أسرار العلاقة المتحولة بين المصريين و يوم الخميس ! عبد الرحمان يوسف



يحب المصريون يوم الخميس , لاسباب كثيرة , فهو يوم يسهر فيه الناس علي راحتهم لان الجمعة عطلة , و هو يوم يمارسون فيه اشكالا و الوانا من الترفيه البريء و غير البريء , فتري الشوارع مزدحمة , و دور السينما عامرة , و تري حياة الليل متالقة اكثر من اي يوم .

يوم الخميس تزدحم فيه شوارع القاهرة و الاسكندرية وعواصم المحافظات , وتزدحم كذلك طرق السفر الزراعية و الصحراوية و القطارات من القاهرة الي سائر المحافظات , فملايين الموظفين و العمال الذين يعملون في القاهرة طوال الاسبوع يعودون لاسرهم لقضاء عطلة الاسبوع , لذلك يصبح اسوا موعد للسفر البري طوال الاسبوع هو يوم الخميس.


يوم الخميس * عند البعض * هو يوم المتعة الزوجية , و الوصال الجسدي , هكذا تعود الكثيرون , و اصبحت كلمة ' يوم الخميس ' عند كثيرين تحمل تلميحا جنسيا , و ترسخت هذه النظرة عبر اجيال من الازواج الروتينيين .


يوم الخميس هو ' موسم التكاثر ' عند البشر , فغالبية الاعراس تقام في هذا اليوم , و الخميس هو ليلة الدخلة الرسمية للشعب المصري كله !


كنت احب يوم الخميس , وكنت اسهر دائما في الشوارع في هذا اليوم , صحيح انني كنت حريصا علي السهر كل يوم , ولكن الحقيقة ان السهر يوم الخميس كان اجمل , لان عدد ' السهِّيرة ' اكبر , وعدد الاصدقاء و الاحباب الذين يجمعهم هذا اليوم يحوله الي ملتقي للاحباب ولتجديد ما انقطع من قديم الصداقات.


اصبحت اخاف من يوم الخميس , واصبح الخميس مقترنا عندي بالدعاء و الصلاة لكي يحقن الله دماء المصريين يوم الجمعة.


لسان الحال ولسان المقال في كل خميس منذ طلوع الشمس الي مغيبها ' ربنا يستر من بكرة , او ربنا يعدي بكرة علي خير , او يا رب اليوم يعدي من غير دم ' , واصبح يوم الخميس يوما مخصصا لمتابعة تحضيرات القوي السياسية لمليونية الغد , و الخوف من سفك المزيد من الدماء المصرية الطاهرة علي الاسفلت هو هاجس هذا اليوم.


هذه المفارقة في ذهني منذ شهور , وهي تترسخ اسبوعا بعد اسبوع , حتي بدات اشعر انني اخاف من يوم الخميس , صحيح ان الاحداث تحدث في يوم الجمعة , ولكن حالتي النفسية يوم الخميس اصبحت ينطبق عليها المثل القائل ' شايل طاجن سته ' !
علي العموم , بما اننا في يوم الخميس , فادع الله معي عزيزي القارئ ان يحقن دماء المصريين , واساله تعالي ' يعدي بكرة علي خير ' .


حفظ الله مصر !

ليست هناك تعليقات :