يا شعب مصر , هذا وطن الجميع , نعيش فيه تحت شمس واحدة , ونشرب فيه من نيل واحد , ونعاني فيه جميعا وقت المعاناة , ونفتخر بانجازاته التي نصنعها معا يدا بيد. وقد وجدت اننا كمصريين فقدنا شيئا مهما , لا تنهض امة الا به , ولا تقوم حضارة الا علي اساسه , وهو الثقة.
ايها الاخوة المواطنون , دعونا نعترف بما يلي :
اولا : لقد نجحنا في امتحان الثورة واخفقنا في امتحان الديمقراطية . لاننا لم نكره الاستبداد بما يكفي , فطالبنا بالديمقراطية مستخدمين اكثر الاساليب استبدادا. لقد نجحنا في امتحان الثورة واخفقنا في امتحان الكرامة . لاننا لم نكره الاهانة بما يكفي , فوجّهنا الاهانات لغيرنا لمجرد انهم مختلفون معنا في الراي , حتي ان كانوا سابقين علينا في الفضل. لقد نجحنا في امتحان الثورة , ولم ننجح في امتحان التقدم . لاننا لم نكره التخلف بما يكفي بدليل اننا لم نزل نستخدم اساليب متخلفة في ادارة معظم شئون حياتنا. لقد نجحنا في امتحان الثورة واخفقنا في الحفاظ علي وحدتنا , لاننا لم نكره الفرقة بما يكفي , بل اعتبرنا ان وحدتنا ظرف استثنائي ولّي الي غير رجعة واتخذنا من الاساليب ما فاقم الازمة.
ثانيا : ان مصر الآن تواجه خطرا بالغا ليس فقط علي صعيد تفكك الدولة بل كذلك علي صعيد تحلل المجتمع. وهو خطر بالغ اسهمنا جميعا , ولا اعفي نفسي , من المسئولية عنه. لقد اصبح الانقسام المجتمعي خطرا علي مستقبل مصر , وهو ما لا اقبله ولا اريده , وساعمل علي علاجه واريدكم جميعا ان تساعدوني عليه.
ثالثا : القضية الآن لم تعد انقاذ الثورة فقط ولكن انقاذ الوطن قبل ذلك. وهي مسئولية مشتركة من الجميع : حكومة ومعارضة , حاكمين ومحكومين , ثائرين ومعارضين للثورة. انها مركب واحد وكلنا شركاء فيه.
رابعا : لم يزل بيننا من يعانون . لاننا لم نضع قضاياهم بعدُ في قمة اولوياتنا , هؤلاء هم ابناء مصر من الفقراء و المحتاجين الذين عاشوا طويلا بعيدا عن رعاية الدولة , ولا يزالون. هؤلاء عانوا ويعانون , صبروا ويصبرون ونحن مشغولون في صراعاتنا السياسية التي لا تعنيهم من قريب او بعيد. نحن في مازق اننا , نعلم بوجودهم , لكننا نتغافل عنهم , ننظر لاحتجاجاتهم وكانها مؤامرة , لكنها تعبير مباشر عن اهداف الثورة التي تطالب بحق الجميع في قوت يومه وحرية رايه وكرامة نفسه وعدالة مجتمعه. هم من لا يعرفون حقوقهم , وقد لا يعرفون واجباتهم ايضا , وفقا للقانون . لان القانون لم يصل اليهم.
خامسا : بيننا من يتشكك في كل خطوة تخطوها الدولة ظنا منهم انها خطوة في اطار سيطرة الاخوان علي مفاصل الدولة او لتمكين دول اجنبية من السيطرة علي مقومات الوطن. وهي مخاوف اختلف معها , لكنني اقدرها . لانها طالما صدرت عن بعض من بني وطني , اذن فلها اساس من الصحة القائمة علي الخطا من قبلي ومن قبل من يعملون معي. ان دولة الاستبداد و الاستعباد و الافساد لن تعود , و التزامي بالديمقراطية اكبر من التزامي بالايديولوجية , واحترامي لحقوق الانسان المصري اكبر من احترامي لاي تنظيم سياسي مهما كنت قريبا او بعيدا عنه , وسيادة مصر و المصريين , مسلمين ومسيحيين , رجالا ونساء , اغنياء وفقراء , علي كامل مقدراتهم ومستقبلهم امر ليس قابلا للتنازل عنه. فهو نتاج كفاح الاجداد ودماء الآباء وتضحيات الاحياء.
سادسا : نحن نواجه وضعا اقتصاديا حرجا ودقيقا لن نخرج منه الا بان ننحي الصراعات السياسية جانبا , وان يكون العمل وحده هو الهم و العبء و الامل. نعم لن تفلس مصر . لان شعبا بهذا الفائض من الحيوية و الاستعداد للتضحية لا يمكن ان يسمح لبلد ان يعيش عالة علي الامم , ان شاء اعطانا وان شاء منحنا. لقد اخطانا , ولا ابرئ نفسي , حين اسانا لشبابنا وابنائنا ووضعناهم في مواجهات دموية علي خلافات كان الاولي ان نتجنبها. هذه الايدي خُلقت لتعمل , فان لم تجد في البناء عملا وجدت في الهدم اعمالا.
ايها الاخوة المواطنون , لقد اجتمعت مع قيادات المعارضة و الراي في مصر وقررت ما يلي : -- --
انتهي المقال و لي سؤال : هل اكون حالما لو قلت انني انتظر خطابا كهذا من الدكتور مرسي ؟
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق