واضف العريان في مقال له بموقع ' بروجيكت ساينديكيت ' بعنوان ' صفارة الانذار الاقتصادية لمصر ' , ان اول هذه الاسباب هو ان استمرار الاضطراب السياسي و الاجتماعي يعني ان اقتصاد البلاد سيصل الي حالة من التضخم الذي يصيب بالشلل , الي جانب مشاكل حادة في ميزان المدفوعات وحدوث ازمة في الميزانية , ومن ثم سيرتفع بشدة خطر حدوث هبوط معززا ذاتيا , موضحا انه بدلا من الانهيار كالذي حدث في الاقتصاديات الآسيوية وفي امريكا اللاتينية خلال ازمات الديون القديمة , فان اقتصاد مصر قد يخاطر العودة الي خنق الضوابط و الاسواق السوداء , وسيتعرض الاستثمار و الكفاءة الاقتصادية و التوظيف لضربة كبيرة , وسيصاحب بطء النمو ارتفاع في الاسعار , بما فيها اسعار السلع الرئيسية. وستتضرر مزيد من شرائح المجتمع من الفقراء و العاطلين عن العمل و الشباب بشكل كبير.
السبب الثاني , كما يقول العريان , انه لا يوجد حلول اقتصادية ومالية دائمة ممكنة بدون معالجة المشاكل السياسية للبلاد بشكل تعاوني , ومهما كانت النوايا , فان التكنوقراط لا يستطيعوا تامين سياسات مناسبة او يحققوا نتائج افضل , فهم في حاجة الي الدعم لرؤية وطنية موحدة وقيادة ذات مصداقية ودعم المواطنين.
والسبب الثالث هو ان المصريين الذين يواجهون اختلال النظام الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي , يرثون علي اختطاف الثورة , مما يثير عدم الثقة في النخب الحاكمة. وبفضل نجاحهم في الاطاحة بمبارك , واعادة الجيش من بعده الي ثكناته.
السبب الرابع ان الاحتجاجات المتكررة الي جانب ضعف الشرطة تشعل بعض النشاط الاجرامي. ويؤكد العريان ' ان الانتهازية واثارة الخوف و الفوضي و البلطجية , سواء كان ذلك حقيقيا او متصورا , تزيد من الاحساس العام بالضيق ' , مشيرا الي السبب الخامس هو ان المساعدات الخارجية القادمة من دول صديقة لها لا تستطيع ان تنقذ الاقتصاد لفترة طويلة , قائلا ' صحيح ان تلك المساعدات قد حدت من تراجع الاحتياطي الاجنبي , وفي ظل الضغوط التي تواجه العملة , فان الحكومة ستسعي مرة اخري للحصول علي قرض صندوق النقد , وتمويل مشترك من مصادر اخري ثنائية ومتعددة الاطراف , لكن تامين هذا التمويل اصبح اكثر تعقيدا ' .
السبب السادس يكمن في ان امكانات الاقتصاد المصري لا ينبغي ان يستهان بها. فالظروف الراهنة تبقي الاداء الاقتصادي اقل كثير من قوته. ويمكن معالجة هذا علي وجه السرعة , فبينما يتم القضاء علي عدم الكفاءة يعاد توجيه المؤسسات التي كانت تتعاون مع النظام القديم لخدمة القليل بدلا من الكثير بما يمكن ان يزيد الناتج المحتمل بشكل كبير.
واخيرا , فانه بامكان قادة مصر ان يتعلموا من الدول الاخري , فمصر ليست الدول الاولي التي تكون محور النضال الثوري للانتقال من ماضٍ قمعي الي مستقبل افضل واكثر عدلا. كما انها ليست الدولة الاولي التي تجمع بين التحول السياسي غير المؤكد و القلق من الظروف الاقتصادية و المالية , وتحدث العريان عن تجارب جنوب افريقيا و البرازيل واندونيسيا.
وحذر العريان ختاما من انه كلما استمرت حالة الفوضي في مصر , كلما خسرت نخبتها السياسية معركة العقول و القلوب التي تتحدد تطلعاتها الاساسية في الخبز و الكرامة و العدالة الاجتماعية و الديمقراطية. لكن مع وجود قيادة تنويرية وتعاون بناء , فان مصر تستطيع التغلب علي مشكلاتها الراهنة. وحذر الخبير الاقتصادي من ان النخب السياسية ليس لديها وقتا مفتوحا , و الاتجاهات الاقتصادية الحالية تجعل الحاجة الي العمل ملحة بشكل متزايد.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق