غذاء ظاهرة العنف و ارهاصات الفاشية من اعلام نسي المهنة فهمي هويدي


امس الاول ' الاحد 28/1 ' نشرت صحيفتا ' الشروق ' و ' المصري اليوم ' خبرا خلاصته انه تم القاء القبض في ميدان التحرير علي عامل زراعي عمره 30 عاما ' مقيم بمحافظة الشرقية ' اسمه محمد. ف وبحوزته طبنجة صوت و50 طلقة ومبلغ مالي 400 جنيه. واثناء استجوابه اعترف بانضمامه حديثا الي حركة ' بلاك بلوك ' ' الكتلة السوداء ' وانه حصل علي السلاح من شخص يدعي عبده , وكان في طريقه لتسليمه الي شخص آخر يدعي مكي مقابل 2500 جنيه للطبنجة و400 جنيه للطلقات. كما اعترف بشرائه طلقات خرطوش من ذات الشخص اكثر من مرة وبيعها الي المعتصمين و الثوار بميدان التحرير. ومما ذكره اثناء الاتجواب ان انضمامه الي الحركة المذكورة تم بواسطة شخصين احدهما باسم ا.ج مقيم بشارع فيصل بالجيزة. وم.ب من حركة 6 ابريل.

في اليوم نفسه , نشرت صحيفة ' الوطن ' ان حركة بلاك بلوك ذكرت في بيان نشرته علي صفحتها علي موقع ' فيس بوك ' ان اعضاءها تلقوا تدريبات ميدانية للمشاركة في كافة الفعاليات التي شهدتها مصر خلال العامين الماضيين. وان عددهم يربو علي عشرة آلاف علي مستوي الجمهورية , وهدفهم الاساسي هو مهاجمة مقار الاخوان.

كانت صحيفة ' الوطن ' قد نشرت صفحة كاملة عن المجموعة الجديدة في عدد الاحد 27 يناير , ذكرت في تقديمها ان ال ' بلاك بلوك ' نتاج طبيعي لاستبداد نظام الاخوان -- وتضمنت الصفحة حوارا مع احد مؤسسي الحركة ' طالب بكلية الاعلام من ابناء المحلة الكبري اسمه شريف الصرفي ' نقل عنه قوله ان : دم الشهيد هو الهدف الاول و الاخير -- وان الحكومة لن تنعم بالنوم ان لم نجد القصاص يطبق علي الارض. واذا لم يتحقق ذلك ' فالقادم اسوا ' .

يوم الثلاثاء 29/1 ابرزت صحيفة المصري اليوم علي راس صفحتها الثالثة تقريرا عن اجتماع لبعض عناصر المجموعة بالقاهرة من عناوينه : ثورتنا ضد الاخوان و -- تشكيل مجموعات منظمة لاداء عمليات محددة ضد النظام وليس ضد مؤسسات الدولة. وفي التقرير قال احدهم ان العنف المستخدم ضد النظام له ما يبرره , وقال آخر انهم يوم الخميس الماضي نفذوا مهاما محددة ' كان من بينها تحطيم محلين تجاريين لشركة مؤمن ' لبيع الاطعمة و السندوتشات ' في منطقة باب اللوق , ومتجر ' التوحيد و النور ' للاحتياجات المنزلية في شارع نوبار. وعلق علي ذلك قائلا ان : هدفنا يقتصر علي اسقاط نظام الاخوان بمقاره وشركاته ومحلاته وحماية المتظاهرين فقط.

اما صحيفة ' الوطن ' التي صدرت في اليوم ذاته فقد ابرزت علي الصفحة الثالثة تقريرا اخباريا تحت عنوانين هما : بلاك بلوك تتحدي مرسي : فقدت شرعيتك وانتظر ردنا بلاك ماسك ' القناع الاسود ' سنصفي جسديا من يقترب من الاعلاميين و الانقاذ. وفي التقرير ان المجموعتين اصدرتا بيانا قالتا فيه ان تهديداتك وصلت الينا , وانتظروا ردنا. وقالت الكتلة السوداء انها حددت قائمة بمنشآت الاخوان المستهدفة تضمنت ما يقرب من 45 مؤسسة وشركة اضافة الي مقرات حزب الحرية و العدالة. وهددت حركة القناع الاسود بانها ستلجا الي ' التصفية الجسدية ' لكل قيادات ' المتاسلمين ' , اذا جري المساس باية شخصية من قيادات جبهة الانقاذ او الاقباط او الاعلاميين.

علي صفحة داخلية افردتها الوطن لمجموعة بلاك بلوك في الاسكندرية , قالت انهم يعتبرون انفسهم ' درع الثورة وحماتها ' . واجرت حوارا مع من اعتبرته قائد المجموعة بالمحافظة قال فيه صراحة : هدفنا اسقاط نظام الاخوان , وفهمنا ان المجموعة لها ثلاثة اذرع , مسئول الذراع الاولي قال ما نصه : عرض علينا اكثر من مرة من قبل بعض رجال الاعمال تسليحنا ومدنا باي شيء نريده ولكننا رفضنا هذه الفكرة تماما.

قد يري البعض ان من الكلام السابق ذكره ما لا يستحق ان يؤخذ علي محمل الجد. وهو ما لا استبعده , لكنني ازعم انه لا ينبغي ايضا تجاهله. ان تستوقفنا فيه ثلاثة امور الاول خطورة بعض المعلومات المعلنة التي تحدثت عن هدف التخريب او الذين يتولون تجنيد الاعضاء او الدور الذي يؤديه بعض رجال الاعمال في المشهد -- الثاني وقوف الاجهزة الامنية موقف المتفرج من الممارسات المعترف بها , اما الثالث فهو الحفاوة الاعلامية الشديدة بها , وكذلك ترحيب المعارضة بظهور المجموعة وسكوتها علي ممارساتها وخطابها. وحتي اذا كانت المسالة كلها مجرد فرقعة في الهواء , فان تلك الحفاوة وذلك الترحيب من دلائل التردي الذي وصلت اليه الخصومة السياسية , الذي اصبح البعض في ظلها مستعدا لاحراق البلد لمجرد الخلاص من الاخوان.

للامن دور ينبغي ان يؤديه في هذا الصدد ولابد ان ندهش اذا ما تقاعس عنه. لكني ادعو مجلس الشوري الي تقصي الحقيقة في ظاهرة العنف و ارهاصات الفاشية التي تلوح في الافق. اذ من الامور العبثية ان يستمر الحديث عن ميليشيات للاخوان واخري لمن يسمون انفسهم حازمون وثالثة باسم الحرس الثوري المصري واخيرا عن الكتلة او القناع الاسود. ثم نظل نحن تائهين وغير فاهمين لحدود الجد و الهزل فيه , ولا يبقي بين ايدينا غير منابر الاعلام غير البريء الذي نسي المهنة واصبح طرفا في الخصومة و الكيد و التدليس .

ليست هناك تعليقات :