تم خلال العشرينات انشاء قرية سياحية في الارجنتين اسمها فيلا ابيكوين ' Villa Epecuen ' علي طول شاطئ ابيكوين لاغو , و هي بحيرة مالحة علي بعد نحو 600 كيلومتر جنوب غرب العاصمة بوينس آيرس , نقلا عن صحيفة ' البيان ' الاماراتية .
و تعتبر البحيرة مثل معظم البحيرات الجبلية الاخري , باستثناء فارق واحد مهم , هو ان مستويات الاملاح فيها مرتفعة جدا , اذ تحتل المرتبة الثانية بعد البحر الميت .
و كانت البحيرة مشهورة لعدة قرون كمركز سياحي علاجي , و تقول اسطورة ان البحيرة تشكلت من دموع رئيس كبير من شدة المه و بكائه علي فراق حبيبته .
و يقال كذلك ان بحيرة ابيكوين , او ' الربيع الابدي ' , يمكنها علاج الاكتئاب , و الروماتيزم , و الامراض الجلدية , و فقر الدم , و علاج مرض السكري .
و وصل اوائل السكان و الزوار من اواخر القرن التاسع عشر , للاقامة في خيام علي ضفاف ابيكوين , حيث تحولت فيلا ابيكوين من قرية جبلية هادئة الي منتجع سياحي حافل بالنشاط.
وتم انشاء خط للسكك الحديدية يربط القرية بالعاصمة بوينس آيرس , وتدفق اليها السياح من جميع انحاء امريكا الجنوبية و العالم , وفي الستينات كان يتوافد عليها اكثر من 25 الف سائح سنويا للاسترخاء و السباحة في مياهها المالحة.
وبلغت نسبة السكان ذروتها في القرية في السبعينات , اذ تجاوز عددهم 5000 نسمة , كما تاسست نحو 300 شركة , بما فيها الفنادق و النزل و المنتجعات و المحلات التجارية , و المتاحف.
وشهدت في نفس الفترة تقريبا , احوال الطقس تغيرات مستمرة ادت الي هطول الامطار بكثافة علي التلال المحيطة , ودام الامر لسنوات , ما تسبب في ارتفاع منسوب المياه في البحيرة بشكل غير اعتيادي , وتدفق الحجم الهائل من المياه من خلال السدود الصخرية في العاشر من نوفمبر 1985 , وغمرت اجزاء كبيرة من البلدة , ووصل منسوب المياه فيها الي 4 اقدام.
وبحلول عام 1993 , واصل الطوفان البطيء زحفه نحو المدينة حتي دفنها تحت 10 امتار من المياه.
وانقلبت احوال الطقس , وعادت الي طبيعتها السابقة , بعد 25 عاما , اي في عام 2009 , وبدات المياه في الانحسار , حتي برزت فيلا ابيكوين الي السطح.
ولم يعد اليها اي احد من سكانها الذين هجروها الا شخص واحد , وهو مسن يدعي نوفاك بابلو ' 81 عاما ' , وهو اليوم المقيم الوحيد في مدينة فيلا ابيكوين.
ويقول ' انا مرتاح هنا رغم شعوري بالوحدة. اقرا الصحيفة , واستحضر دوما الحقبة الذهبية للمدينة في الستينات و السبعينات ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق