حسام فتحي ... الممثل الامريكي الاشهر روبرت ردفورد , و الممثلة الاعلي اجرا في هوليوود ' ديمي مور ' , و الوسيم ' وودي هاريلسون ' ابدعوا عام 1993 فيلما مبهرا بعنوان ' عرض غير لائق ' او INDECENT PROPOSAL يخترق الفيلم المعايير المادية التي طغت علي الغرب , وعصفت بمنظومة قيمه واخلاقياته , ويدعو الي التفكير مليون مرة قبل الاقبال علي تقديم تنازلات اخلاقية غير مقبولة مقابل الحصول علي المال.
اعرف ان اغلبنا شاهد الفيلم , وللتذكرة فانه يقدم الزوجين الشابين الناجحين ديمي مور وودي هاريلسون , اللذين يتعرضان لصعوبات مالية , فيذهبان الي مدينة الخطيئة الامريكية ' لاس فيغاس ' ربما تساعدهما ارباح القمار , ويشاهد المليونير العجوز روبرت ردفورد الزوجة الشابة الجميلة فيعرض عليها ان تقضي ليلة واحدة معه علي اليخت الخاص به , مقابل مليون دولار , بشرط ان يوافق زوجها!!
في البداية تسخر الزوجة الجميلة من العرض الوقح وغير المقبول , وتبدي شعورا بالتقزز و الاشمئزاز , وعلي سبيل الدعابة تناقش الامر مع زوجها المهندس الشاب الذي اوقف عن العمل , و بعد مناقشة ' غربية ' تؤكد له الزوجة انها مستعدة لارتكاب الخطيئة اذا طلب منها ذلك , لانها تحبه !! -- فيوافق و تذهب مع المليونير العجوز ! -- و يجن جنون الزوج من الندم و يحاول ايقاف الكارثة التي تسبب فيها -- و تستمر احداث الفيلم -- ما علينا --
رويت هذه القصة لصديقي الذي سالني : ما رايك في ' عرض ' المحامي الاريب -- فريد الديب علي شعب مصر بان يعيد السيد الرئيس المخلوع فك المولي خلعه , واراحنا واراح البشرية من الحلول اللوذعية للسادة المستشارين , ان يعيد كل ' ثروته ' , وحدد سيادة المستشار الاريب هذه الثروة ب6.5 ملايين جنيه مصري_ اقل من مليون دولار بالاسعار الجديدة_ هي ما يحتكم عليه الرئيس المخلوع في البنك الاهلي المصري , او ربما في دفتر توفير البريد , لا ادري.
يقول المثل المصري ' اذا كان اللي بتكلم ديب -- خللي اللي بيستمع عاقل ' --
ويقول الشاعر الراحل ' امل دنقل ' : ' اتري حين افقا عينيك ثم اثبت جوهرتين مكانهما -- هل تري -- ؟ -- هي اشياء لا تشتري ' .
وبين مصر وبين المخلوع ونظامه وحبيبه ورجاله عشرات العيون المفقوءة , وملايين الاكباد ' المفيرسة ' ومئات الآلاف من ' الكلاوي ' ' الفاشلة ' -- هذا غير النفوس ' المكسورة ' , و القلوب ' المحطمة ' , وفوق كل ذلك -- وقبله وبعده بلد كامل _ تم افساد حاضره , وبيع مستقبله , وتجريف خيراته --
سيادة المستشار ' الاريب ' -- قلبت علينا المواجع الله يسامحك -- واضحكتنا في وقت عز فيه الضحك.
6.5 مليون جنيه… يا راجل… طب وجمال وعيلاء -- و الوالدة باشا -- ينفع تكملهم 10 مليون طيب عشان نكفي تعويضات الملايين دي كلها؟
سيادة المستشار -- في قضايا المال العام يمكن قبول التصالح مع ' المتهم ' اما عندما يصبح بين ' المتهم ' و الضحية دماء -- وعيون -- وكبد وكلاوي -- ومستقبل بلد تم بيعه -- واحلام شباب تمت سرقتها فلابد من محاكمة سياسية -- وهذا اضعف الايمان.
اما ال6.5 مليون جنيه اللي حضرتك فرحان بيهم فعيب اقولك تعمل بيهم ايه -- حضرتك محامي و ' اريب ' وعارف كل حاجه!!.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق