يكمل الدكتور محمد العريفي الاستاذ بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في الرياض , خطبته البليغة الجامعة المانعة عن مصر , مستكملا ذكرها في القرآن الكريم , قائلا : ' قال الله جل وعلا : ' وقال الذي اشتراه من مصر لامراته ' , وقال سبحانه : ' ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين ' , وقال جل وعلا : ' واوحينا الي موسي واخيه ان تبوآ لقومكما بمصر بيوتا ' , وقال جل وعلا قاصا عن الهالك فرعون لما قال : ' اليس لي ملك مصر ' -- ليس هذا فقط , بل اشار الله تعالي الي مصر , ولم يُصرح باسمها في ثلاثين موضعا من القرآن , كقوله جل وعلا : ' ودخل المدينة علي حين غفلة من اهلها ' يعني مصر , وقوله جل وعلا : ' وقال الملا من قوم فرعون اتذر موسي وقومه ليفسدوا في الارض ' يعني مصر , الي آخر هذه المواضع --
ان مصر ايها المسلمون هي الارض الطيبة , التي قال الله تعالي عنها لما طهرها من فرعون وقومه ومدحها فقال ' كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك واورثناها قوما آخرين ' ان مصر فيها خزائن الارض بشهادة ربنا جل وعلا لما قال عن يوسف عليه السلام : ' قال اجعلني علي خزائن الارض اني حفيظ عليم ' ولم يذكر الله تعالي قصة نهر في القرآن الا نهر النيل , قال جل وعلا : ' واوحينا الي ام موسي ان ارضعيه فاذا خفتِ عليه فالقيه في اليم ' يعني في نيل مصر , قال الكندي : ' لا يُعلم بلد في اقطار الارض اثني الله عليه في القرآن بمثل هذا الثناء , ولا وصفه الله بمثل هذا الوصف , ولا شهد له بالكرم غير مصر ' , نعم انني اتكلم عن مصر , وصي النبي صلي الله عليه وآله وسلم , الامة كلها بمصر وباهلها , فقال بابي هو وامي : ' اذا افتتحتم مصر استوصوا بالقبط خيرا , فان لهم ذمة ورحما ' . وفي لفظ قال ' فان لهم ذمة وصهرا ' , رواه مسلم , هاجر زوجة ابراهيم عليه السلام , وهي ام اسماعيل جد نبينا عليه الصلاة و السلام , هي مصرية من القبط , ومارية زوج الرسول , عليه الصلاة و السلام وام ابراهيم هي مصرية ايضا , ولذلك قال عبدالله بن عمرو بن العاص , رضي الله تعالي عنهما : ' قبط مصر هم اخوال قريش مرتين ' , وقال النبي عليه الصلاة و السلام : ' انكم ستفتحون مصر احسنوا الي اهلها , فان لهم ذمة ورحما ' , فهو وصية للامة كلها , لكل من تعامَل مع المصريين , ان يحسن اليهم وان يكرمهم , وان يعرف قدرهم , وان يقف معهم عند حاجتهم وان ينصرهم عندما يؤذون , الهدية اليهم من اعظم الهدايا واذيتهم من اعظم الرزايا , ولم يكتف النبي , صلي الله عليه وسلم , بمدح مصر واهلها , بل امر بالاحسان حتي الي اقباطها , قال صلي الله عليه وسلم : ' الله الله -- الله الله -- في قبط مصر فانكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وعونا في سبيل الله ' رواه الطبراني , وصححه الالباني , نعم -- وكم يسرنا و الله ما نري اليوم من تآلف بين مسلمي مصر وبين اقباطها , ونسال الله جل وعلا ان يجمعهم جميعا علي العقيدة الصحيحة , التي بعث الله تعالي بها عيسي , وبعث بها محمدا وبعث بها جميع الانبياء عليهم السلام , وهي ان يُعبد الله تعالي وحده لا يشرك به شيئا --
نكمل غدا.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق