نجاد و علامة نصره التي رفعها في وجوهنا نادر بكار



وما الذي كنا نتوقعه من ' نجاد ' بعد استقبال مصري رسمي لم يكن ليحلم به اكثر الايرانيين تفاؤلا الا سلسلة من الحركات الاستفزازية لمشاعر الملايين تُبث عليهم من قلب القاهرة اكبر عواصم العالم الاسلامي ومن قلب ازهرها الشريف منارة اهل السنة؟

وهذا ما يدفعنا الي توجيه التساؤل للقيادة السياسية المصرية عن دوافع اظهار كل هذا القدر من الحفاوة لرجل متورطٌ حتي النخاع في مذابح تجري وقائعها ليل نهار في سوريا وفي هذا التوقيت بالغ الحساسية دون غيره؟

علي حد علمنا فالنظام الايراني لا يخوض الا حربا ضروسا واحدة ضد الشعب السوري المغلوب علي امره . فلمن يشير نجاد بعلامة النصر؟ ام ان شعارات ' المقاومة ' المزعومة مازالت تلقي رواجا عند البعض وتدغدغ مشاعرهم؟

واقول مقاومة مزعومة لان الحرب الوحيدة التي يمكن ان تنشب بين ايران و الكيان الصهيوني لا تتجاوز باي حال من الاحوال معارك اعلامية كلامية تتجدد فصولها المملة من وقت لآخر وترتفع سخونتها حسب رغبة كل فريق لتحقيق مكاسب يرجوها , اما عن طريق ابتزاز شعبه او لكسب مساحة اكبر من التاثير و النفوذ.

ايران هي الاكثر شراسة واستماتة في الدفاع عن نظام ' بشار ' فاقد الشرعية . تثبيتا للقوس الفارسي الخصيب خشية ان تنفلت منه احد اهم حباته , ولولاها لسقط ' بشار ' منذ زمن بعيد , وايران تسعي بكل الصور لكسر العزلة السياسية المفروضة عليه , وهي احد اهم اوراق الضغط المتوافرة لدولة بحجم مصر لاجبار ايران علي تغيير موقفها فكيف نفرط فيها؟ ام ان الرئيس المصري قد نسي كلامه حول المسئولية الاخلاقية لمصر تجاه القضية السورية؟

وكم العوائق التي تمنعنا من استئناف علاقة طبيعية مع ايران لا يتوقف علي حل الازمة السورية وحدها . بل ان اسلوب ادارة ايران لعلاقاتها الخارجية هو الذي يبعث علي القلق علي المدي البعيد اكثر من غيره . فالنظام الايراني داب علي دس انفه في شئون دول العالم الاسلامي . وتصدير المد الشيعي احد اهم وسائله في ذلك , ومازال يعبث بامن الخليج العربي الذي هو احدي دوائر الامن القومي المصري -- و العراق الذي مثل صمام امان وبوابة شرقية للامة العربية و الاسلامية اصبح كلا مستباحا للاستخبارات الايرانية تعيث فيه فسادا , الدعم اللوجيستي و العسكري للحوثيين في اليمن , اثارة القلاقل في البحرين , التحرش الدائم بالامارات العربية , واخيرا تصدير ازمة النظام السوري الي لبنان لتندلع مواجهات ابناء الوطن الواحد من جديد.

اما علي صعيد علاقاتنا الخارجية فاننا لا نريد ان نكون نسخة مكررة من انظمة بائسة فرضت علي شعوبها عزلة دولية معتمدة علي نظام واحد فقط يساندها ويمد لها يد العون . ولا يمكن ان تختزل علاقة مصر بجيرانها ودورها المحوري في العالم العربي و الاسلامي في علاقة انظمة هذه الدول بجماعة الاخوان المسلمين . لذا فان مؤسسة الرئاسة مطالبة ان توقف بحزم او ان تعلن بوضوح موقفها من سيل التصريحات غير المسئولة التي دابت قيادات ' الحرية و العدالة ' علي اطلاقها ضد بعض دول الخليج كالامارات و الكويت دون اي تقدير لحسابات المصالح و المفاسد او محاولة للاحتواء بدلا من الاستعداء الصريح.

ليست هناك تعليقات :