واكدت المصادر ان هذا اللقاء ياتي في سياق اتصالات يحرص السيسي علي اجرائها مع ' الاستاذ ' علي فترات متقطعة , وتاتي من باب الاستماع الي نصائح ' الاستاذ ' , كما انها تاتي من زاوية التقدير الكبير الذي يحمله وزير الدفاع ل ' هيكل ' , و الذي يخاطبه بلقب ' الاستاذ ' في اي اتصالات بينهما , كما ان السيسي يعد قارئا جيدا لمؤلفات هيكل ومتابعا لمجمل كتاباته.
وضربت المصادر امثلة من هذه الاتصالات , مشيرة الي قيام وزير الدفاع بتهنئة ' الاستاذ ' بعيد ميلاده ال ' 90 ' يوم 23 سبتمبر الماضي , وارساله لباقة ورد اليه محملة بمحبة وتقدير كبير منه للكاتب الكبير , كما اجري السيسي اتصالا ب ' هيكل ' وقت دعوة وزارة الدفاع للقاء ' اجتماعي ' يجمع القوي السياسية , وكانت اثناء المظاهرات التي ادت الي حالة استقطاب سياسي حاد بعد الاعلان الدستوري للرئيس مرسي , وابدي هيكل وقتها عدم تحمسه لهذه الدعوة , وقال ل ' السيسي ' انها تاتي في اوقات ملتبسة , مما قد يشجع علي العودة الي الهتافات الرافضة للحكم العسكري , و التي تواصلت ضد المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي , وكان هذا الراي مرجحا لالغاء الدعوة التي اثارت جدلا كبيرا في حينها.
وقالت المصادر ان لقاء الساعات الاربع الاخير جاء حسب طلب السيسي وبمبادرة منه , وامتد اللقاء الي هذه الفترة الزمنية لعمق المناقشات بين الطرفين , واضافت انه كان هناك توافق بين وزير الدفاع وهيكل حول وضع القوات المسلحة بين تصارع القوي السياسية الموجود الآن , واستشعار بعض هذه القوي بالقلق من عودة تدخل الجيش في العملية السياسية , وتاكيد السيسي علي ان الجيش لا يضع في مخططاته التدخل في العلمية السياسية من بعيد او قريب , وان التحدي الاكبر امامه الآن هو ترميم ما حدث اثناء المرحلة الانتقالية , و التي حاول البعض استثمارها في احداث شروخ بين الجيش و الشعب , بالرغم من دور الجيش في حماية الثورة , واحترام الجيش للشرعية التي جاءت عبر صندوق الانتخابات.
و قالت المصادر ان لقاء ' الاربع الساعات ' شمل مناقشات عميقة للاوضاع في ظل التحولات الاقليمية و الدولية الحالية , خصوصا الرؤية الامريكية حولها , مشيرة الي انه بقدر ما كانت تجارب التاريخ حاضرة في اللقاء , كانت هموم المستقبل تفرض نفسها بصورة اكبر , وكانت الاوضاع في سيناء وما يحث فيها ضمن هذه القضايا , مشيرة الي ان رؤية هيكل فيها تؤكد علي ان الحل السياسي و التنموي لما يجري في سيناء هو الذي يقود الحل الامني وليس العكس , وان هذا الحل لابد ان يشمل مصر كلها بمبادرة سياسية حقيقية ومسؤولة.وقالت المصادر ان العديد من القيادات السياسية البارزة في المعارضة و الحكم تذهب الي هيكل , و من بينها قيادات ' اخوانية ' متنفذة , و اكدت ان الدكتور محمد البرادعي منسق جبهة الانقاذ زار الكاتب الكبير في الفترة الماضية , و آخرها قبل ايام قليلة .
يذكر ان الكاتب الصحفي الكبير كان قد كشف من قبل انه التقي المشير محمد حسين طنطاوي اثناء قيادة المجلس العسكري للمرحلة الانتقالية , و تحديدا بعد الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها حزب الحرية و العدالة , و قال هيكل انه نصح طنطاوي وقتها باسناد رئاسة الحكومة للدكتور محمد مرسي باعتباره رئيسا لحزب الحرية و العدالة .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق