اتهامات متبادلة بين خبراء الآثار في الأقصر بسبب معبد الملك امنحتب الثالث



اتهم الدكتور عبد الغفار وجدي , المشرف السابق علي البعثة المصرية بشمال غرب معبد الملك امنحتب الثالث و المدخل الشمالي للمعبد , وزارة الآثار بوضع كافة المعوقات امام البعثة المصرية التي تعمل بموقع معبد امنحتب الثالث بالاقصر من اجل الاطاحة بها , وذلك تمهيدا لبيع الموقع لبعثة المانية يتردد ان رئيستها يهودية بالمخالفة للقانون.

واوضح عبد الغفار , ان العمل بالموقع بدا في مارس 2010 وتم الكشف عن ستة تماثيل ضخمة ومتوسطة و العديد من اجزاء التماثيل من مواد مختلفة الي جانب العثور علي بعض الآثار الثابتة الممثلة في بقايا جدران من الطوب اللبن في الجانب الجنوبي من الموقع , موضحا ان البعثة تعرضت لاضطهاد وضغوط وتعنت من قبل الوزارة خاصة رئيس الادارة المركزية لاثار مصر العليا وتمثل تضييق الخناق علي البعثة في مكاتبات من شانها تعطيل العمل مثل مكاتبات بخصوص وقف اعمال الحفائر اكثر من مرة دون مبرر.

و أكمل عبد الغفار انه ايضا تم ردم الموقع وتسليم الارض للمواطنين بدون موافقة اللجنة الدائمة او السلطة المختصة , لانها مستاجرة منهم وكذلك ارسال مذكرة لطرد فريق الحفائر من الشقة المؤجرة لنا دون توفير بديل لاستراحة فريق العمل , وكذلك قيام رئيس الادارة المركزية لمصر العليا بتحويلنا الي الشئون القانونية تعسفيا لعدم تنفيذ مكاتباته غير المعتمدة من السلطة المختصة وممارسة ضغوط علي منطقة اثار القرنه بعمل مذكرة للمطالبة برحيل فريق الحفائر وفي حالة عدم تنفيذ طلبه سيقوم بتحويل القائمين علي المنطقة للتحقيق مما جعل البعثة تتوقف في ديسمبر 2012.

واكد ان البعثة فوجئت بعد قرار وقفها بالتفاوض مع بعثة المانية لتولي اعمال البحث و التنقيب في الموقع وهو ما يكشف ان هناك نية كانت مبيتة لمنحها الموقع وضياع حقوق الاثريين المصريين واهدار الاموال التي تمنح لها , مطالبا وزير الآثار باصدار قرار باحتفاظ البعثة المصرية بحق الاكتشاف لكل الاكتشافات الاثرية التي حققتها وكذلك حقهم العلمي في النشر لكل ما تم من اعمال بموقع الحفائر خلال المدة القانونية و التي حددها القانون بخمس سنوات.

واستنكر عبد الغفار قيام الوزارة بنقل تمثالان للملك امنحتب الثالث من امام المدخل الشمالي للمعبد دون اي مبرر , مؤكدا ان هذا الاجراء من شانه اضاعة حوالي 80 فدانا مملوكة للمعبد واستيلاء الاهالي عليها بعد خلو هذه المساحة من الآثار.

من جانبه قال الدكتور محمد عبد المقصود , رئيس البعثة المصرية بشمال غرب معبد الملك امنحتب الثالث و المدخل الشمالي للمعبد , ان البعثة السابقة التي راسها الدكتور عبد الغفور وجدي , تم وقف اعمالها بعد تسببها في غرق تماثيل امنحتب الثالث في المياه وتحللها , وتعرضها للتشقق , وهو ما يعد جريمة اتلاف اثر.

و أكمل عبد المقصود , ردا علي اتهام عبد الغفور للوزارة ببيع الآثار و المواقع الاثرية بالاقصر الي بعثة المانية رئيستها يهودية ويتهم الوزارة بالفساد , ان عبد الغفور نفسه محول للتحقيق بتهمة الفساد واتلاف اثر بعد ان قام بفك قاعدة احد التماثيل بمساحة 5 متر في 3 متر في 4 متر , حيث فكت البعثة من قاعدة التمثال اكثر من 60 بلوك حجري دون موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية , للبحث عن ودائع الاثاث للتمثال , وهي عبارة عن قطع ذهبية كان يضعها المصريون القدماء اسفل الآثار , وهو ما دفع الوزارة لتحويل البعثة للتحقيق , بعد استبعادها وتشكيل بعثة مصرية جديدة , تعمل مع البعثة الالمانية التي تعمل في هذه المنطقة منذ عام 1998 , بترخيص من المجلس الاعلي للآثار وقتها , مؤكدا ان رئيسة هذه البعثة ارمنية وليست يهودية كما يقول عبد الغفار.

و أكمل عبد المقصود ان هناك جريمة اخري ارتكبتها البعثة المصرية السابقة برئاسة عبد الغفار وهو ادعاؤه ان البعثة اكتشفت التمثالين , وهذه فضيحة دولية لان هذين التمثالين تم اكتشافهما اول مرة عام 1828 , اي ما يقرب من مائتي عام , مؤكدا ان وجدي اتفق مع شركة سعودية للقيام بدراسة تركيب التماثيل في مقابل تاهيل هذه الشركة للعمل في قطاع المشروعات وهذه مخالفة اخري.

بينما قالت هوريح سولوزيان رئيس البعثة الاثرية الالمانية في الاقصر , ان ما يثار حول دياناتها وادعاء البعض انها يهودية امر سخيف وخارج عن حدود الادب.

واضافت سولوزيان , ردا علي ما نشره الدكتور عبد الغفار وجدي المشرف السابق علي البعثة المصرية بشمال غرب معبد الملك امنحتب الثالث بانها يهودية , موضحة ان هناك البعض من اصحاب المصالح يروجون الي انها يهودية وانها تدمر الآثار المصرية , مؤكدة انها لن تدافع عن عملها لانها تعمل في مصر منذ عام 1974 , وانها تعتقد انه لا يوجد اجنبي يحب مصر اكثر منها , خاصة انها قضت اكثر من نصف عمرها تعمل في مصر , لذلك فهي ليست في حاجة للدافع عن عملها الذي يعلم الجميع في مجال الآثار مدي جودته.

وبخصوص ديانتها قالت سولوزيان , انها ارمينية ارثوذوكسية , مؤكدة ان دياناتها امر يخصها وحدها , ولا يجوز لاحد التدخل فيها , وكل ما يعنيهم هو عملها , قائلة ' اليوم يقول انني يهودية وغدا سيدعي انني جاسوسة اسرائيلية ' .

ليست هناك تعليقات :