ويرصد تقرير مشترك للكاتبين مايكل البرتوس وفيكتور مينالدو , تحت عنوان ' في اعقاب الثورة ' , فرص نجاح الثورات في التاريخ المعاصر , وامكانية تحولها الي الديمقراطية او البقاء علي الوضع الاستبدادي , ومصير مصر وتونس في هذا الشان.
واضافت الصحيفة قائلة , ان الحقيقة المحزنة ان العديد من الثورات ادت الي تجدد الانظمة الديكتاتورية , الا ان الخبر الجيد هو انه حتي التحولات الصعبة التي تستغرق وقتا طويلا يمكن ان تسفر عن ديمقراطية مستقرة.
ورغم ان الكثيرين راوا بعد الربيع العربي ان انتشار الحرية و الديمقراطية في الشرق الاوسط حتمي , الا ان الحرب الاهلية الدموية لا تزال مستمرة في سوريا , و الرئيس محمد مرسي و الاخوان المسلمون في مصر يحاولون اضفاء الطابع المؤسسي علي سيطرتهم علي السلطة بطريقة قديمة. وفي تونس , تضرب حركة النهضة الاسلامية بالعلمانيين عرض الحائط.
وللاسف , تتابع الصحيفة , هناك سابقة كبيرة لهذه الانتكاسات , فاغلب الثورات استبدلت نظاما استبداديا بآخر علي شاكلته , فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية شهد العالم حوالي 50 ثورة , و التي اما اطاحت بانظمة ديكتاتورية او ادت الي اصلاح سياسي كبير في ديمقراطيات معيبة. وبالنسبة لهذه الثورات التي حدثت في ظل انظمة ديكتاتورية لم ينجح سوي ثلثها فقط في التحول الي الديمقراطية.
وتحدثت الصحيفة عن حالتين ' سيئتي السمعة ' تثيران اجراس الانذار في الشرق الاوسط اليوم , وهما ثورة ايران الثيوقراطية عام 1979 , و الديكتاتوريات الجمهورية لكل من انور السادات وحسني مبارك بعد ثورة 1952. وبالمثل , فان تواريخ التقلب السياسي لمرحلة ما بعد الثورة في الصين وكوبا و المكسيك وروسيا ربما تجعل الثوار الاكثر تحمسا يتوقفون عندها.
ومع ذلك , تتابع ' نيويورك تايمز ' , فان الانظمة الديمقراطية التي استطاعت ان تظهر بعد الهياج الثوري تقدم سببا للتفاؤل , حيث عاد عدد قليل من تلك التحولات الثورية الي الاستبداد.
وتحذر الصحيفة من ان طول الفترة الانتقالية يمكن ان يوفر الفرص للمفسدين لعرقلة التقدم , وضربت مثالا علي ذلك بالاقتتال الداخلي في ليبيا , كما حذرت من ان اعتماد المؤسسات الديمقراطية قد يفشل في تقديم الفائدة لاغلبية المواطنين , ويمكن حتي ان يعزز حكم الحزب الواحد , وهي النتيجة التي تواجهها جنوب افريقيا اليوم.
وقد وقعت الحالات الواعدة من الربيع العربي كمصر وتونس في هذه الفئة , ففي كلا البلدين يتدافع مزيج من النخب القوية سابقا و النخب التي ظهرت حديثا بعد الثورة لهيكلة الوضع السياسي لحماية مصالحهم , بينما يضعون سياسات يمكن ان تفيد بطريقة اخري اغلبية المواطنين.
في مصر , فاز الجيش بحصانة من الملاحقة القضائية و الاشراف علي ميزانيته , بينما استعاد ' مرسي ' بعض اجراءات الطوارئ التي استخدمت في عهد مبارك لقمع الاضطرابات الشعبية.
وفي تونس , فان جهاز امن زين العابدين بن علي لا يزال راسخا في الحكومة , بينما قمعت حركة النهضة انتقائيا الاحتجاجات مع تغاضيها عن جرائم المتشددين ضد الطبقة الوسطي العلمانية.
ورات الصحيفة انه من اجل تفادي الارتداد الي الديكتاتورية , او ارساء ديمقراطية جامدة او غير نزيهة , فان دول في ظروف مصر وتونس يجب ان تختار بين مطرقة نفوذ ضخم للمسئولين السابقين , او سندان اطراف جديدة غير مقيدة تسعي الي الثبات في سلطة جديدة.
وفي كل الثورات , فان البقاء علي مسار الديمقراطية يتطلب ضغوطا شعبية مستمرة علي كل من لديهم القدرة علي خطف التطلعات الديمقراطية , وهذا يعني ان احتجاجات الشارع في تلك الدول لن تنتهي. وعلي المدي الطويل , قد ينتهي عدم الاستقرار هذا في شكل ديمقراطية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق