صحف العالم تشعر بالمفاجئة من الاستفتاء و نتائجه و تدعو الخاسرين لتقبل النتيجة


اجواء انتخابية هادئة بشكل شبه تام , و اقبال كبير علي صناديق الاقتراع عكسته الطوابير الطويلة امام الكثير من اللجان الانتخابية , و مشاركة واسعة للناخبين المناهضين لمشروع الدستور , اظهرته نسبة رفض تجاوزت ال40 في المائة .

ثلاث حقائق دفعت صحف غربية وعربية الي القول بان المرحلة الاولي من الاستفتاء , امس الاول , جاءت علي عكس ما كان متوقعا من نسبة مشاركة قليلة للغاية , وحضور ضعيف للمعارضة , ومواجهات دموية بين فريق ' نعم ' وفريق ' لا ' . وايا كانت النتيجة النهائية الرسمية , بعد اجراء المرحلة الثانية السبت القادم , اعربت العديد من هذه الصحف عن املها في ان يتقبل الخاسر النتيجة , معتبرة انه في كل الاحوال فقد ودعت مصر , الي غير رجعة , عهد الرئيس المقدس , وارست حالة الحاكم المراقب من قبل المعارضة .


60 في المائة   --  نسبة تراها صحف المانية وبريطانية كافية لمنح الدستور ,  اذا حصل عليها ,   ' الشرعية و المصداقية '  ,  وان وصفته بعضها ب ' دستور الاغلبية ' .


وذكرت  ' اوبزرفر '  البريطانية ان  ' التوتر ازداد بين القوي المتناحرة مع بداية الاستفتاء علي الدستور التي تنتهي رسميا السبت القادم '  ,  مضيفة ان  ' الآلاف اصطفوا في طوابير طويلة لتحديد مصير مصر التي انقسمت بين معارضين ومؤيدين في الاسابيع الاخيرة ' .

ونقلا عن محللين ,  قالت الصحيفة انه  ' مع تنامي الضبابية حول مستقبل مصر ,  واحتدام الانقسام في المجتمع ,   لابد ان يحصل الدستور علي تاييد 60 في المائة  ليصبح ذا مصداقية ' . وفي معرض تحليلها للمؤشرات الاولية للتصويت ,  اشارت  ' فاينانشال تايمز '  الي  ' التقدم الطفيف و البالغ الاهمية الذي احرزه داعمو الدستور من الاسلاميين علي حساب معارضيه ' .

ومضت قائلة انه  ' رغم ان الاستفتاء لم ينته بعد ,  الا ان نتيجة هذه المرحلة في غاية الاهمية .  لانها شملت القاهرة و الاسكندرية .  وهما مركزا قوي للمعارضة ,  واكبر كتلتين تصويتيتن في البلاد ' . وختمت بان  ' هذا الاستفتاء ,  قد ينهي حالة التصادم الايديولوجي التي ميزت مرحلة ما بعد مبارك ' .

اما  ' اندبندنت '  فركزت علي المخاوف الكبيرة في مصر من ان جماعة الاخوان المسلمين  ' قد تستغل وجودها في السلطة لجعل الوثيقة الدستورية غير قابلة للتعديل في ظل الاجراءات المعقدة التي نصت عليها المسودة لتعديل احد بنودها ' . وعلقت علي مشهد الاستفتاء بان  ' المصريين اختاروا تحديد مستقبلهم بايدهم ,  وووقفوا في طوابير خارج مقار الاقتراع ' .

الا ان  ' ديلي تليجراف '  كان لها راي اخر ,  اذ رات ان  ' اي شيء غير اغلبية كبيرة لنعم سيدفع المعارضة للتاكيد علي عدم شرعية الاستفتاء ' . وتحت عنوان  ' المعارضة تتهم الاخوان بتزوير الاستفتاء '  ,  كتبت  ' بيلد '  الالمانية ان  ' الاستفتاء علي مسودة الدستور المثيرة للجدل يدشن جولة جديدة من الصراع علي السلطة ' .

اما  ' دي فيلت '  ,  فكتبت ان  ' حشودا كبيرة شاركت في الاستفتاء من كلا الجانبين لحسم مصير البلاد '  ,  واصفة الاستفتاء بانه  ' الاكثر هدوءا من بين الاستحقاقات الانتخابية التي اعقبت سقوط مبارك ' .

بينما رات  ' ذوددويتشه '  ان  ' الحقيقة الوحيدة في الاستفتاء حتي الآن هي الاندفاع الهائل من الناخبين الي صناديق الاقتراع ' . فيما علقت مجلة  ' فوكس '  علي النتائج الاولية غير الرسمية بانه  ' علي ما يبدو ,  مصر تتجه نحو دستور الاغلبية ' .

وفي تقرير آخر ,  رات ان  ' الدستور ,  الذي اقترب من دخول حيذ النفاذ ,  يضع الاقلية المسيحية في خطر شديد ,  ويهدد حقوقهم بدرجة كبيرة '  ,  خاتمة بان  ' الاقتراع ابرز الصراع الكبير بين الاخوان و السلفيين من ناحية و الليبراليين و اليساريين و المسيحين من ناحية اخري ' .

توقعت صحف امريكية ان تكون نتيجة الاستفتاء علي مشروع الدستور  ' نعم '  ,  الا ان التنبؤات تراوحت بين التاييد بهامش ضئيل ,  و الفوز بقوة لجماعة الاخوان المسلمين ,  وسط توتر سياسي ,  ليس مرشحا للهدوء.

ونقلت  ' نيويورك تايمز '  عن قيادات حزب  ' الحرية و العدالة '  ,  الذراع السياسية للاخوان ,  قولها ان نسبة تاييد بنحو 57 في المائة  هي فوز عريض لمسودة الدستور الذي صاغته جمعية تاسيسية سيطرت عليها تيارات الاسلام السياسي.

وتوقعت الصحيفة زيادة النسبة ,  خاصة ان نصف البلاد سيقترع السبت القادم ,  اغلبه مناطق ريفية ومن المتوقع ان تؤيد مشروع الدستور بقوة ,  مضيفة ان التاييد الشعبي ليس معناه الموافقة علي الوثيقة ,  او حتي علي الجماعة ,  او قرارات الرئيس ,  بل  ' الرغبة في الاستقرار .  ما يفسر الاقبال الكبير غير المتوقع من الناخبين ' .

ورات انه  ' اذا فاز الدستور بمثل هذه النسبة ,  سيقوي هذا موقف الرئيس محمد مرسي ,  وحزبه وحلفائه '  ,  لكنها نقلت عن مصريين تشاؤمهم ,  اذ قال احدهم :   ' لن تهدا الاوضاع ,  ستستمر الاحتجاجات ' .

من ناحيتها ,  اعتبرت  ' واشنطن بوست '  ان نسبة 56.5 في المائة  هي مجرد  ' تاييد ضئيل '  للدستور ,  مضيفة انه  ' رغم العنف الذي شهدته مصر لثلاثة اسابيع قبل الاستفتاء ,  فقد مر الاقتراع في هدوء ,  مع توافد اعداد كبيرة نسبيا ' . وشددت الصحيفة علي ان  ' اغلب مؤيدي الاستفتاء يرغبون في الاستقرار ,  خاصة الطبقات الافقر ,  وعمال اليومية ,  فيما يغلب علي الطبقات الوسطي التصويت ب ' لا ' .

لكن في المقابل ,  رات  ' واشنطن بوست '  ان الاوضاع الاقتصادية السيئة في مصر من شانها ان توتر الاجواء ,  ونقلت عن استاذ العلوم السياسية ,  مصطفي كامل السيد ,  قوله :   ' لدي شعب فقير لا يستطيع تغطية احتياجاته ,  لن تكون الحقوق و الحريات السياسية مهمة بقدر الاحتياجات الحياتية ' .

هي الاخري ,  كتبت  ' كريستيان ساينس مونيتور '  الي ان  ' عددا من المصريين سيقولون نعم ,  لكنهم في قرارة انفسهم يريدون رفض الدستور '  ,  بحسب ما نقلته عن احد الناخبين في المطرية. وتابعت الصحيفة ان السبب في ذلك هو  ' الرغبة القوية في الاستقرار ,  خاصة اقتصاديا ,  حيث يعاني المصريون الفقراء من تدهور الاحوال المعيشية عما كانت عليه في عهد الرئيس السابق حسني مبارك ' .

واعتبرت ان التصويت علي الدستور ,  يشمل ضمنيا التصويت علي الرئيس مرسي وجماعته ,  في اشارة عن مدي الرضا الشعبي عن الاعلان الدستوري ,  وقرارات الاخوان المسلمين وتصرفاتهم السياسية.

ذهبت صحيفة  ' النهار '  اللبنانية الي انه  ' بصرف النظر عن نتائج الاستفتاء ,  الذي يستكمل السبت القادم ,  فان المشاركة الواسعة تؤمن للعملية السياسية دفعة من الصدقية '  ,  معتبرة ان هذه الحقيقة  ' يمكن ان تحول دون سقوط مصر في الفوضي الاهلية ,  لكن يبقي معرفة ما اذا كان الطرف الخاسر سيقبل بالنتائج ايا تكن ' .

في نفس الاتجاه ,  وتحت عنوان  ' في طابور الاستفتاء علي الدستور '  ,  قال احمد منصور في مقال ب ' العرب '  القطرية :  انه  ' ايا ما كانت النتيجة ,  فقد بدا الشعب المصري يصنع حاضره ومستقبل بلاده واولاده واحفاده ,  وعلي الجميع ان يقبل بالنتيجة لانها خيار الشعب ' .

ومشيرا الي تراجع الرئيس محمد مرسي عن عدة قرارات امتثالا لضغوط المعارضة ,  كتب سعيد بوعقبة في  ' الخبر '  الجزائرية انه  ' وحتي في ظل انتصار مرسي بالتصويت علي الدستور واقراره من طرف الشعب ,  فان مصر تكون قد ودّعت والي غير رجعة حالة الرئيس المقدس في قراراته ,  وارست حالة الحكم المراقب من طرف المعارضة '  ,  معتبرا ان  ' مصر تعيش مخاض الميلاد ' .

لكن ,  وتحت عنوان  ' نهاية الثورة المصرية  '  ,  راي منار الرشواني في مقال ب ' الغد '  الاردنية ان  ' اقرار مشروع الدستور لن يعني الا استمرار الانقسام وحالة عدم الاستقرار. وداعيا المعارضة و الحكومة الي تنازل متبادل ,  اقترح صالح ابراهيم الطريقي في مقال ب ' عكاز '  السعودية ,  تحت عنوان  ' 70 في المائة  ستوقف مصر الذاهبة الي المجهول '  ,  ان  ' يخرج الرئيس باعلان دستوري بان النسبة المقبولة لتمرير الدستور هي 70  في المائة  ,  لان الدستور هو عقد اجتماعي يضعه جميع افراد المجتمع وليس انتخابات قائمة علي المغالبة ,  وان تقبل المعارضة بان تكون نتيجة التصويت علي الدستور مشابهة لانتخاب الرئيس 51.5  في المائة . ' .
 ' ذهب المصريون ليقولوا كلمتهم في اجواء اتسمت بالحميمية و الدفء علي عكس المتوقع ,  الا ان اليوم لم يمر دون شائبة عكرت صفوه وجددت التوترات بهجوم عدد من الاسلاميين علي اعلام المعارضة ' .

هكذا رات صحف فرنسية امس المشهد المصري في المرحلة الاولي من الاستفتاء علي الدستور. اذ قالت  ' ليبراسيون '  اليسارية ان  ' اسابيع الاشتباكات و الصدامات بين المعارضة و المؤيدين لم تمنع المصريين من الذهاب للادلاء باصواتهم ' .

 وتحت عنوان  ' دستور مرسي يلقي رواجا في الضواحي '  ,  قالت  ' لوفيجارو '  :  يبدو ان مشروع الدستور لقي استحسانا وقبولا بين الطبقات العاملة و الفقراء في الاحياء و الضواحي البعيدة عن العاصمة ,  بحثا عن الاستقرار.

ورات ان  ' ابرز ما ميز الاستفتاء انه جاء في اجواء هادئة وعاطفية وجو حماسي ,  وسواء جاءت نتائج الاستفتاء بنعم ام لا ,  فان الاستفتاء سيسمح بقياس درجة تدهور شعبية الاخوان ' .

وتحت عنوان  ' عنف ضد وسائل اعلام واحزاب المعارضة '  ,  قالت اذاعة  ' راديو فرنسا الدولي '  ان  ' احداث العنف الليلية التي شهدتها القاهرة شابت هذا اليوم الاستفتائي الهادئ '  ,  حيث هاجم عدد من الاسلاميين مقر حزب الوفد المعارض وصحيفته ,  لرغبتهم في  ' فرض قيود دينية علي البلاد '  ,  علي حد قولها.

الامر الذي رات فيه  ' لوموند '  عبئا سلفيا جديدا علي الرئيس مرسي ,  ما يضعه في مواقف حرجة امام المجتمع ,  داعية اياه الي اتخاذ موقف جدي تجاه ما وصفتها ب ' الجماعات المتشددة المحسوبة مثله علي الاسلام السياسي كي لا تتمادي في افعالها ' 

ليست هناك تعليقات :