ضد ممارسة السياسة بالمولوتوف اذن أنت اخواني متأخون وائل قنديل



تجري الآن وعلي نطاق واسع عملية رجم منظمة لرمز وطني كبير هو السفير ابراهيم يسري لان الرجل قرر ان ينضم الي مجموعة من المصريين ترفض اراقة الدم المصري بالمجان تحت اقدام المتصارعين علي الحكم , سواء سلطة مرتعشة مستسلمة للعجز وقلة الحيلة وغياب روح المبادرة و المباداة , او معارضة مخلوطة بشوائب نظام اسقطته الثورة , وتمضي في طريق لا يؤدي الا الي اعادة ذلك النظام البائس وساعتها ستكون اول من يدفع الثمن.

ابراهيم يسري تحول فجاة من ايقونة للنضال الوطني بعد ان قاد وحده حملة مصرية تحت شعار ' لا لنكسة الغاز ' نجح من خلالها في خوض معركة قضائية انتهت بحكم تاريخي يقضي بوقف تصدير الغاز للعدو الصهيوني , تحول الآن الي اخواني متاخون عميل للجماعة وللسلطة في نظر بعضهم , والي شخص مشوش مغرر به في نظر آخرين.

وكل جريمة السفير ابراهيم يسري انه يعلن موقفا ضد ممارسة السياسة بالمولوتوف , وضد الوصول الي السلطة فوق جماجم وعظام المصريين وتبني دعوة بسيطة تعلن بوضوح ان المجموعة المشاركة فيها تقول : ' نحن جزء من ابناء مصر , لا نمثل حزبا او اتجاها او فصيلا او جماعة , نسعي لتغليب ارادة الحياة وحق مصر الثورة في ان تخطو في طريق التقدم و التطور وكسر الطوق المفروض عليها كي تخرج من الضعف الي القوة , ومن الفقر الي الرفاه , ومن التخلف الي التقدم , ومن التبعية الي الاستقلال و التحرر , لانجاز انطلاقة حضارية تحقق لكل مواطنيها الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية ' .

هو مجرم لانه يدعو مع آخرين ' لتبني الادوات الديموقراطية : السياسية و الاخلاقية واعلاء ارادة الشعب عند الاختلاف وتجنب العنف بالدعوة اليه , او الرضا او السكوت عنه ' من خلال جبهة ' سترفع صوتها عاليا ضد كل من يحاول استثمار دماء المصريين او آلامهم , طلبا لمكاسب حزبية او شخصية ضيقة , وستجهر بالمعارضة و الاحتجاج في وجه السلطة اذا رات منها انحرافا عن اهداف الثورة , او خروجا عن المسار الذي خطه المصريون بدمائهم ودموعهم وعرقهم ' .

ان التاريخ لم يعرف عن ابراهيم يسري انه تحالف مع الاخوان انتخابيا , ولم يؤسس حزبا يمرق اعضاؤه الي عضوية البرلمان علي قوائم حزب الاخوان , ولا يسعي وقد تجاوز السبعين من عمره الي منصب او جاه , ولم يحدث يوما ان طلب من حزب الاخوان ان يوضع علي راس قائمتهم الانتخابية باحدي محافظات الوجه البحري في سباق البرلمان الماضي , فلما رفض طلبه استدار يهاجم ويرعد ويبرق بمعارضة اقرب للمهارشة -- فباي منطق واي ضمير اخلاقي يتهم الرجل بالتفريط في القضية الوطنية و السقوط في الاخونة؟

هل صارت صكوك الوطنية مشروطة بالهتاف ' لا صوت يعلو فوق صوت المولوتوف ' ؟

لقد حفر ابراهيم يسري اسمه علي جدارية النضال الوطني الحقيقي ولن تنجح فزاعات الابتزاز و الارهاب في ان تثنيه عن مواصلة دوره كضمير مضيء في عتمة الزيف و الصفاقة المتخفية في ثياب ' ثورة علي الثورة ' .

ليست هناك تعليقات :