حسن المستكاوي _ _ ما جري في بورسعيد بعد الحكم كان مفزعا ومتوقعا , وكان يجب الاستعداد له بمنتهي الجدية و القوة. الا ان الخطوة كانت بطيئة ومتاخرة كما هو معتاد. الم يكن واجبا استدعاء الجيش مبكرا قبل اصدار الاحكام ؟!
_ _ تصاعد عدد الضحايا في احداث ما بعد الحكم , وهو حكم ليس موجها ضد بورسعيد , وانما ضد من ارتكبوا جريمة سقط فيها 74 شابا في عمر الزهور.
تذكرت لحظة النطق بالحكم ما جري في ليلة الحادث المشئوم , وكان غضبي مثل غضب الملايين , لبشاعة الجريمة , ولصمت الدولة الرسمية ازاء الماساة دون قرارات صارمة في وقتها كانت كفيلة بوضع حد لكرة النار التي حرقت بورسعيد و القاهرة فيما بعد -- وقد كان المشهد امس في بورسعيد مذهلا بان يصل رفض الاحكام الي تلك الصورة المرعبة من العنف الذي يمارسه من يوصفون بانهم اهالي المتهمين -- وان يستمر الخلط المؤسف بين الذين ارتكبوا جريمة وبين بورسعيد واهلها , ومواطنيها , فتكون النتيجة قطع طرق وخطوط اتصال المحافظة بمحافظات , وسقوط قتلي وضحايا في حرب هوجاء رفضا للاحكام وفي اطار محاولات اقتحام السجون و الاقسام.
_ _ وفي تلك اللحظة برجاء ان يجيب المتحذلقون عن سؤال قديم طرحته كثيرا : افترض ان الضابط او امين الشرطة الذي اغتيل امام سجن بورسعيد برصاص المعتدين من اهلك ماذا تفعل ؟ -- وماذا تفعل لو كنت في موقعيهما ردا علي هذا الرصاص؟. هل تفسح الطريق امام هؤلاء المعتدين للاقتحام ام تتصدي لهم بكل السبل الممكنة ؟!
_ _ لن يجيب واحد عن السؤال مباشرة , وسيعود بنا الي روايات قديمة عن استبداد نظام , وعنف مفرط من شرطة في زمن مضي.
_ _ هناك مجرمون طلقاء الآن اسقطوا الشرطة و الامن بالتآمر وبالتخطيط في 28 يناير 2011 -- وهناك من يسعي الي اسقاط الامن اليوم. واسالوا الناس عن ' البراشوت ' الذي استخدم لاحراق منشآت. و البراشوت الذي استخدم و الرصاصات التي اطلقت من راكبي موتسيكلات نحو قوات الامن -- اسالوا وحققوا فقد سمعت روايات من شهود عيان تشير الي ركوب بلطجية وعملاء موجة ثورة الغضب؟
_ _ لقد استعانت السويس بقوات من الجيش الثالث لمواجهة الخارجين علي القانون الذين يقتلون ويثيرون الفزع , ويقاتلون من اجل اسقاط الشرطة , ودوافع ذلك مفهومة. وفي تلك اللحظات كان لا بديل عن الاستعانة بقوات الجيش ايضا لاعادة السيطرة علي بورسعيد. ونحن ندرك ان الجيش هو صمام الامان الاخير للدولة -- لكن يا الهي ماذا حدث للمصريين؟ كيف يكون القاتل ضحية و المقتول متهما؟
_ _ قبل الثورة كان ندائي المستمر هو تفعيل القانون ازاء الخروج عنه. وطوال عامين اكرر نفس النداء. فمنذ اللحظة الاولي اغتيل القانون حتي اصبحت البلطجة و الفوضي سرطانا -- اليوم نحن في لحظة فارقة. فاولا : تلك الاحكام هي رسالة الي المستقبل بحيث لا تتكرر مثل تلك الجريمة ابدا , وثانيا : ان ماجري وما يجري في بورسعيد لا علاقة له باهلها وناسها , ولكننا نواجه خروجا مفزعا علي القانون. فاما رخاوة التصرف و الفعل , واما القانون بحسم -- و هذا سيكون طلقة تحذير اخيرة نحو المستقبل و ما يخفيه من جرائم و فوضي .
_ _ يبقي فيما جري كله انه علي الرغم من الدعوة السلمية للتظاهر فقد سقط 476 جريحا وما يقرب من عشرة قتلي فيما وصف بانه تظاهر سلمي .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق