وكثير من اهل المعارضة في عيونهم دموع ايضا , لكنها دموع علي الامل الذي كان يراود بعضهم في السيطرة علي مقاليد الامور بعد التخلُّص من السلطة المنتخبة. انها دموع في عيون وقحة رات الامور تزداد تازما فاصر اصحابها علي الشحن وهم يعلمون ان معظم المتظاهرين شباب متحمس , ويعلمون ايضا ان للثورة المضادة اتباعا قد حزموا امرهم علي فعل كل شيء وعلي فعل اي شيء كي يعودوا الي صدارة المشهد الذي تعوّدوا عليه طوال ثلاثين عاما حتي وان اصبحت البلاد اطلالا.
ان اتباع الثورة المضادة من رموز النظام السابق هم الوحيدون الذين تمتلئ قلوبهم بالسعادة و السرور , واذا نظرت الي عيونهم وجدتها عيونا شاخصة الي كرسي الحكم ناظرة , وتخفي في حنايا ضلوعها قلوبا قاسية كالحجارة , بل هي اشد قسوة.
وهناك شباب الثورة الذين جفّت دموعهم وامتلات قلوبهم حسرة علي ثورة اطلقوا شرارتها , وتجاوب الشعب معهم , لكنهم الآن هائمون علي وجوههم , فلا الاحزاب الكبري استفادت من حماسهم ونقائهم , ولا هم استطاعوا ان ياسسوا كيانات سياسية تحمل طموحهم الي آفاق المستقبل.
ولعل عيونا اخري ترقبنا من وراء الحجب , انها عيون الشهداء الذين قدّموا حياتهم فداء للوطن كي ينعم اهله بالحرية و الكرامة. هؤلاء الشهداء لم تذرف عيونهم دموعا في الدنيا , بل تدفّقت دماؤهم لتروي هذه الارض الطيبة , وتروي ايضا قصة كفاح اوصلتهم الي عليين , حيث لا توجد دموع ولا احزان , بل هم اقصد الشهداء احياء عند ربهم يرزقون , فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم , الا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فهل لك ايها القارئ الكريم ان تختار عينا من هذه العيون تشاركها احوالها. انني مستبشر خيرا لان نور الفجر حتما سياتي :
الليل ولي لن يعود وجاء دورك يا صباح
وسفينة الاوطان عادت لا تبالي بالجراح.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق