محمد موافي ... قبل النفخ يجب ان تعلم ان البالون فارغ اجوف, و انه لو تركته في العراء, فيصيبه الترهل, ولو لصقته ببالونات اخري, فسترتفع, حتي يحسبها ' اطفال ثقافة الفيس بوك ' شيئا, وما هي بشيء -- . مجرد هواء و فاسد و يحمل رائحة ما تخفي الصدور .
كيف * طال عمرك_ تصير بالونة -- . القاعدة الاولي : تعمل خدك مداسا لرئيس تحرير نافذ, ومسيطر علي بعض الفضائيات -- خذ بالك : الفضائيات بمصر مقسمة بين رؤساء تحرير اقل من اصابع القدم الواحدة -- . وتظل مرافقا له ومسبحا بجمال كتاباته -- وتكون حربا علي اعدائه, سِلما للخدامين من اوليائه -- .
القاعدة الثانية : تكتب مقالا مادحا الاعلامي الكبير -- . فتبتسم لك الشاشات, ويقولون معنا السيناريست ابن خالتي فرنسا, وبعد الفاصل توصيهم بتغيير اللقب ل ' الكاتب الساخر ' , فيتصدقون هم ب : ' الكاتب الكبير '
القاعدة الثالثة : تلتقط من الانترنت اسماء لكبار الكتاب, ومعها عناوين لكتب مجهولة -- ثم تقول انك قرات ذلك في كتاب نادر, و يا سلام لو زدت في النطاعة, و ذكرت مرجعا فارسيا و عصرته كابن خالتي فرنسا.
القاعدة الرابعة : تنظر الي الرموز التي تحبها الناس,ثم تشن سلسلة مقالات ساخرة من فصيلة القباحة و الدم الثقيل -- . فتشتم محمد حسان او القرضاوي, ويا سلام لو التقطت السفاهات, وتغزلت في ابداعات قضاء حاجة فرج فودة.
القاعدة الخامسة : طبعا يجب ان تؤكد علي الدوام انك ناصري قومجي -- ولا مانع من طلب وساطة ' واحد خمنا ' حتي ياتيك شيك من دمشق, ثم تفاجا بدعوة لزيارة طهران -- فتاتي رافعا شعار الاسلام الثوري, مقابل الاسلام النفطي --
لو هناك مساحة بالمقال, فعندي قواعد كثيرة, تليق باشباه القواعد من النساء, ففي مصر التي ' خيبتها نخبتها ' اصبحنا بزمن ' البالونة ' -- . كل كاتب منفوخ لصق ثقبه, حتي لا ينفثا, يدبج مقالا طويلا, وهو مجرد قص و لزق علي قفا المندهشين الضائعين -- .
و مع اننا في عصر البالونات, فلابد من يوم معلوم, تنفثا فيه البالونة, و يظهر ثقبها, فتظل تصرخ في الهواء, مزغردة في حلقات مفرغة, ثم تسقط مفضوحا امرها, ومداسا عليها بالاقدام --
فيا كل من يرفض ان يكون ' بالونة ' , و لا يُذاع له سرُ : الرجل الحقيقي ,غير قابل للنفخ, فالحمد لله وكفي بحمد الله علوا, لو يعلمون.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق