ابراهيم يسري تحول فجاة من ايقونة للنضال الوطني بعد ان قاد وحده حملة مصرية تحت شعار ' لا لنكسة الغاز ' نجح من خلالها في خوض معركة قضائية انتهت بحكم تاريخي يقضي بوقف تصدير الغاز للعدو الصهيوني , تحول الآن الي اخواني متاخون عميل للجماعة وللسلطة في نظر بعضهم , والي شخص مشوش مغرر به في نظر آخرين.
وكل جريمة السفير ابراهيم يسري انه يعلن موقفا ضد ممارسة السياسة بالمولوتوف , وضد الوصول الي السلطة فوق جماجم وعظام المصريين وتبني دعوة بسيطة تعلن بوضوح ان المجموعة المشاركة فيها تقول : ' نحن جزء من ابناء مصر , لا نمثل حزبا او اتجاها او فصيلا او جماعة , نسعي لتغليب ارادة الحياة وحق مصر الثورة في ان تخطو في طريق التقدم و التطور وكسر الطوق المفروض عليها كي تخرج من الضعف الي القوة , ومن الفقر الي الرفاه , ومن التخلف الي التقدم , ومن التبعية الي الاستقلال و التحرر , لانجاز انطلاقة حضارية تحقق لكل مواطنيها الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية ' .
هو مجرم لانه يدعو مع آخرين ' لتبني الادوات الديموقراطية : السياسية و الاخلاقية واعلاء ارادة الشعب عند الاختلاف وتجنب العنف بالدعوة اليه , او الرضا او السكوت عنه ' من خلال جبهة ' سترفع صوتها عاليا ضد كل من يحاول استثمار دماء المصريين او آلامهم , طلبا لمكاسب حزبية او شخصية ضيقة , وستجهر بالمعارضة و الاحتجاج في وجه السلطة اذا رات منها انحرافا عن اهداف الثورة , او خروجا عن المسار الذي خطه المصريون بدمائهم ودموعهم وعرقهم ' .
ان التاريخ لم يعرف عن ابراهيم يسري انه تحالف مع الاخوان انتخابيا , ولم يؤسس حزبا يمرق اعضاؤه الي عضوية البرلمان علي قوائم حزب الاخوان , ولا يسعي وقد تجاوز السبعين من عمره الي منصب او جاه , ولم يحدث يوما ان طلب من حزب الاخوان ان يوضع علي راس قائمتهم الانتخابية باحدي محافظات الوجه البحري في سباق البرلمان الماضي , فلما رفض طلبه استدار يهاجم ويرعد ويبرق بمعارضة اقرب للمهارشة -- فباي منطق واي ضمير اخلاقي يتهم الرجل بالتفريط في القضية الوطنية و السقوط في الاخونة؟
هل صارت صكوك الوطنية مشروطة بالهتاف ' لا صوت يعلو فوق صوت المولوتوف ' ؟
لقد حفر ابراهيم يسري اسمه علي جدارية النضال الوطني الحقيقي ولن تنجح فزاعات الابتزاز و الارهاب في ان تثنيه عن مواصلة دوره كضمير مضيء في عتمة الزيف و الصفاقة المتخفية في ثياب ' ثورة علي الثورة ' .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق