ننشر ملاحظات وائل غنيم العشرة على كلمة الرئيس مرسي بالأمس


رصد الناشط السياسي وائل غنيم , عشر ملاحظات علي الخطاب الاخير للرئيس محمد مرسي , حول الاحداث التي شهدها محيط قصر الاتحادية .


الملاحظة الاولي ل ' غنيم ' ان الرئيس لم يعتذر عن اخطاء متواصلة حدثت منذ اسبوعين بدءا من اصدار الاعلان غير الدستوري , مضيفا انه من الواضح ان مستشاري الرئيس يُهوّنون له حدّة الازمة ووجوب التحرك الصحيح حفاظا علي الوطن و الشرعية. و أضاف ان الرئيس لم يعتذر عن اخلاله بالكثير من وعوده وتاكيده علي ان الدستور لن يُطرح للاستفتاء الا قبل حدوث توافق عليه , متسائلا ' فهل ما يحدث الآن في مصر هو التوافق الذي يشير اليه الرئيس؟ ام ان الرئيس يقصد التوافق بينه وبين جماعته دونا عن باقي المصريين؟ ' .

وعن ثاني الملاحظات , التي رصدها غنيم عبر حسابه الخاص علي موقع التواصل الاجتماعي ' فيس بوك ' , ان الرئيس اكد علي التزامه بموعد الاستفتاء علي الدستور لانه ملتزم باستفتاء مارس الذي ينص علي عرض الدستور علي الشعب المصري خلال 15 يوما , و المشكلة انه هو نفسه الذي اصدر اعلانا غير دستوري ينص علي تمديد فترة عمل الجمعية التاسيسية شهرين بالمخالفة لاستفتاء 19 مارس الذي نص علي ان الفترة هي ستة شهور فقط. سيادة الرئيس : اليس هذا تناقضا بيّنا؟

ثالثا , كتب غنيم ' لم يكن من اللائق ان يُعرّض رئيس اكبر دولة في العالم العربي باشارات الي اشخاص بعينهم واتهامهم بمؤامرة اثناء تحقيقات النيابة , ولم يكن من اللائق ان بعد هذه الفترة العصيبة في تاريخ مصر و التي نشهد فيها انقساما كبيرا في المجتمع ان تكون المعلومات التي يُصارح بها الرئيس شعبه عن المؤامرة العظمي التي حرّكته لاصدار اعلان غير دستوري هي ان شخصا اجتمع بعدة اشخاص في مكان , متساءلا ماذا يا سيادة الرئيس؟ اين هي المؤامرة؟ توقعناك تحدثنا عن الخطوات التي كانت ستحدث للانقلاب علي حكمك كما قلتم تبريرا للاعلان غير الدستوري؟ توقعناك تحدثنا عن دور الجيش في هذه المؤامرة المزعومة؟ توقعناك تخبرنا عن مصادر معلوماتك التي استقيت منها ان المحكمة الدستورية ستقوم باعادة المجلس العسكري للسلطة , النظام القديم علي مدي سنوات طويلة كان يستخدم فكرة ' المؤامرة ' لتمرير قراراته , فهل تسيرون علي نهجه يا سيادة الرئيس؟

وتسائل : اليس من العجيب ان ستة من كبار مستشاريي ومنهم مستشاره السياسي د. سيف عبدالفتاح قد استقالوا برغم علمهم بحكم وظيفتهم بحجم المؤامرة المزعومة علي الرئيس؟ هل من المنطقي ان نصدق ان هناك مؤامرة عظمي وكبار المستشارين لم يقتنعوا بها؟ -- ثم حينما نري نائب رئيس الجمهورية ووزير العدل وهما قامتين قانونيتين يعلنان بوضوح رفضهما للاعلان غير الدستوري فهذا يطرح سؤالا : من وراء هذا الاعلان غير الدستوري؟ ومن يستشير الرئيس في قراراته السيادية؟.

وفي الملاحظة الخامسة , كتب غنيم ان الرئيس لم يخبرنا عن مغزي اصدار الاعلان غير الدستوري اذ كانت المادة السادسة كان لم تكن ' علي حد تعبيره بدلا من الاعتذار عن الاعلان ' وان النيابة التي ذكر الاعلان تشكيلها ماتت قبل ان تولد اساسا لرفض وزير العدل تشكيلها , وان قراراته المحصنة هي القرارات السيادية فقط و القرارات السيادية معلوم للقاصي و الداني انها محصنة ولا يتدخل فيها القضاء! و الوحيد الذي يُعرف القرارات السيادية هم القضاة انفسهم , وبالتالي فالمادة لا معني لها بحسب تعبيره. و النائب العام كان يمكن تغييره بقانون وليس باعلان غير دستوري.

وسادسا , كتب غنيم : لا افهم سر اصرار الرئاسة علي منع الشخصيات السياسية المعروفة من الحديث بعد خطابات الرئيس؟ اليس هذا الرئيس هو من وعد باحترام حرية الاعلام و حق المواطنين في التعبير عن رايهم ؟ لماذا تُمارَس الضغوط علي القنوات الخاصة لمنع شخصيات بعينها من التعليق علي خطابات الرئيس ؟ حدث ذلك منذ اسبوع مع البرادعي في حلقة محمود سعد الذي قال بالنص ان البيان لن يُذاع حتي تنتهي حلقته مع البرادعي , و استقال بالامس خيري رمضان من ال CBC بعد تعرض القناة لضغوط لمنع استضافة حمدين للتعليق علي الخطاب .

وسابعا , قال غنيم ' يبدو من لهجة الرئيس وخطابه عدم ادراكه لحجم الازمة , التي تسببت في استقالة ستة من مستشاريه , وبعض قيادات الاعلام في ماسبيرو , واتخاذ بعض الوزراء لقرار الاستقالة في حالة عدم حل الازمة بشكل سياسي , وكذلك رفض آلاف القضاة ووكلاء النيابة واكثر من 200 دبلوماسي في الخارجية الاشراف علي الاستفتاء. نحن في ازمة مؤسسة ليس لديها من الخبرة ولا الحنكة السياسية ما يؤهلها قيادة الوطن ' .

وفي ملاحظته الثامنة , كتب غنيم ' تحدث الرئيس من قلبه عن الشهداء الذين ماتوا رحمهم الله جميعا , واستنكر قتلهم علي يد بلطجية استخدموا السلاح ' وهو نفس موقفي فمن ماتوا اخواتي في الوطن ومن قتلهم بالسلاح هو بلطجي ' , ولكنه كرئيس لكل المصريين وجب عليه ان يشير الي ان استخدام الحشود و الحشود المضادة لها للصراع في الشارع غير مقبول ولم يخبرنا عن الجهود التي بذلها للاتصال بمرشد الجماعة التي هو منها ليعلن رفضه لاحتشاد الجموع المؤيدة حول قصره مع علمه بوجود اعتصام ومسيرات لمعارضيه فالمنطقي ان الصراع سيكون حادثا لا محالة! وانه كرئيس يري ان الحل سيكون بالحوار السياسي وان يستنكر ويطالب الجميع بعدم الصدام في الشوارع ' .

و أضاف ' كنت اتوقع ايضا ان يستنكر الرئيس حفلات التعذيب التي جرت علي يد ابناء الجماعة لمن اسموهم شبابها بالبلطجية واتضح ان منهم سفير مصر السابق في فنزويلا و مهندس في شركة Orange و غيرهم من شباب و فتيات مصر مع التاكيد علي ان تعذيب اي مدني بعيدا عن حجم جريمته هو امر مرفوض ولا يمكن قبوله او تبريره تحت اي مسمّي.

واخيرا , قال غنيم ان خطاب الرئيس يدل علي ان السلطة مستمرة في التعامل مع معارضيها بسياسة : ' موتوا بغيظكم ' -- ولذلك لا يسعني الا ان اقول لهم : ' موتوا بغروركم ' .

ليست هناك تعليقات :