ارسل قداسة البابا الانبا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الرسالة البابوية الجديدة رقم ' 1 ' لاقباط المهجر لعيد الميلاد المجيد 2013 , ومسيحيي مصر في اول رسالة بابوية لاقباط المهجر.
قال البابا تواضروس الثاني في رسالته التي اعلنت اليوم , بكنائس القبطية بالمهجر ' اهنئكم ايها الابناء الاحباء بعيد الميلاد المجيد , راجيا لكم بركات مولود المذود المقدس من الفرح و الخير و السلام في حياتكم ومآلكم وعائلاتكم , وكل عيد ميلاد وانتم بملئ سلام الروح , وكامل صحة الجسد ' .
واضاف البابا : يعتبر ميلاد يسوع المسيح ' الحدث الغني ' فهي من اغني الاحداث في تاريخ البشر , وفيه نتقابل مع نوعيات عديدة ربما تمثل كل الخليقة فمثلا مع الافراد ' يوسف , هيرودس , مريم , اليصابات , سمعان , مع الجماعات الرعاة اليهود , المجوس الغرباء , الاطفال , مع الحيوانات : في المذود , في تقدمات الهيكل , مع السمائيين : الملائكة , بشارة الملك , مع المدن : الصغيرة ' بيت لحم ' الكبيرة ' اورشليم ' , الدول ' مصر ' , مع الالقاب : النجار , الملك , العذراء , النبية , الشيخ , عمانوئيل.
و أضاف البابا في رسالته : ' هو حدث غني جدا , ولكننا سنختار ثلاثة عناصر فقط , اولا : الاسم الجديد عمانوئيل , ثانيا : الكيان الجديد التجسد , ثالثا : العمق الجديد المحبة اولا : الاسم الجديد : عمانوئيل , وترجمته ' الله يكون معنا ' باعتباره المستقبل , وقد ورد في نبوة اشعياء قبل ان يصير واقعا بحوالي سبعة قرون ' ولكن يعطيكم السيد نفسه آية , ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعوا اسمه عمانوئيل ' .
واكد البابا في رسالته ' اذا عدنا الي الوراء قليلا وقتما صارت البشارة الي امنا العذراء مريم , وهي في ناصرة الجليل حيث يفتتح الملاك جبرائيل بشارته بهذه الكلمات ' -- سلام لك ايتها الممتلئة نعمة الرب معاك , ' لو 4 : 38 ' , فكانت هذه التحية بمثابة اقرار حقيقة قامة الايمان التي تحيا فيها امنا العذراء مريم , حيث صارت مع الله , من كل القلب فصار الله معها في كل القلب.
واضاف الرسالة الباباوية , انه من هنا استمدت نقاوتها وقامتها الفائقة التي استحقت معها ان تكون بالحقيقة فخر جنسنا , ويمكننا ان نعتبر هذا الاسم الجديد هو افتتاحية العهد الجديد التي بها صار الله معنا , ومتحدا فينا وبنا ولنا , ويدوم هذا الوضع الجديد حيث نقرا معا كلمات مسيحنا في الانجيل المقدس للقديس متي الرسول : ' ها انا معكم كل الايام الي انقضاء الدهر. آمين ' , فعمانوئيل في الانسانية ومثلا في ' الكنيسة ' التي هي جسد المسيح بكل اسرارها وحياتها الي انقضاء الدهر.
وقال البابا في رسالته الباباوية الاولي ' العمق الجديد ' المحبة ' , فالله محبة وبمحبته اخرج الارض من العدم الي الوجود , ووهب الانسان صورته ومثاله , ولكن الانسان اختار الضعف , واوجد نفسه خارج الفردوس طريدا بلا خلاص , فالميلاد اعطانا بعدا روحيا او وصفا روحيا فائق العمق لم يختبره الانسان من قبل , لقد نلنا نعمة التبني , وصرنا بالحقيقة ابناء الله ' واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه ' , وهذا العمق الجديد نراه واضحا في كل الذين اجتمعوا حول المذود.
واوضح البابا , ان مثلا في يوسف النجار الشيخ الوقور حامل استقامة العهد القديم , كذلك مريم العذراء المختارة دائمة البتولية حاملة صورة العهد الجديد , كذلك نراه في اصرار المجوس الغرباء الباحثين عن الحقيقة و الذين قدموا اتعابهم واجتهادهم واوقاتهم قبل ان يقدموا هداياهم الثمينة من الذهب و المر و اللبان , وهذا العمق الجديد بالميلاد هو بدء افراح موكب الخلاص وانتهاء الخصومة بين الله و البشر ها قد صارت المصالحة .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق