أمريكا غير مرتاحة و تشعر بالقلق من التقارب الايراني المصري



قالت وكالة ' اسوشيتدبرس ' الامريكية , ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد حاول جذب مصر لتحالف جديد , يمكن ان يعيد تشكيل الشرق الاوسط المضطرب , وتحدث عن اقامة علاقات شاملة وبلا قيود بعد عقود من انعدام الثقة.

واعتبرت الوكالة ان تحسن العلاقات بين القوتين الاقليمتين يمكن ان يكون له تداعيات غير مريحة للولايات المتحدة وحلقائها الاثرياء في الغرب , حيث انه يمنح ايران موطئ قدم لنشر نفوذها في مصر , في المقابل فان مصر يمكن ان تحصل علي وسيلة للتاثير في مصير سوريا الحليفة الرئيسية لايران , فضلا عن الفوائد الاقتصادية.

وتشير الوكالة الي ان استعادة موطئ قدم في مصر يساعد ايران الي حد كبير علي استعادة مكانتها الاقليمية في الوقت الذي تكافح فيه للتعامل مع العقوبات الدولية بسبب برنامجها النووي , وتنامي القلق من ان يسقط النظام السوري في النهاية , ويحل محله حكومة سنية معادية لايران , كما ان العلاقات الوثيقة مع مصر يمكن ان تسلط ضوءا ايجابيا علي ايران , الدولة الشيعية التي تستطيع ان تحافظ علي علاقات طبيعية مفيدة مع مصر بلد الازهر.

غير ان الرئيس الايراني نفي فكرة ان ايران تريد تحسين علاقاتها مع مصر لكسر عزلتها , وقال اذا طبقنا هذا المنطق , فلن يكون هناك صداقات بين الامم , ونحن في هذه العلاقة من اجل كلا الطرفين.

وبينما يصر المسئولون في مصر علي ان تحسن العلاقات مع ايران هدفه في الاساس دفعها للتخلي عن دعمها لنظام بشار الاسد , و السعي لطمانة الخليج بان العلاقات مع ايران لن تكون علي حسابهم ابدا , الا ان مرسي يائس في احكام قبضته الهشة علي البلاد في ظل جولات العنف السياسي التي شهدتها مصر منذ توليه الحكم , و التراجع الاقتصادي وتنامي المعارضة له.

وتمضي الوكالة قائلة ' ان مرسي جعل الصراع في سوريا مشروعه في السياسة الخارجية علي امل تحسين موقفه في الداخل , وجعل نفسه طرف اقليمي , واسس في العام الماضي مجموعة عمل من اربعة دول تضم مصر وايران وتركيا و السعودية للعمل لانهاء الحرب الاهلية السورية , الا ان السعوديين انسحبوا بعد حضور اجتماع واحد , ولم تحقق الجماعة اي تقدم ملموس.

ورات اسوشيتدبرس , ان انسحاب السعوديين يؤكد الهوة بين اغلب دول الخليج السنية وايران حول سوريا , وعمق الصدع بين السنة و الشيعة , كما ان دول الخليج باستثناء قطر , لم تقم بجهد كبير لاخفاء كرههم للقيادة الاسلامية في مصر الجديدة , خوفا من تصدير ثورتها الي دولهم.

وازاء هذه الخلفية , فان علاقة مرسي مع ايران يمكن ان تكون مفيدة للتوازن مع دول الخليج , لكن من غير الواضح الي اي مدي يمكن ان يذهب مرسي في هذا الاتجاه.

وعن رد فعل واشنطن , اشارت الوكالة الي انها ظلت صامتة علنا حتي الآن , لكنها علي الارجح تشعر بقلق شديد لو ان مصر , وهي واحدة من اقرب حلفائها العرب , التي تحالفت مع ايران.

ليست هناك تعليقات :