافسه احمد شفيق , و لكن بفارق طفيف , كما كانت محافظة قنا من المحافظات القليلة التي جاء فيها حمدين صباحي , المرشح السابق لكرسي الرئاسة , في المرتبة الاخيرة من حيث نسبة التصويت , وتعتمد نتيجة التصويت في الاستفتاء علي الدستور علي اتفاق العائلات , حيث تعتمد الكتلة التصويتية في محافظة قنا بالاساس علي المحافظات , وكثيرا ما كان الحزب الوطني يستغل ذلك في توجيه التصويت لصالحه , فور انضمام احد رؤوس العائلات الكبيرة بالحزب.

اما بالنسبة لمحافظة قنا فهناك رهان كبير من الاخوان علي التصويت بنعم و تراهن علي قبائل الحميدات و الهوارة و العرب و الاشراف للتصويت لصالح الدستور بالتعاون مع حزب البناء و التنمية و ابناء الجماعة الاسلامية بالمحافظة , بينما يبذلون جهدا لاقناع العائلات الكبري التي كانت تنتمي للحزب الوطني للتاييد خاصة ان الدستور يعزل عددا منهم .

ليست هناك تعليقات :