يا مرسي لا تلقي البلد في الفوضى الشاملة معتز بالله عبد الفتاح


اقسم بالله العظيم علي ثلاثة اشياء :

اولا : العبد الفقير لا يريد اي مناصب سياسية من اي نوع , ويكره المناصب السياسية كراهيته للمرض , بل يعتبر ان حب المناصب هو مرض يشكر الله انه عافاه منه.

ثانيا , انا لا يعنيني من يحكمني , وانما يعنيني كيف يحكمني , لو حكم بالحكمة و العدل و الرحمة , فهو رئيسي وانا له مؤيد , ولو حكم بالرعونة و الظلم و الغلظة , فيقينا لست معه وانا له من المعارضين , وفي حالتك انت يا سيادة الرئيس , لو وجدتك علي الصواب , لدافعت عنك ولا ابالي بغضبة من يغضب , ولا بتقوّل من يتقوّل , ولو وجدتك علي الخطا , لنصحتك في السر ابتداء وقد فعلتُ , ثم في العلن وقد فعلتُ. المهمة ثقيلة و الاخطاء واردة ومن يختاره الشعب هو رئيسي ولا بد ان اعذره . لان من يدخل الي دهاليز العمل السياسي في مرحلة كهذه , سيحتاج الدعم المعنوي و النصيحة المخلصة.

ثالثا , انا لم اتخاذل عن اي مسئولية ظننت انها تفيد البلد , وما اعتذاري عن ان اكون في الفريق الرئاسي الا اعتقادا مني ان الانسان حين يكون بعيدا عن المسميات الوظيفية يكون اقرب لنبض الشارع واكثر قدرة علي تقديم النصيحة دون ان يظن الناس انه صاحب مصلحة , وكانت ثقتي كبيرة في ان وجود مجموعة من المساعدين و المستشارين الذين اعرفهم شخصيا ضمن فريقك الرئاسي , سيغنيك عن وجود من هو اقل منهم , في حالتي , بجوارك , واما وقد انفضوا عنك , فانا اشعر بانك بعيد تماما عما يحدث في الشارع , وانك قد سلمت نفسك لمن ارتدي نظارة واحدة لها لون واحد وتنظر للامور من منظور واحد , وهذا خطر كبير , حضرتك الآن ترتكب خطا شهيرا يسمي في عملية صنع القرار : ' تبني صورة مغلقة عن الواقع ' تتبني فقط رؤية محددة وتفسر كل ما ياتي لها من معلومات مخالفة علي انها مغلوطة او مؤامرة , وهذا وضع ملتبس , قد تحتاج فيه لان تسمع لمن هم مثلي علي ضعف قدري ووهن تاثيري لكنه واجبي.

يا سيادة الرئيس , ليس هكذا تدار الاوطان وليس هكذا تدار الازمات , وليس هكذا يُخَاطب الناس. يا سيادة الرئيس غيّر في فريقك الرئاسي , ولا اقول غيره كله , وانما انت بحاجة لمن هو الي نبض الناس اقرب , ومن هو الي مخالفيك اسمَع , ومن هو الي معارضيك افهَم.

يا سيادة الرئيس , القضية الآن لم تعد في حوار وطني او في جبهة الانقاذ , القضية الآن انك اعتمدت علي اوهن الشرعيات في زمن الثورات وهي شرعية الصندوق الذي هو اقرب الي تقديم اوراق اعتمادك لدي الشعب وقد اعتمدك , ولكن اوراق الاعتماد لا تغني عن تقييم الاداء , وقد تم تقييم الاداء من قبل المحيطين بك من غير المحسوبين علي جماعتك بانه اداء سلبي بدليل انفضاضهم عنك.

اذن , لك عندي واجب النصيحة المحددة حتي لا يختلط الامر :

اولا , العاقل هو من يختلف العقلاء معه وليس عليه , عليك ان تحيط نفسك بالعقلاء القادرين علي ان يرصدوا لك الواقع وان يختلفوا معك وان يقولوا لك ما قد لا تحب اذنك ان تسمعه. قرّب هؤلاء اليك , فانت الآن بعيد كثيرا عنهم , ودليلي انك حتي توقفت عن الالتقاء بالمفكرين و المثقفين و الخبراء ممن لا يلتفون حول السلطة ولكن يعملون من اجل الوطن.

ثانيا : العاقل هو من يدير الازمة وليس من يدير بالازمة. كانت الازمة في مرحلة ما الجمعية التاسيسية ثم الاعلان الدستوري ثم مشروع الدستور ثم الاستفتاء علي الدستور ثم الحوار الوطني ثم قانون مجلس النواب ثم حالة الطوارئ نحن لم نحل اي ازمة نحن ادرنا كل ازمة بازمة اخري , فاصبحنا في ازمة مركبة.

ثالثا : العاقل هو من يقدر معارضيه ليس فقط بعددهم ولكن بتاثيرهم . المعارضون قد يكونون قليلين ولكنهم قادرون علي اسقاطك او حرب اهلية حين ينزل الانصار في مواجهة المعارضين , وهنا ستسجل في التاريخ باسوا ما جاء عن الملك فاروق وعن الرئيس مبارك.

يا دكتور مرسي , وسع دائرة مشورتك , وتراجع عن اخطائك صراحة بل هذا يزيدك قوة , ولا تلق بالبلد في فوضي شاملة او حرب اهلية.

ليست هناك تعليقات :